عودة بوتفليقة إلى الجزائر
انتظرت وكالة الأنباء الجزائرية، وهي الوكالة الإعلامية الرسمية الوحيدة في البلاد، إلى غاية الساعة 15:24 دقيقة بالضبط من مساء الثلاثاء 16 جويلية ـ أي بعد قرابة ساعة كاملة من وصوله ـ لتخبر مشتركيها بأن رئيس الجمهورية قد عاد إلى أرض الوطن.
وجاء
في برقية "وأج": "عاد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم
الثلاثاء إلى أرض الوطن بعد فترة علاج وإعادة تأهيل حركي بفرنسا حسب ما أفاد به
بيان لرئاسة الجمهورية.
وسيتابع رئيس الدولة فترة راحة وإعادة تأهيل
بالجزائر يضيف ذات المصدر".
ويُفهم من البرقية والبيان المذكورين أن الرئيس بوتفليقة
سيواصل فترة نقاهته بالجزائر، وهو ما يفسر عدم تنظيم استقبال شعبي له، حيث يكون
بوتفليقة قد "استعجل العودة" قبل نهاية فترة نقاهته بفرنسا، ما يعزز فرضية
عدم شعوره بالراحة في "فافا" التي احتفلت، أثناء وجوده، بعيدها الوطني.
وكانت بعض المصادر قد أشارت من قبل إلى أن الرئيس عارض
في البداية نقله إلى فرنسا للعلاج، كما استعجل الفريق الطبي العودة إلى أرض الوطن.
وكان من المتوقع تنظيم استقبال شعبي لبوتفليقة بمناسبة
عودته من رحلته العلاجية، وهو ما لم يكن متاحا في ظل عدم شفائه التام، فحالته
الصحية، رغم تحسنها، لا تسمح له بالتجاوب مع استقبال شعبي.
بوتفليقة في الجزائر أخيرا..
حل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالجزائر في حدود
الساعة 14:25 من مساء الثلاثاء 16 جويلية بمطار بوفاريك العسكري بالبليدة، بعد رحلة
علاج بفرنسا دامت 80 يوما، وكان في
استقباله الوزير الأول عبد المالك سلال وعدد من الوزارء، بعد أن أنهى سلال زيارته
إلى تيزي وزو باكرا.
وبعد سلسلة من الإشاعات والفرضيات المتضاربة حول عودته
إلى أرض الوطن، قطع الرئيس بوتفليقة، أخيرا، الشك باليقين، وأنهى فترة غياب طويلة
عن أرض الوطن، قدرت بشهرين وعشرين يوما.
وقلص الوزير الأول عبد المالك سلال من برنامج زيارته إلى
ولاية تيزي وزو، والتي من المفروض أن تدوم يوما كاملا، تحسبا لعودة رئيس الجمهورية
ومن أجل استقباله.
وأقلعت طائرة الرئيس بوتفليقة من مطار لوبورجيه متوجهة
إلى العاصمة الجزائرية حوالي الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي (12,30 بتوقيت الجزائر)،
لتحط بعد أقل من ساعتين بمطار بوفاريك.
وأفادت وكالة
فرانس برس أن الطائرة أقلعت من مدرج مخصص لرجال الأعمال. وقبل دقائق من ذلك، وصل
موكب يضم بضع سيارات سوداء وسيارة بيضاء إلى المدرج حيث تمركز دراجون من الشرطة
وشرطيون بالزي المدني ومسلحون.
ونقل الرئيس بوتفليقة إلى فرنسا للعلاج في 27 أفريل إثر
إصابته بجلطة، وفي 12 جوان ظهر بوتفليقة علنا لأول مرة منذ نقله للعلاج على
التلفزيون العام الجزائري جالسا يحتسي القهوة رفقة الوزير الأول عبد المالك سلال،
وقائد أركان الجيش قايد صالح.
آخر ظهور للرئيس
كان آخر ظهور للرئيس بوتفليقة من خلال فيديو ومجموعة من
الصور تم نشرها يوم الأربعاء 12 جوان 2013، والتي تُظهره رفقة كل من الوزير الأول
عبد المالك سلال ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، اللذين
استقبلهما يوم الثلاثاء، وهي الصور التي تضع حدا لإشاعات مختلفة ترددت بقوة في
الأيام القليلة الماضية، وصلت حد "تأكيد وفاته"، وقد كانت نشرة الخامسة
التي تبث على التلفزيون الجزائري بقناتيه الأرضية و"الجزائرية الثالثة"
مناسبة لبث أولى الصور التلفزيونية لبوتفليقة.
وبعد 47 يوما من إصابته بجلطة استدعت نقله إلى فرنسا
للعلاج، وبعد دعوات سياسية وشعبية كثيرة بضرورة ظهور الرئيس، مهما كان وضعه الصحي،
"أفرجت" رئاسة الجمهورية عن صور نشرتهها وكالة الأنباء الجزائرية، وهي
الصور التي ظهر فيها الرئيس بوتفليقة في وضع صحي "لابأس به"، شأنها شأن
"الصور المتحركة" التي بثها التلفزيون الجزائري، حيث بدا يتجاذب أطراف
الحديث مع سلال وقايد صالح، ويستمع إليهما باهتمام، كما أظهرته إحدى الصور يرتشف
فنجان قهوة، كما ظهر في الصور التلفزيونية يتحدث ويشرب القهوة، ويتناول الحلويات،
وهو ما يكذب الأنباء التي قالت أنه يعاني من شلل..
وقال بيان لرئاسة الجمهورية أن رئيس الجمهورية السيد عبد
العزيز بوتفليقة استقبل بالمكان الدي يقضي به نقاهته بباريس الوزير الأول عبد
المالك سلال ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح.
وقدم الوزير الأول خلال هذا الاستقبال "تقريرا
مفصلا لرئيس الدولة عن الوضع العام للبلاد وعن نشاطات الحكومة".
وأوضح نفس المصدر أن السيد سلال قدم أيضا للرئيس
بوتفليقة عرضا عن "مدى تقدم برنامج التنمية الوطنية الذي باشره رئيس الجمهورية".
وقد أبرز رئيس الدولة "ضرورة متابعة تنفيذ المشاريع الجارية عن كثب".
وكلف بالمناسبة الوزير الأول بـ"السهرعلى التكفل
الجيد بانشغالات المواطن خاصة في هذا الظرف المتميز بالتحضير لشهر رمضان الكريم
وموسم الاصطياف".
وخلص بيان رئاسة الجمهورية إلى أن الرئيس بوتفليقة أعطى
تعليمات للوزير الأول بغرض "إتمام مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2013
ومجموع مشاريع القوانين الأخرى التي درستها الحكومة حتى تكون جاهزة للمصادقة عليها
من قبل مجلس الوزراء القادم".