-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

التلاعب بالذكريات.. هل بات ممكنا؟!

هل تريد مسح الماضي؟


كثيرون يتمنون "نعمة النسيان" حين يتعلق الأمر بالتعايش مع ذكريات سعيدة انقضت ولن تعود مقوّماتها، وبات صانعوها بعيدين عنهم، أو حزينة تعكر صفو الحاضر، لكن أن يصل الأمر بإمكانية إدخال تعديلات على تلك الذكريات، بحث تتذكر ما حصل في الماضي كما لو أنه حصل على نخو مختلف، فهو ما يبدو مستحيلا، ولكن لبعض الباحثين رأي آخر..
قال باحثان من الولايات المتحدة إنه من الممكن التلاعب في ذكريات الإنسان حتى بعد أن تستقر تقريبا.
وأكد الباحثان جاسون تشان وجيسيكا لا باجليا من جامعة أيوا الأمريكية في دراستهم التي نشرت بمجلة "بروسيدنغز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم أنه من الممكن تغيير بعض تفاصيل محتوى الذاكرة عند استدعاء هذه الذكريات وإعادة تخزينها من جديد.
وتوقع الباحثان أن يساعد هذا الكشف في الصدمات والأمراض النفسية التي تعقب التجارب السيئة التي يتعرض لها الإنسان.
وفحص الباحثون خلال الدراسة مدى إمكانية الاعتماد على الذاكرة الخاصة بالتجارب الذاتية أو الحقائق التي اكتسبها الإنسان على مدى عمره.
وكان العلماء يعرفون بالفعل أن المعلومات المكتسبة حديثا غير مستقرة بالذاكرة وسهلة التغيير والحذف قبل إقرارها في المخ.
ولكن تبين للعلماء أنه من الممكـــن محو المعلـــومات القديمة بالذاكرة بشكل مشـــابه للمعلــــومات التي لم تستقر وذلك من خلال استدعاء هذه المعلومات القـــديمة وهو ما يجعلها ضعيفة ويتطلب إعادة تثبــــتها في المخ من جــــديد لإقرارها في الذاكرة،وهو ما كان معروفا خلال التجارب مع الحيوان ولكن لم تكن هناك تجارب مشابهة على الإنسان.
وعرض الباحثان فيلما وهميا على متطوعين يظهر فيه هجوم إرهابي ثم استدعوا بعد مرور بعض الوقت تذكر المتطوعين لهذا الحدث من خلال توجيه أسئلة لهم عن الفيلم وأحداثه ثم استمع المتطوعون إلى موجز شفهي لمضمون الفيلم وذلك بعد أن زور الباحثان بعض مضمونه،ومن ذلك أن الهجوم الذي استهدف مضيفات لم يحدث باستخدام حقنة بل باستخدام سلاح مخدر.
ثم أظهرت أسئلة أخرى أن المتطوعين تبنوا المعلومات الخاطئة في ذاكرتهم وأن ذلك حدث حتى بعد مرور يومين بين تكوين الذاكرة الحقيقية واستعادة الذكريات بما في ذلك من تشويه لها.
ولكن الباحثين أكدا ضرورة أن يحدث تغيير الذكريات بعد وقت قصير من وقوع الحدث أي حينما يكون محتوى الذاكرة في حالة ضعيفة مرة أخرى.
وقال الباحثان إن طريقتهما يمكن أن تساعد في إضعاف الذكريات غير المرغوب بهــــا في المخ وأوضحا أن محاولة أطباء النفس كبت تجارب بعينها في المخ أثناء العلاج من الصدمات النفسية الناتجة عن التعرض لتجارب سيئة أدت إلى نتيجة عكسية في حين أن التجارب الحديثة التي تعتمد على استدعاء مثل هذه التجارب وإعادة تحليلها كانت أكثر نجاحا.
كما أوضح الباحثون أن معرفة معلومات عن التذكر وكيفية عمل الذاكرة هامة لتقييم’مدى صحة المعلومات التي يتقدم بها الشهود.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020