لحظات حرجة.. ونزعة إيمانية
الشيخ. ب
سيبقى ملايين الجزائريين، المقيمين
بعدد من ولايات وسط البلاد، يذكرون فجر يوم الثامن من رمضان 1434 هـ، الموافق
للسابع عشر جويلية 2013 م طويلا، ما أطال الله في أعمارهم، فعلى الساعة الـ04:02
بالضبط اهتزت الأرض تحت أقدامهم، بشدة قدرت بـ5.1 درجات على سلم ريشتر، مخلفة حالة
من الرعب الشديد، وكذا حالة من التعلق برحمة رب العالمين.
وبعيدا عن الطرافة وحالة التنكيت
التي أعقبت زلزال الـ17 جويلية، استيقظت "النزعة الإيمانية" في قلوب
ونفوس ملايين الجزائريين الذين عايشوا لحظات حرجة جدا، وكثيرون منهم شعروا أن لحظة
النهاية قد حانت، وتمنى بعضهم أن يمهلهم ربهم حتى "يعملوا صالحا"، وربما
اتخذ بعض العصاة قرارات "فورية" بالتخلي عن معاصيهم، ولعل بعض تاركي
الصلاة قد قرّروا عدم التفريط مستقبلا في الركن الثاني من أركان الإسلام ـ وأول ما
يُسأل عنه المرء يوم القيامة ـ ولعل بعض المتبرجات قررن "فورا" أن
يرتدين الحجاب الملتزم ولا يفرطن فيه أبدا.. ولعل بعض المطففين في الكيل والميزان
والغشاشين والراشين والمرتشين ـ بدعوى الشطارة وغيرها ـ أعلنوا تطليق
"شطارتهم الوهمية" بالثلاث والعودة إلى سبيل الرشاد.. ولكن..
كثيرا ما يتعلق الأمر في حالات
مشابهة بـ"توبة عابرة"، فمرور الأيام يبدأ "مفعول الزلزال" في
الزوال، ويعود أهل المعاصي إلى معاصيهم التي يرى بعض العلماء أنها أقوى وأبرز
أسباب الزلازل والبلايا..
و قبل أن يزول مفعول
الزلزال، نرجو أن يرفع الله غضبه عنا، ويهدينا إلى سواء السبيل، ويجعل توبتنا
دائمة، فيصلي تاركو الصلاة، وتتحجب المتبرجات ويتوقف المطففون عن التطفيف
والغشاشون عن الغش والراشون والمرتشون عن الرشوة، وكل صاحب معصية عن معصيته، ونكف
عن إيذاء بعضنا، فيسلم بعضنا من ألسنتنا وأيدينا، طبعا ليس عند الزلزال وفي رمضان
فقط، وإنما في كل أيام العام..
كل زلزال وأنتم سالمون ولله
ذاكرون، وعلى طاعته مواظبون، وبأوامره مؤتمرون، وعن نواهيه منتهون.. غفر الله لنا
ولكم..