عذرا محمد عساف.. لم أفرح بفوزك!

نتفهم جيدا حاجة الأشقاء الفلسطينيين لنوافذ الفرح وأبواب الأمل، ونتفهم سعادتهم بتتويج ابنهم الفنان محمد عساف بلقب "محبوب العرب" ـ وهي ترجمة "ذكية" للتسمية الأصلية بالإنجليزية التي تبدو شركا بالله العظيم Arab Idol ـ ونتفهم أن ينسى رئيس ما يسمى بالسلطة الفلسطينية ـ إن شاء الله ـ محمود عباس كل الهموم ليبرق مهنئا بفوز عساف باللقب "الغالي" بعد أن أوفد نجله ياسر إلى بيروت لحضور حلقة إعلان النتائج النهائية ويمنح عساف لقب سفير فلسطين وجواز سفر دبلوماسي...

وفي المقابل نتمنى أن يتفهم الأشقاء الذين خرجوا للاحتفال في رام الله، ومناطق أخرى، بفوز "محبوبهم" عساف بلقب "محبوب العرب" عدم مقاسمتنا إياهم فرحتهم، لسبب بسيط، أنه لا يمكن أن نفرح بفوز أي فائز ـ حتى ولو كان ابن بلدنا ـ في برنامج للرقص والغناء في زمن يُذبح فيه العرب والمسلمون من الوريد إلى الوريد..

آه يا محبوب العرب..

 عذرا محمد عساف.. لم نفرح بفوزك، فسوريا تُقتل في اليوم مليون مرة.. وفلسطين مازالت تئن في قبضة بني صهيون.. والمسلمون مازالوا مخدرين ببرامج "الهيافة الوهبية" والرقص والمجون..

مع ذلك نتمنى أن يشعر الفلسطينيون بالفرح دائما، في انتظار الفرحة الكبرى.. فرحة التحرير التي لا يبدو أنها ستتحقق في عصر "محبوب العرب".. عرب الذل والعار..

                                                                                                                      الشيخ. ب