عندما ينهار الحلم وتتبخر الأمنية ويتحول الأمل إلى سراب، ويصبح بلوغ الهدف المسطر وهما مستحيلا، يدرك صاحبه كم كان حلما جميلا.. هل تنفع الدموع؟..
قد تنفع الدموع نفسا محطمة، خاب رجاؤها، فتخفف عنها الألم، لكنها بالتأكيد لن تنفع بلدا وأمة ضاع مجدها، ولا شيء يخفف حزنها غير النهوض من جديد..
لقد تابعنا كيف أن "أمة" تجّد في اللعب وتلعب في الجد بكت كثيرا، ودخلت في حداد شامل بعد الخيبة الكروية الكبيرة التي تجرعتها بخروج المنتخب الوطني لـ"كرة الندم" مدحورا من الدور الأول لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2013.. وهي التي لم تبك على خيباتها السياسية والاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية الكثيرة..
من يصاب بخيبة أمل عاطفية شديدة يكون بحاجة إلى مكنسة كهربائية قوية أو عملية جراحية تمسح من ذاكرته تلك النظرة التي طبعت اسم من يحب على قلبه.. وهو نفس ما يحتاج إليه الجزائريون لينسوا الكارثة التي حصلت في جنوب إفريقيا..
كثير من الدموع ذُرفت بسبب الإقصاء من كأس إفريقيا ـ أفشل قارات العالم ـ وقد تنافست صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية في نقل صور "أجمل الدموع" التي "زيّنت" وجوه لاعبين فشلوا في تشريف الجزائر، وسجلوا الخيبة تلو الخيبة..
الجمهور الذي ذرف بدوره الدموع لا يريد المزيد من "البكائيات"، فالدموع ليست كافية لمسح العار الجزائري في جنوب إفريقيا، كما أنها ليست كافية لمسح العار وإصلاح الأمور في كل المجالات الأخرى.. والمطلوب محاسبة المسؤولين عن هذا العار، وتثمين الإيجابيات الموجودة ومنها الأداء الجيد "للخضر"، مع استدراك النقائص، لتفاديها مستقبلا، وهو ما ينبغي القيام به في جميع القطاعات وليس في الرياضة و"كرة الندم" فقط..
قد تخفف الدموع بعض الألم، ولكنها لن تقينا من إمكانية ذرف مزيد من الدموع مستقبلا، مادمنا نعيد ارتكاب الأخطاء نفسها..
ومادمنا لا نسعى لإصلاح ما يمكن إصلاحه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. فالأكيد أننا سنواصل البكاء و"النديب"، ويبدو أننا لا نحسن غير ذلك..
الشيخ. ب