-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

حوار خاص مع عائض القرني


عائض القرني: "رأيتُ الأمن في كل مكان من الجزائر"
عائض القرني
صاحب المدونة "الشيخ بن خليفة" مع الشيخ عائض القرني
لم أكن أتوقع وأنا أدخل القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين بالعاصمة، في مارس 2009، أن مفاجأة سارة في الانتظار· ففي تلك القاعة كان يجلس داعية لقيت زيارته إلى الجزائر نجاحا كبيرا، يتأهب لمغادرة الجزائر، إنه الشيخ العلاّمة عائض القرني، الذي تشرفت بأن أكون آخر صحفي جزائري يحاوره دقائق قبل مغادرته البلاد ـ في نهاية تلك الزيارة ـ باتجاه دبي.
القرني يتحدث في هذا الحوار عن سعادته بالحفاوة التي قوبل بها في بلد المصالحة، ويواصل توجيه رسائل لأهل الضلال، كما يوصي الأئمة والعلماء بالشعب الجزائري خيرا، ويطرق أبواب عدة مواضيع بصراحته المعهودة، ليكشف في الأخير عن جديد الطبعة القادمة من كتابه الشهير لا تحزن. 
حاوره: الشيخ بن خليفة
تصوير: نصر الدين. خ
* وأنتم تستعدون لمغادرة أرضها، ماذا تقولون للجزائر والجزائريين؟
عائض القرني: أنا أشكركم يا أخي، وأشكر الإخوة الجزائريين·· كل الشعب الجزائري أشكره على ما واجهناه من استقبال وحفاوة وإكرام، وعلى ما قدّموه لنا في هذا البلد الجميل، الذي منحه الله تعالى جمال الطبيعة، والذي أريد أن أبارك لكم فيه المصالحة الوطنية التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والتي جمّعت الشعب الجزائري· والحمد لله، إني رأيت الأمن في كل مكان، لأني تنقلت من عنابة إلى قسنطينة إلى الجزائر العاصمة، فرأيت الأمن ورأيت الإيخاء والاتحاد· وأتمنى من الله أن يرزق الجزائريين التوفيق في الدنيا والآخرة، ويؤلف بين قلوبهم، وأعود وأنا، والحمد لله، ممتلئا سرورا وغبطة وبهجة لما شاهدته من كرم أهلها ومن حسن أخلاقهم وحسن استقبالهم· وقد غمرونا بالحضور والإنصات والاستماع والتواضع والإكرام·

وهل كنتم تتوقعون كل هذه الحفاوة؟
والله كنت أعرف أن الشعب الجزائري كريم· وقد التقيت الجزائريين في مكة وأوروبا وأمريكا، لكن في الجزائر رأيت مناظر مهوّلة، ورأيت احتفاء كبيرا ليس غريبا على الشعب الجزائري··· شعب أصيل، شعب نضال وكرم·

هل أتى مسعى المصالحة الذي بادر به الرئيس بوتفليقة، بثماره في رأيك؟
 نعم··· أتى بثماره، بدليل قدومنا نحن، فلولا هذه المصالحة ما كنا لتنقّل ونلقي دروسنا بهذه الراحة· لقد رأينا مظاهر الأمن والإيخاء والأمان التي في ظلها يتم العمل والإعمار والإصلاح، فثمار المصالحة ظاهرة، والحمد لله على هذه المساعي الكريمة·

كيف تفسر مواصلة بعض الدمويين منهجهم الضال رغم إجماع العلماء على حرمة الاعتداء على الجزائريين؟
 عموما، لا يمكن إقناع جميع الناس· وفي كل فترة من فترات الإسلام هناك فئة من الخوارج يسيئون فهم الإسلام· وحتى في عهد علي بن أبي طالب ظهر هؤلاء· ولكن رأي الدين واضح وإجماع العلماء لا شك فيه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حمل علينا السلاح فليس منا· وقد اجتمعنا كعلماء وأصدرنا فتوى تحرم مثل هذه العمليات في الجزائر وغيرها·

أطلق الشيخ القرضاوي وعلماء آخرون دعوة إلى مقاطعة المنتجات التي يعود جزء من ريعها إلى صالح الكيان الصهيوني· إلي أي مدى تلمسون التجاوب الشعبي الإسلامي مع هذه الدعوة؟
 العالِم يقول رأيه في المسألة وسواء استجاب له الناس أم لم يستجيبوا· والشيخ القرضاوي من علمائنا، وله وجهة نظره في هذه الفتوى· وقد ذكّرتني بقضية الهوية، فمن الضروري أن تكون لنا مناعة لحفظ هويتنا سواء في المشرق أو المغرب· وهوية كل مسلم هي الإسلام· وقد لمست أن الإسلام هو خيار الجزائر من خلال ما شاهدته في جامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة وغيرها· وهذا شيء أفرحني·

وينبغي أن نوحّد صفوفنا، لأن إسرائيل لم تكن لتفعل ما فعلت في غزّة لولا تخاذلنا ووهننا واختلافنا!
العرب مقبلون على قمة جديدة بالدوحة نهاية الشهر الجاري، ماذا يمكن أن يؤمل من قمة الدوحة؟ وما هي تطلعاتكم كعلماء مسلمين لها؟
القمة العربية لم نعد ننظر إليها كثيرا، ولم نعد نأمل منها الكثير من كثرة ما رأينا من قمم! فبعد كل قمة قمة، وبين القمتين قمة، وقبل القمتين قمة، وبعد الثلاث قمم قمة أخرى! وهي قمم لا تصدر عنها قرارات، وإنما مجرد توصيات غير ملزمة! فالسابق من القمم لم نستفد منه! ومع ذلك نسأل الله أن يصلح حالنا· ونحن ندعو الله أن يؤلّف بين قلوب الحكام، لنستفيد من قممهم!

وماذا يمكنك أن تقول عن مذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، التي صدرت عن محكمة العدل الدولية؟
 نعتبرها مذكرة ظلم وعدوان، لأن بوش الذي قام بجرائم في أفغانستان والعراق، والصهاينة الذين قاموا بجرائم بشعة ودمروا غزّة وفلسطين، أولى بمثل هذا من الرئيس السوداني!
هذه عدالة الرجل الأبيض··· وهذه عدالة انتقائية، أملتها ظروف سياسية! ونحن مع السودان ومع كل مسلم·
هل من كلمة كنت تود قولها في الجزائر لم تُتح لك فرصة ذلك؟
 أريد أن أطلب من العلماء والخطباء والأئمة اللين والرفق مع الناس وعدم الغلظة معهم، فقد اكتشفت أن الجزائري طيّب عندما يعامَل بالطيبة، ولكنه عنيد عندما يعامَل بعناد، ولذلك تجب معاملتهم برفق ولين وتفادي التشهير بهم·

ما رأي الشيخ القرني في ما يسمى بفوضى الفتاوى؟
لقد قلتُها في جامعة الأمير عبد القادر، هناك تسيّب في الفتاوى، بعضهم في مستوى الإعدادي يفتي في دماء المسلمين، ويفتي في أمور لو عُرضت على عمر بن الخطاب لجمع لها علماء الأمة! وعلى القائمين على الفتاوى أن يتّقوا الله في دماء إخوانهم وأعراضهم!

في الختام، نود أن نعرف جديد طبعات كتابك الشهير "لا تحزن"·
 أبشّرك بأن مبيعات الطبعة المعروضة في معرض الرياض الدولي، بلغت ثلاثة ملايين· وقد تُرجم إلى تسع لغات· وسيترجَم إلى عدد كبير من اللغات الأخرى· وقد أضفت إليه بعض المحاور الجديدة في صفحات جديدة، عددها نحو أربعين صفحة، فأنا كل يوم أطالع عن السعادة لأكتب عنها· وقد لمستُ السعادة في الجزائر وبين الجزائريين·

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020