معجزة الصيام.. وأمة النيام!
بقلم: الشيخ
بن خليفة
تقول إحصائيات مخيفة أن ما لا يقل عن 40 ألف جزائري ينضم
سنويا إلى قائمة المصابين بالسرطان، عافاكم الله، وهو ما يجعل الاهتمام بالبحث عن
أي علاج، حتى ولو كان لتخفيف الألم لا أكثر، أمرا واجبا، ويجعل التنقيب عن أحدث
الدراسات في هذا المجال ضرورة أكثر إلحاحا من البحث عن آخر أخبار
"الشطّاحة" هيفاء وهبي..
آخر ما "أتحفتنا" به وكالات الأنباء العالمية
خبرا يقول أن دراسة أمريكية حديثة جدا قد كشفت أن الصيام له تأثير مشابه للتأثير
الناجم عن العلاج الكيماوي في بعض حالات السرطان٬ وأن الجمع بينهما يرفع نسب
البقاء على قيد الحياة.
وحسب الدراسة٬ التي نشرت نتائجها مجلة "ساينس
ترانسليشنال ميديسين" الأمريكية فإن خمسة من أصل ثمانية أنواع من السرطان
استجابت لامتناع الفئران عن تناول الطعام والشراب٬ بشكل أدى إلى تباطؤ معدلات نمو
الأورام وانتشارها.
وقال فالتر لونغو٬ الأستاذ بكلية علم الجينات والعلوم
البيولوجية بجامعة ساوثرن بولاية كاليفورنيا٬ والمشرف على الدراسة٬ أن الجمع بين
الصيام والعلاج الكيماوي "كان أكثر فعالية بكثير" من جلسات العلاج
الكيماوي وحدها، مضيفا أن الجمع بين الصيام وجلسات العلاج الكيماوي أدى إلى شفاء
نحو 20 بالمائة من الفئران المصابة بأحد أنواع السرطان الذي يصيب صغار السن٬ والذي
انتشر في جميع أنحاء الجسد٬ و40 بالمائة من الحالات الأقل ضراوة من المرض ذاته٬
مشيرا إلى أنه لم ينج أي فأر في الحالتين بعد خضوعه لجلسات علاج كيماوي وحدها.
وإذا كانت نتائج هذه الدراسة تكشف حكمة جديدة من حكم
الصيام الذي جعله رب العالمين فريضة شرعية، شهرا في السنة، فإن الغريب في الموضوع
أن العالم كله اهتم بالدراسة ونتائجها، بينما اهتم المسلمون أكثر بوفاة المغنية
ويتني هيوستن، وقد تابعنا كيف أن بعض الصحف أشارت لوفاة المغنية في صدر صفحتها
الرئيسية، ولم تشر للدراسة المذكورة ولو في ذيل صفحاتها المنسية!
وربما يعود هذا الأمر لتواصل نوم أمة الإسلام، ألم
تسمعوا قول الداعية محمد العوضي:
في التَاريخ الإسلامي لم يَكن هُناك إلا ستة مُفسرين
للأحلام.. أما اليوم ففي كُل حيٍّ عشرةُ مفسرين! لقد كَثرت الأحلام في أيامنا هَذه
لأننا أمـةُ نائمة!..