-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

أصعب موسم حج في انتظار الجزائريين

مهمة صعبة تنتظر حجاج الجزائر


اجتمعت معطيات عديدة لتعقد مأمورية حجاج بيت الله الحرام هذه السنة بصفة عامة، والحجاج الجزائريين بوجه خاص، فإضافة إلى أشغال التوسعة التي تقوم بها السلطات السعودية على الحرمين الشريفين، والتي تحرم آلاف الحجاج الجزائريين من تحقيق حلم أداء خامس أركان الدين الحنيف، رغم "أحقيتهم"، فإن تواصل "سياسة البريكولاج" المعتمدة على مستوى الجهات المكلفة بتأطير عملية حج الجزائريين يشكل هما آخر يجعل أشد المتفائلين يتوقعون موسم حج صعب جدا على حجاج الجزائر، قد يكون الأصعب منذ عقود.
متاعب الحجاج الجزائريين ليست جديدة، فقد تعودنا على متابعة "مهازل تنظيمية" مختلفة كل سنة، منها ما تتحمل الجهات المنظمة ـ ممثل في ديوان الحج والعمرة والوكالات المعتمدة ـ مسؤوليته، ومنها ما يتحمل بعض الحجاج، أنفسهم، مسؤوليته.. ولكن يبدو أن كل ما حدث في المواسم الفارطة قد يصبح "ذكرى جميلة" قياسا للمتاعب المنتظرة هذه السنة.
ومن سوء حظ الحجاج الذين سيكرمهم الله بأداء الركن الخامس من أركان الدين الحنيف أن متاعبهم بدأت باكرا جدا هذا الموسم، وأول عقبة تصادفهم هي عدم يقينهم، حتى كتابة هذه السطور على الأقل، من أنهم سيكونون ضمن بعثة الحج في ظل حالة التخبط والارتباك التي ميزت رد الفعل الرسمي إزاء قرار تقليص حصة الجزائر من الحجيج هذه السنة..


28 ألف جزائري يؤدون الحج.. من سيفوز بالشرف؟

قبل أيام، أبلغ السفير السعودي بالجزائر رسميا وزير الشؤون الدينية والأوقاف ومدير الديوان الوطني للحج والعمرة بقرار السلطات السعودية تخفيض حصة حجاج الجزائر بنسبة 20 بالمائة، شأنها شأن باقي البلدان العربية والإسلامية، بحجة أن أشغال توسعة الحرم المكي تجعل من المستحيل استيعاب الحرم المكي العدد الهائل المعتاد من الحجاج ليس هذه السنة فقط، بل أيضا على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
ونتيجة لهذا القرار الذي وصفه الشيخ بربارة، مدير ديوان الحج والعمرة، بالمتأخر جدا وجدت السلطات الجزائرية نفسها مضطرة إلى تقليص عدد الحجاج وحرمان نحو 7200 حاج "مفترض" من أداء الحج هذه السنة، حيث لن تزيد "كوطة" حجاجنا هذه السنة عن 28 ألف ـ من المفروض أن لا تتعدى 27800 حاج ـ من المنتظر أن تثير عملية تحديدهم مشاكل وتعقيدات بالجملة، في انتظار التعقيدات والمشاكل التي تنتظر الحجاج في البقاع المقدسة نتيجة لأشغال التوسعة.
وحسب بربارة فإن البعثة الجزائرية كانت أول بعثة تستأجر العمائر في البقاع المقدسة سواء بمكة المكرمة أو بالمدينة المنورة، ولكن هذا لم يشفع لها لدى السلطات السعودية التي يبدو أنها تعامل جميع الدول بالمثل، دون أن تأخذ بعين الاعتبار أن "كوطة" الجزائر ضعيفة أصلا.


25.6 مليونا تكلفة الحج هذه السنة
أعلن الديوان الوطني للحج والعمرة أن تكلفة الحج  لموسم 1434هـ/2013 م قد تم تحديدها بمبلغ مائتان وستة وخمسون ألف دينار جزائري  (256.000 دج) ـ أي 25.6 مليون سنتيم ـ دون احتساب تذكرة السفر، وهي التذكرة التي ترفع التكاليف كثيرا بالنظر إلى سعرها المرتفع.
وأوضح بيان للديوان أن الدفع "يتم حصرا لدى بنك الجزائر المتواجدة عبر كافة التراب الوطني ولا يكون الدفع في وكالات البريد". وأضاف ذات المصدر أن عملية الدفع تنطلق ابتداء من يوم 14 جويلية 2013.
للإشارة فقد أعلن وزير الشؤون الدينية عن تكفّل الدولة بفارق 27500 دينار في تكلفة الحج الموسم الجاري، وعن تداعيات تقليص كوطة حجاج الجزائر قال الوزير غلام الله أنه سيتم اعتماد القرعة في تحديد أصحاب الحظ السيئ ـ وعددهم 7200 حاج "مفترض" ـ الذين لا يمكنهم أداء مناسك الحج هذا الموسم، والذين سيكون عليهم "الصبر" إلى غاية السنة القادمة، واعدا إياهم بضمان حجهم ـ إن شاء الله ـ دون أدنى إشكال.


حتى الفائزين في القرعة.. في خطر!
في الأيام الأولى التي اعقبت قرار تقليص حصة جداد الجزائر، وجهت السلطات رسالة طمأنة إلى الحجاج "الناجحين" في القرعة، وذكر مدير ديوان الحج والعمرة الشيخ بربارة، أنه "يجري البحث عن كيفية تطبيق الآلية التي تمكننا من تطبيق القرار الجديد"، وطمأن المتحدث الحجاج الناجحين في قرعة هذا العام مؤكدا أن القرار لن يسمهم وسيتنقلون كلهم الى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، وفيما يخص العدد الباقي والذي يصل إلى 7200 حاجا، أكد بربارة ضرورة إيجاد آلية لمعالجتها موجها نداء للذين حجوا عدة مرات بتهم الوضع سواء بالجزائر بالنسبة للحجاج الذين لم يحجوا أو بالنسبة للمتواجدين بالبقاع المقدسة.
ولكن الرجل الأول في ديوان الحج سرعان ما عاد بعض بضع ساعات من تصريحه المطمئن للناجحين في قرعة الحج التي جرت بداية شهر مارس الماضي بالبلديات، حين قال أنه يتمنى أن يتمكن كل الناجحين في القرعة من أداء فريضة الحج، وشتان بين جزمه بحجهم، وأمنيته أن يتمكنوا من ذلك..
وحين ينتهي الحجاج المحتملون من هذه "الخالوطة" ويتضح الخيط الأبيض من الأسود، وتضبط السلطات القائمة النهائية لحجيجنا، ستبدأ معاناة جديدة في حياة الحجاج الفعليين، وستتحمل الجهات المسؤولة عن البعثة جزءا من مسؤوليته، ويتحمل الحجاج أنفسهم جزءا آخر، بينما سـ"يُمسح موس" الجزء الأكبر هذه المرة في أشغال التوسعة..
كان الله في عون حجاجنا.. ووقاهم كل المتاعب، وجعل صبرهم على المكاره في ميزان حسناتهم..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020