-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

الشيخ أحمد ياسين.. "المعاق" الذي أرعب بني صهيون

أحمد ياسين.. "أسطورة" الفلسطينيين 

 فجر الاثنين 22 مارس 2004، وجهت طائرات إسرائيلية 3 صواريخ أباتشي استهدفت أحمد ياسين، الذي كان عائدا من أداء صلاة الفجر في مسجد "المجمع" القريب من منزله بغزة، والنتيجة "استشهاد" الشيخ المقعد رفقة 7 من مرافقيه.. اليوم وبعد 9 سنوات من الحادث، بات أحمد ياسين "أسطورة" الفلسطينيين ورمزا ذهبيا من رموز المقاومة والكفاح الفلسطيني.
ويأتي تخليد الفلسطينيين لذكرى اغتيال أحمد ياسين، أياما بعد وفاة أم نضال فرحات، أو "خنساء فلسطين" السبت الماضي، التي تعد أبرز أعلام حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والإخوان المسلمين بفلسطين، وهو الرحيل الذي اعتبرته كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح العسكري لحماس، "خسارة كبيرة" لامرأة من أعظم النماذج النسوية في التاريخ الفلسطيني.
كما تزامنت الذكرى مع زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى فلسطين المحتلة، والتي استنكرها رئيس الوزراء الفلسطيني والقيادي البارز في "حماس" إسماعيل هنية، الذي اعتبرها زيارة ترمي طمأنة "الكيان الصهيوني" وترسيخ احتلال الأرض الفلسطينية.
قصة محنة وكفاح..
ولد أحمد ياسين عام 1936، في قرية "الجورة" بعسقلان، ومع حلول النكبة عام 1948، هاجر مع أسرته الفقيرة إلى غزة، ولم يمكث طويلاً حتى تعرض عام 1952 لحادث وهو يمارس الرياضة على شاطئ القطاع، ما أدى إلى شلل شبه كامل في جسده، تطور لاحقاً إلى شلل كامل لم يثنه عن مواصلـة تعليمه وتخرجه، ليلتحق بعدها مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس وكالة الغوث بقطاع غزة.
حين بلوغه العشرين، بدأ ياسين نشاطه السياسي بالمشاركة في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956، حينها أظهر قدرات خطابية وتنظيمية واعدة، حيث استطاع أن ينشط مع رفاقه الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكدا على ضرورة عودة الإقليم إلى الإدارة المصرية.
في عام 1965، قررت المخابرات المصرية العاملة بغزة سجنه، ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954، وظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر، ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان.
تأسيس حركة "حماس"
بعد هزيمة 1967، التي احتل فيها الجيش الصهيوني كل الأراضي الفلسطينية، بما فيها قطاع غزة، استمر أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي، الذي كان يخطب فيه مُحرّضا على مقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر المقتولين والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.
في عام 1987، أسس أحمد ياسين، رفقة قادة العمل الإسلامي في غزة "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارا باسم "حماس"، بغية تحرير فلسطين.
أول انتفاضة..
بدأ دور الشيخ في "حماس" بالانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي اندلعت في 1987، والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الحين وأحمد ياسين يعتبر الزعيم الروحي لحركة حماس.
اعتقاله والإقامة الجبرية..
بعد ارتفاع عمليات قتل جنود الاحتلال وتصفية العملاء المتعاونين مع المحتل الصهيوني، قامت السلطات الإسرائيلية يوم 18 ماي 1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء وقيادات حركة حماس، وصدر حكم يقضي بسجن ياسين مدى الحياة، إضافة إلى 15 عاما أخرى عليه في يوم 16 أكتوبر 1991، بسبب تحريضه على اختطاف وقتل الجنود المحتلين وتأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس.
بعد ثمانية أعوام من الاعتقال، أي في فاتح أكتوبر 1997، أطلق سراح ياسين وأبعد إلى الأردن، بتدخل شخصي من العاهل الأردني الراحل حسين بن طلال، فيما فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة على أحمد ياسين الإقامة الجبرية، بسبب خلافات "حماس" السياسية مع السلطة.
"استشهاده" واغتيال الرنتيسي
صبيحة يوم الأحد 21 مارس 2004، أي قبل 24 ساعة على اغتياله، التزم الشيخ المنزل، وظل في حالة صحية بالغة الصعوبة، ولاحظ مرافقوه طوال النهار نشاطا غير عادي لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية بدون طيار فوق حي "الصبرة" مكان إقامة ياسين، ليتقرر نقله إلى مأوى آخر بعد أداء صلاة العشاء في مسجد "المجمع الإسلامي"، الذي قرر البقاء فيه معتكفا حتى صلاة الفجر.
وقبيل لحظات من إطلاق الصاروخ القاتل، التفت أحد مرافقي ياسين إلى أحد جيرانه ليسأله، وما أن استدار ثانية حتى كان صاروخ "الهيل فاير" الأول يخترق بطن الشيخ، لتنفذ بذلك قوات الاحتلال عملية الاغتيال الكاملة التي أرشف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، بإطلاق 3 صواريخ تجاه أحمد ياسين، الذي قضى نحبه عن سن ناهز 65 عاما، رفقة 7 من مرافقيه ومصلين.
واختارت حركة حماس عقب اغتيال الشيخ ياسين الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ليقود مسيرتها في قطاع غزة، غير أن هذه الولاية لم يمض عليها أكثر من 25 يوما، حتى سابقت حكومة شارون إلى اغتيال الرنتيسي في 17 أفريل من السنة ذاتها.
عن موقع "هسبريس" المغربي

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020