ما هو الحب؟ وكيف تغيّر تعاملنا معه؟
ـ الشيخ. ب ـ
"أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى.. فصادف
قلبا خاليا فتمكنا.."
هكذا يصف الشاعر العربي الشهير قيس بن
الملوّح الطريقة التي أصبح بها عاشقا، وهو يشير إلى أن قلبه كان خاليا ـ من الهوى
ـ حين اقتحمت خلوته محبوبته..
وحين يئس المسكين من إمكانية أن يجد للقاء
ليلى سبيل، وصار الأمر أكثر من مستحيل، قال بيته الشهير:
فحتى حين لا يشعر العاشق الولهان بالنعاس،
يحاول إجبار نفسه على النوم، وهو يأمل أن يحصل على نظرة في عيني الحبيبة نائما،
بعد أن استحال ذلك في يقظته..
كان ذلك حين كان الحب حبا والشعر شعرا والنشر
نثر، والعرب عربا..
وحتى حين تراجع الحب والعرب والنثر والشعر،
حافظ العرب على كثير من "تقاليد الحب"، وحتى حين كان يخسر المحب من يحب،
كان يحتفظ له بمكانته الخاصة، ولا يقطع حبل الود، أو يبحث عن وسائل غير مشروعة
لنسيانه.. وظل التعبير عن هذا الحب رائعا، في عز اليأس، واسمعوا إلى الشاعر
الفلسطيني الراحل محمود درويش وهو يخاطب حبه المفقود..
"أنت لست لي ولكني أحبك..
مازلت أحبك وحنيني إليك يقتلني..
وكرامتي تمنعني وكل شيء يحول بيني وبينك"..
ويقول أيضا: "لم نفترق.. لكننا.. لن نلتقي أبدا!"
أما حين أصبح الحب يباع في محلات البيتزا
و"القرنطيطة".. وحين أصبح مغن جزائري يسمى "بوكابوس" ـ يفضل
البعض تسميته "أبو مسدس" ـ يُنظّر للحب في أغان تحث على تعاطي الموبقات
لنسيان الحبيبات.. فعلينا ألا ننتظر أجيالا تفكر مثل قيس، تنام لترى من تحب في
المنام، بل انتظر أجيالا تشرب "أم الخبائث"، وترفع "الكابوس"
في وجه من يحرمها من حبها!..