-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

أغار عليك حتى من نقودك..!



أغار عليك حتى من نقودك..

الحب في زمن الفايسبوك


ما أصعب أن يفقد المرء القدرة على أن يقول بلسانه لشخص رائع يسكن روحه ويسلب عقله بأنه يحبه، فيكتفي بنظرات صادقة ـ والعيون لا تكذب ـ يشعر بعد سنوات بأنها لم تكن كافية، وحين "يعثر" عليه ـ فجأة ـ مجددا يكتشف بأنه صار ملكا لغيره، وأنه لم يجده إلا ليعرف بأنه فقده نهائيا، فيكتفي بما مضى من لحظات لا تُنسى وذكريات لا تُمحى، ويرسم لنفسه أحلاما يعيش فيها مع من يحب، خصوصا إذا كان من يحب يشغل معظم تفكيره حينا، وكل تفكيره أحيانا..
هذه الصورة "الجميلة ـ البائسة" "الحالمة ـ الغائمة" أصبح من النادر جدا العثور عليها في أيامنا.. بعد أن تحول الحب إلى "سوندويتش" يفطر الشاب على واحد، ويتعشى بآخر، مادام أن قلبه أصبح "معدة" تلتهم أكثر من طبق..
إنه "الحب في زمن الفايسبوك".. يتعرف شاب على شابة فايسبوكية فـ"يعترف" لها بحبه من أول "نقرة إعجاب"، ويتطور الأمر حسب أهداف الشاب الماكر، والشابة غير البريئة، فإذا كان صاحبنا "زواليا" من هواة جمع المال وكانت تملك بعضه، فقد يكون الفصل الثاني من القصة "المؤثرة" على هذا النحو:
تقول الشابة للشاب:
افعل أي شيء يجعلني أشعر بأنني ما زلت أخطر على بالك!
فيجيبها: نضرب راسي على الحيط.. مثلا!
وبعد أيام يكتب لها: مقاومة النوم من أجل أن تبقى تفكر في من تحب إحساس لطشيف ـ مع الحرص على إبقاء الشين في كلمة لطشيف ـ إحساس عمري ما جربته!
فتعتقد أنه يمزح معها، إلى أن تحين لحظة الجد، فيصارحها بغيرته التي تأكل قلبه الحساس قائلا:
"أغار عليك حتى من نقودك..
فأعطني دريهماتك وأطفئي نار الغيرة التي في قلبي، عسى أن نعيش حياة سعيدة.."
فإن أعطته دريهماتها انتهت القصة لأنه حصل على ما يريد، وإن لم تُعطه دريهماتها انتهت القصة "الرائعة" أيضا لأنه لم يحصل على ما يريد!..
ورغم كثرة هؤلاء العاشقين "المزيفين"، مازال بعض المحبين الصادقين الذين يحافظون على الحب، ولو بعد مائة عام، وحتى لو لم يكن هناك من أمل ولا رجاء في لقاء من يحبون.. فإنهم يرددون هذه الكلمات "القبانية": 
 "وأعرف أني أعيش بمنفى وأنتِ بمنفى
وبيني وبينك ريح وغيم وبرق ورعد وثلج ونار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهم
وأعرف أن الوصول إليك انتحار
ولكن..!
سألتك بالله لا تتركيني.."

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020