-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

حوار خاص مع الأمين العام لجبهة علماء الأزهر



الأمين العام لجبهة علماء الأزهر يحيى إسماعيل حبلوش في حوار خاص:
"الثورة على الانقلابيين ثورة أمة سُرقت بليل"
لدينا أدلة على علاقة شيخ الأزهر بالمجرم شفيق
مؤسسة الأزهر الرسمية تم تأميمها لصالح العسكر
حين يدخل الجيش ميادين السياسة يفسد الجيش وتفسد السياسة
الآلة الإعلامية مثلت بحق أمر المسيخ الدجال!
عودة الشرعية ضرورية وممكنة سواء ظل مرسي حيا أم لا..
رغم مأساوية المشهد المصري اليوم، وتدهور مجمل أوضاعه بعد انقلاب العسكر على الرئيس المنتخب محمد مرسي، إلا أن الدكتور يحيى إسماعيل حبلوش، الأمين العام لجبهة علماء الأزهر وأستاذ الحديث وعلومه بدا متفائلا بـ"تنظيف وجه مصر المشرق"، مؤكدا أن ما حصل قد سمح بكشف خبايا الصدور وفضح الخبيثين.
وقال الدكتور يحيى إسماعيل في هذا الحوار الخاص الذي أجرته معه "أخبار اليوم" الجزائرية أن جبهة علماء الأزهر لديها أدلة موثقة على بقاء صلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب "بالمجرم أحمد شفيق، وقد وافينا الدكتور مرسي من قبل بها"، ورأى أن مرسي أرجأ تطهير مؤسسة الأزهر بسبب "كثرة الخصوم، وتعدد الجبهات".
وحسب الأمين العام لجبهة علماء الأزهر، فإن عودة الشرعية إلى حكم مصر ضرورية وممكنة في آن واحد، بصرف النظر عن مصير مرسي، مشددا على أن الثورة على الانقلابيين ليست ثورة إخوان فقط، بل هي ثورة أمة سرقت بليل.. وفتح محدثنا النار على الآلة الإعلامية المتواطئة مع الانقلابيين، مشبها إياها بالمسيخ الدجال..


* أجرى الحوار: الشيخ بن خليفة

* كثيرون يتساءلون بكثير من الحيرة اليوم: "مصر.. إلى أين؟".. إلى أين تعتقد مصر "ذاهبة"؟
ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وخالص تحياتي وتحيات إخواني ومشايخي أعضاء الجبهة لكم ولصحيفتكم، ولشعب ودولة المليون شهيد.
تسألني عن وجهة مصر اليوم، فأقول لكم وبالله التوفيق، إن التربة يعاد حرثها في بلدكم مصر للزراعة الجديدة كما يفعل الزراع والفلاحون عند تغيير المحصول، لقد علقت بمصركم الغالية كثير من النباتات المتسلقة بعد نجاح ثورة 25 يناير تلك النباتات التي تتطفل على حق الزرع الصالح في طعامه وشرابه، ومنازعته حقه في البقاء؛ حتى تصدَّر الدُعَّار، والزُعَّار واللصوص والمنافقون المشهد، وقد أّذن الله بفيض كرمه ورحمته أن يتجمع الخبيث كله اليوم في ضربة واحدة علينا، فكشف الله بذلك الخبايا في صدورهم، وأعطانا الله الحجة بذلك لحصارهم، بعد أن أسقط بحماقاتهم الحجج، ونزالهم، ثم عن قريب إن شاء الله مطاردتهم وفق القواعد والأصول الشرعية، وذلك لتنظيف وجه مصر المشرق من قيحهم، وصديدهم، ليأتي عزلهم بعد كنسهم إن شاء الله.
الحمد لله اليقين في عموم الأمة يقوى على الشدائد والإصرار في الصدور يتعملق.

* أعادت المجازر التي شهدتها القاهرة ومدن أخرى إلى الواجهة المخاوف من تكرار سيناريو مأساة الجزائر بمصر. إلى أي مدى تبدو هذه المخاوف مشروعة؟ وكيف يمكن لمصر تجنب مصير المواجهة الدامية بين العسكر والإخوان؟
ـ الزمان غير الزمان، والمكان غير المكان، وقد بدأ جدار الباطل يتصدع بكثرة الناكرين عليه والضاربين فيه من غير المسيسين، ومن المفكرين، بالإضافة إلى علماء الأمة الذين لم يخرج على إجماعهم إلا كل منافق مغموص عليه في دينه، فقد أجمع علماء الأمة على تجريم هذا الانقلاب، وبقاء التبعة للدكتور مرسي الرئيس الشرعي في أعناق الأمة كلها، وتبعهم على ذلك المنصفون من رجال القانون والقضاء الوضعي. وهذا والحمد لله مما زعزع في أركان الباطل ورجال الانقلاب.

* يطالب أنصار مرسي بإعادته فورا، كشرط لوقف اعتصاماتهم واحتجاجاتهم. هل ترى عودة مرسي للحكم ممكنة؟ وما هو الحل الواقعي للأزمة في حال إصرار العسكر على خارطة طريقهم؟
ـ إن عودة الشرعية ضرورية وممكنة سواء ظل الدكتور مرسي باقيا على الحياة أم سبقنا إلى رضوان الله بسبب إصراره وثباته، ثم إن الانقلابيين في إصرارهم الظاهر لا حق لهم في شيء لأنهم لا يستندون إلا إلى أوهام وظنون، وأنتم تعلمون أن (الظن لا يغني من الحق شيئا) كما قال الحق جل جلاله، إصرارهم إصرار معتد أثيم وإصرار الأمة هو إصرار أصحاب حق معتدى عليهم مغصوبين في أغلى ثمرة من ثمرات ثورتهم القريبة ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، التي أراد الانقلابيون محوها بأستيكة 30 يونيو الذي ألفوه لنكساتهم فيه.
نحن وكل علماء المة مع المنصفين شهود على كذب الآلة الإعلامية التي خلفها المخلوع مبارك فيما خلف من فساد وجرائم، وعن قريب إن شاء الله ستتحقق الأمة كلها من صدق شهادة أئمتها وهداتها، إن هذه الآلة الإعلامية قد مثلت بحق وجسدت أمر المسيخ الدجال وقربت للعامة أمر تصوره وإمكان وقوعه.
الثورة على الانقلابيين اليوم ليست ثورة إخوان رغم أن الانقلاب في حقيقة أمره انقلاب كنسي، الثورة على الانقلابيين ثورة أمة سرقت بليل، وخدعت من لصوص ظنهم البعض ـ لشرف ما اعتلوا من مناصب ـ ظنوهم ساسة فإذا بهم يكتشفون حقيقة أمرهم، وأنهم لم يبعدوا عن معالم المجرمين كثيرا.

* يبرر قادة الجيش المصري قرار عزل مرسي بــ"الإرادة الشعبية"، وهناك من ذهب إلى القول بأن ما حصل ليس انقلابا عسكريا بل "تصحيح لمسار الثورة"، وهناك من وصفه بـ"الانقلاب الشعبي". ماذا حصل بالضبط في تقديركم؟
ـ عن تبرير قادة الجيش نقول من الذي أعطى للجيوش صلاحية حكم الأمة وإدارة أمرها؟ الجيش عمله مع أعداء الأمة لا مع مكوناتها، لأن الأمة كما قال أبو الأعلى الندوي تجهز الجيوش لأعدائها، ويوم أن يدخل الجيش ميادين السياسة يفسد الجيش وتفسد السياسة.
ثم إن الثورات لا تحتاج إذنا من أحد ولا يطلب لها تسويغا من غير الحاجة الشعبية إليها، فهل سمعتم من قبل ثورة أو مصحح لثورة يطلب من الناس الخروج لإعطائه تفويضا بالقتل؟
التفويض لا يكون تفويضا إلا بشهادات رسمية موثقة، وفي أمر محدد، وزمان ومكان محدد، فهل رأى أحد في طلب الغادر المنقلب على كل القواعد الشرعية شيئا من ذلك حتى يقال فيه إنه تفويض؟‼

* بصفتك الأمين العام لجبهة علماء الأزهر، ما هي قراءتك لموقف مؤسسة الأزهر من قيام العسكر بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي؟ وهل يؤثر "تسييس الأزهر" على دورها كمركز إشعاع ديني وحضاري ليس في مصر فحسب بل في الأمة الإسلامية قاطبة؟
ـ مؤسسة الأزهر الرسمية قد تم تأميمها لصالح العسكر منذ الثالث والعشرين من يوليو 1952م ..
والدكتور الطيب كما يعلم الخاصة والكافة كان عضوا بلجنة السياسات التي رأسها جمال مبارك، وعندنا أدلة موثقة على بقاء صلته بالمجرم أحمد شفيق، وقد وافينا الدكتور مرسي من قبل بها، لكن كثرة الخصوم، وتعدد الجبهات فرض عليه إرجاء أمر مواجهة المفسدين في الأزهر- ولم نكن موافقين له في ذلك.. "ليقضي الله أمرا كان مفعولا".. والحمد لله الذي وعد بحفظ دينه، فإنه لم يدع الأزهر بغير علماء نذروا أنفسهم لله، وأقاموا الحجة على العامة والخاصة.

* واجه الرئيس المعزول محمد مرسي، ومن معه، اتهامات متواصلة بالفشل السياسي والإخفاق في حل المشاكل وتنفيذ الوعود، وكذا بـ"أخونة" الدولة المصرية.. ألا ترون أن نظام الإخوان شجّع على انتشار مثل هذا الاعتقاد من خلال بعض القرارات والتعيينات؟
ـ نحن لا نبرئ مؤسسة الرئاسة في عهد مرسي من الخطايا والتقصير، وكل بني آدم خطاء، ولابد من حساب، لكن بعد استقرار الأمور، والخطايا لا تعالج بجرائم كما هو مقرر شرعا وعرفا وقانونا.

* لم يتردد القضاء المصري في توجيه تهمة "التخابر مع حماس" للرئيس المعزول.. وقال البعض أن هذه التهمة توجه في إسرائيل فقط. ما مدلولات هذه التهمة؟ وهل سيواجه مرسي مصير مبارك في رأيكم؟
ـ تلك كلها إمارات اضطراب وتصدع في جبهة المجرمين الآثمين، فهل خرجت حماس- إذا صح الاتهام- عن كونها فصيل من فصائل السلطة الفلسطينية؟ وإذا كان الاتصال بحماس جريمة فهل زيارة البرادعي بعد ارتكاب جريمة الانقلاب لإسرائيل صار صلة رحم؟ سبحان ربي! كيف يصح في الأفهام أن يستوي الثائر بالمجرم، والمظلوم بالظالم، وهل ارتكب الدكتور مرسي شيئا من الجرائم التي تلطخ بها المخلوع وحزبه؟


* ما هي رسالتكم في ختام هذا اللقاء..؟
ـ الحكومات في مجموعها لا نطلب منها اليوم أكثر من أن تدع للأمة دينها وعلماءها بغير تدخل منها مفسد.
إنني أدعو الأمة كلها أن تدخل فيما أمرها الله به وبالذات في أوقات المحن، قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83) فليتخيروا من العلماء أتقاهم وأنقاهم، وليحذروا الهواة من الأدعياء الذين لامؤهل لهم غي حسن المظهر، وكذا يتجنبون علماء السلطة والسوء.
على أساس أنهم غير مجازين ممن هو أعلم منهم ممن له حق الإجازة.
رسالتي هي "دوروا مع الكتاب حيث دار" وثقوا في الله وأملوا، فإنه على ما وعد عند حسن ظن العبد به، وقد قال: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:179) وقد قال من قبل ذلك: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (آل عمران:140).

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020