ـ الشيخ بن خليفة ـ
نجح المغامر النمساوي فيليكس باومغارتنر في تحقيق حلمه، وأصبح أول إنسان يطير من حدود الغلاف الجوي باتجاه الأرض، مرتديا بدلة مصممة لحمايته من الضغط خلال رحلة بلغت 39 كيلومترا ارتفاعا عن سطح الأرض، ونجح فيليكس بقفزة يوم الرابع عشر في تحقيق 3 أرقام قياسية مرة واحدة، وهي الرقم القياسي لأعلى منطاد مأهول وأعلى سرعة سقوط وأعلى قفزة في العالم بالمظلة، بينما فشل في تحقيق أطول سقوط حر عندما فتح المظلة بعد 4 دقائق من بداية القفز. وبلغت سرعة فيليكس أثناء السقوط الحر نحو 1140 كيلو مترا في الساعة.
وكان فيليكس البالغ من العمر 43 سنة وُضع في كبسولة أسفل منطاد هيليوم ضخم أوصله من مدينة روسويل بولاية نيو مكسيكو الأمريكية إلى حدود الغلاف الجوي للأرض لتنفيذ قفزة حرة باتجاه الأرض. وجرى نقل القفزة مباشرة على موقع المهمة على الأنترنت من خلال 35 جهاز تصوير مثبتا على الأرض وفي الجو، من بينها كاميرات مثبتة على ثياب فيليكس نفسه.
والظاهر أن هذه المعطيات والأرقام لم تثر اهتمام العرب بنفس قدر اهتمام الغرب، فبينما كان الغربيون منشغلون بمعرفة الأرقام التي سيحطمها "بطلهم"، كان العرب ـ وبينهم الجزائريون ولا فخر ـ يضعون أيديهم على قلوبهم متسائلين: "هل سيبقى هذا المجنون على قيد الحياة؟".
ولا يعود اهتمام العرب بمسألة إمكانية بقاء فيليبس على قيد الحياة ـ وهم يعلمون ويؤمنون أن الأعمار بيد الله وحده ـ إلى "عشقهم" له بقدر جهلهم لكون الرجل قد قضى وقتا طويلا وهو يتدرب ويبحث ويدرس مغامرته، ولم يُقدم على ما أقدم عليه، إلا بعد أن أيقن بأن حظوظ نجاح مغامرته تقارب المائة بالمائة، وهو بذلك قدم لهم دروسا بالجملة في الفيزياء، ودرسا مجانيا أهم في الحياة ملخصه أن الاجتهاد أساس النجاح.. فهل فهم العرب الدرس؟ لا أعتقد!..