التواضع..كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب أغنام الحي الذي يقيم فيه وهو السنح، فلما بويع بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا منايح (أغنام) دارنا، فسمعها أبو بكر رضي الله عنة فقال: بلى، لعمري لأحلبنها لكم ، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه، فكان يحلب لهن.. وبقي على ذلك ما أقام في السنح، فلما انتقل إلى المدينة بعد ستة أشهر من تولية الخلافة ترك ذلك بالضرورة.
وكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه إذا سقط خطام ناقته ينزل ليأخذه، فيقال له: لو أمرتنا أن نناولكه.. فيقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نسأل الناس شيئا..
هذا التواضع قد فقد بعد تلك الصفوة إلا من رحم ربك، وغدا الرجل إذا تسلم المسؤولية ترفع عن الناس، وأصبح لا يكلمهم إلا من وراء حجاب، وبأنف شاخ، وبعد اجتياز عدد من السدود والأسوار من الجند والمخابرات العامة منها.. والسرية))
*****
قال الله تعالى:
((كل من عليها فان ( 26 ) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ( 27 ))) سورة الرحمن
|