أمل حياتي.. نبتدي منين الحكاية؟
ـ الشيخ. ب ـ
الحرب الدائرة رحاها هذه الأيام بين الإخوان وأنصارهم في
مصر، من جهة، والليبراليين ومن سار في فلكهم، من جهة ثانية، شبيهة في شكلها العام
بتلك التي دارت رحاها قبل نحو أربعة عقود بين أنصار عملاقي الطرب العربي عبد
الحليم حافظ وأم كلثوم، رحمة الله عليهما.
في تلك الفترة كان المتعصبون لأم كلثوم يهاجمون
"العندليب الأسمر" بمناسبة أو دونها، وكان المتعصبون لعبد الحليم لا
يترددون في التهجم على "كوكب الشرق"، وكل فريق بما لديهم من أغان
فرحون..
كان الصراع حينها صراع زعامة، كما هو الآن، وكان الطرب
العربي هو الرابح الأكبر، حيث كلما اشتد أوار حرب أنصارهما، ارتفعت وتيرة إبداع
العملاقين.. والنتيجة أن كثيرين من أصحاب المشاعر المرهفة والأحاسيس الصادقة
مازالوا إلى اليوم يستمعون إلى روائع "أمل حياتي" و"نبتدي منين الحكاية"،
وكثيرون يضعون عبد الحليم وأم كلثوم في نفس الدرجة.. درجة العمالقة، خصوصا في ظل
شيوع "روائع" "بحبك يا حمار"، و"قلبي وقلبك عند البوشي ـ
أي الجزار ـ معلقين"..
لقد كانت حرب عبد الحليم وأم كلثوم نعمة على الطرب
العربي، ولكن حرب الإخوان ومن يناوئهم مختلفة تماما في الأدوات والنتائج..
كلا الفريقين يدعي حب مصر واستعداده للموت من أجلها، وكان
الأمر سيخدم مصر، ومعها الأمة العربية والمسلمة، لولا أن الأساليب المستعملة باتت
قذرة، وأصبحت دماء إخواننا في مصر تسيل نتيجة حسابات سياسوية لا تشفع للقاتل ولا
تعزي أعالي القتيل..
الحرب بين أنصار مرسي ومعارضيه لا ينتج عنها إلا مزيد من
التعفن، وكانت لتكون صورة رائعة عن سجال ديمقراطي وحراكي حضاري راق لو أن الطرفين
التزما بأخلاق الإسلام، وابتعدا عن أساليب الضرب تحت الطاولة والطعن في الظهر.
وفي الواقع لا يقدم المشهد المصري اليوم إلا صورة مصغرة
عن مشهد الأمة الإسلامية التي تفسد خلافات أبنائها كل حلم في النهوض والصعود، وقد
كان بمقدور المسلمين والعرب أن يضعوا خلافاتهم جانبا ويوّحدوا صفوفهم لمواجهة
عدوهم الأكبر.. الصهاينة.
وشتان بين ما يحدث حاليا، وبين حرب تردد فيها "الست
أم كلثوم" قصيدة "أمل حياتي" للشاعر
أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبد الوهاب:
أمل حياتي يا حب غالي ما ينتهيش
يا أحلى غنوه سمعها قلبي ولا تتنسيش
خد عمري كله بس النهارده خليني اعيش
خليني جنبك خليني في حضن قلبك خليني
وسيبني أحلم سيبني ياريت زماني ما يصحنيش
أمل حياتي عينيه يا أغلى مني عليه
يا حبيب امبارح وحبيب دلوقتي
يا حبيبي لبكره ولأخر وقتي
احكي لي .. قوللي
أيه من الأمان ناقصني تاني وانا بين اديك
عمري ما دقت حنان في حياتي زي حنانك
ولا حبيت يا حبيبي حياتي إلا عشانك
وقابلت آمالي وقابلت الدنياوقابلت الحب
أول ما قبلتك واديتك قلبي يا حياة القلب
أكثر م الفرح ده ما حملش أكثر م اللي انا فيه ما اطلبش
بعد هنايا معاك يا حبيبي لو راح عمري أنا ماندمش
وكفاية أصحى على شفايفك بتقوللي عيش
أسمعها غنوة تقول لحبي ما ينتهيش
خليني جنبك خليني في حضن قلبك خليني
وسيبني أحلم سيبني ياريت زماني ما يصحنيش
ياللي حبك خلا كل الدنيا حب
ياللي قرب صحى عمر وصحى قلب
وانت معايا يصعب عليه رمشة عنيه ولا حتى ثانية
يصعب عليه ليغيب جمالك ويغيب دلالك ولو شوية
قد كده باشتاق إليك قد كده ملهوف عليك
نفسي أنده لك بكلمه ما تقالتش لحد تاني
كلمه قد هواك ده كله قد أشواقي وحناني
كلمة زيك واللي زيك فين ده انت زيك ما اتخلقش اتنين
وكفاية أصحى على شفايفك بتقولي عيش
أسمعها غنوة تقول لحبي ما ينتهيش
وسيبني أحلم سيبني .. ياريت زماني ما يصحنيش
خليني جنبك خليني .. في حضن قلبك خليني
يا حبيبي مهما طال عمري معاك
برضه أيامه قليله
دي السعادة والحنان في هواك
ما تقضيهاش أجيال طويله
حبك يا حبيبي ملا قلبي وفكري
بينور ليلي ويطول عمري
بيزيد.. بيزيد في غلاوته دايماً بيزيد
وتملي جديد في حلاوته وتمللي جديد
إنت خليتني أعيش الحب وياك ألف حب
كل نظره إليك بحبك من جديد وأفضل احب
أنا حبيت في عنيك الدنيا
كل الدنيا حتى عوازلي أو حسادي
كل الناس حلوين في عينه حلوين
طول ما عنيه شايفه الدنيا وانت قصادي
وأنام وأصحى على شفايفك بتقوللي عيش
أسمعها غنوه تقول لحبي ما تنتهيش
خليني جنبك خليني .. في حضن قلبك خليني
وسيبني أحلم .. ياريت زماني ما يصحنيش.
فيرد عليها "العندليب" عبد الحليم حافظ بقصيدة
"نبتدي منين الحكاية؟" للشاعر محمد حمزة
وألحان الملحن نفسه "محمد عبد الوهاب":
لو
حكينا يا حبيبي.. نبتدي منين الحكاية؟
احنا
قصة حبنا.. ليها اكتر من بداية
عشنا
فيها يا ما عشنا..شفنا فيها.. يا ما شفنا
لكن
مشينا وكملنا.. مشوار الحب ووصلنا
والدنيا
ما قدرت تعاندنا.. وتفرق بينا وتبعدنا
تعالى
نقول لغيرنا.. أنا وانت ازاي قدرنا
نبعد
عن أي عذاب.. ونعيش على طول أحباب
نحضن
فرحتنا سوا.. ونخلي الحب شباب
وقابلنا
انا وانت في مشوارنا.. حاجات كتير جرحت غيرنا
الغيرة
وظنونها.. واللي بيجرى منها
في
يوم ما قربت منا.. بعدها حبنا عنها
وقابلنا
الحاسدين وشافونا.. ولا هانش عليهم يفوتونا
وقالوا
علينا قالوا يا ما قالوا.. وهوانا ولا اتغير حاله
وتسافر
وأسافر.. وأيام يطول السفر
وقلوبنا
بتتقابل.. مع كل طلعة قمر
وان
جت خطوتنا تغربنا.. حلاوة الشوق بتقربنا
ومنين
يجينا الخصام؟.. ومنين يجينا البعاد؟
واحنا
بين قلوبنا.. كل لحظة ميعاد
تعالى
نقول لغيرنا.. انا وانت إزاي قدرنا
نبعد
عن أي عذاب. ونعيش عل طول أحباب
نحضن
فرحتنا سوا.. ونخلي الحب شباب
وفي
لحظة وقفنا وابتدا خوفنا
ولقينا
حوالينا الدنيا ضباب.. وليل وقلب جريح
زي
أوراق الشجر وقت الخريف.. رماها الريح
سألنا
روحنا ليه ..أكبر من حبنا.. ايه..ايه؟
لكن
مطالش الخوف بينا.. وعرفنا وشفنا وحسينا
أنت
شايف الحب كله عيون.. وهمس لكن أنا شايف
أحلى
كلام عشاق يا حبيبي.. هو كلام الشفايف
انت
وانت جنبي في كل ميعاد.. بيجمعنا بتروح بعيد ويا التنهيد
وأنا
بشوف لقانا هو اثنين سوا.. دايبين في لمسة ايد
بتقولي
بخاف نمشي ونبعد.. دا الهوى جبار يلعب بينا
خايف
من ايه؟
في
اجمل إيه.. من حضن يدفينا
بتقولي
شوف القمر ويايا شوف القمر
اللي
كل العاشقين.. سهروا الليالي ليه
حلو
القمر حلو.. بس أحلى من القمر..لو نخلي عمرنا يوم ندوق الحب فيه
واتبدد
خوفنا.. من بعد وقوفنا
وبدقة
قلوبنا.. عرفنا ايه الدوا
وعشنا
الحب خيال.. وحقيقة سوا.