بأي حال عدت يا رمضان؟
تستقبل الجزائر الأربعاء 10 جويلية 2013، على غرار معظم الأقطار الإسلامية شهر رمضان لعام 1434 هجرية والذي يعد فرصة لتطهير الروح والسمو بالأفعال إلى ما يدعو إليه الدين الحنيف من قيم نبيلة وأخلاق حميدة، وللأسف الشديد يعود رمضان هذه السنة وأمة المسلمين ممزقة كل ممزق، فمأساة سوريا تتواصل، وفي مصر تراجيديا جديدة، وفلسطين تئن تحت وطأة الاحتلال وفي كثير من الأقطار الإسلامية تصنع حكايات الموت تفاصيل الحياة.
وبكثير من الدماء يستقبل المسلمون رمضان 1434 هـ، وليتها
كانت دماء تسيل في مواجهة فاصلة مع بني صهيون، تنتهي باستعادة أولى القبلتين وثالث
الحرمين الشريفين، فهي، على النقيض من ذلك، دماء تسيل في مواجهات بين مسلمين
ومسلمين، لأسباب سياسية، أصلها الصراع على الكرسي.
وطال أمد الفتنة السورية، حتى بدا أن السوريين سينقرضون
قبل نهايتها، بعد أن تسببت في مقتل أزيد من مائة ألف منهم، وتهجير الملايين،
وتدمير مدن سورية كاملة..
والحال في مصر ليس أفضل هذه الأيام، بعد أن انقلب العسكر
على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وتحول الشارع إلى أداة للصراع بين الإخوة الأعداء،
ويبدو أن مجزرة الحرس الجمهوري تؤشر على انزلاق خطير يهدد مصر بمأساة مدمرة، نسأل
الله أن ينجح أبناء "أرض الكنانة" في تفاديها..
رمضان يبدأ الأربعاء
بالجزائر
أعلنت اللجنة الوطنية للاهلة والمواقيت الشرعية التابعة
لوزارة الشؤون الدينية المجتمعة مساء الاثنين بدار الامام بالجزائر العاصمة أن يوم
الاربعاء الموافق لـ10 جويلية 2013 ميلادي سيكون أول أيام شهر رمضان المبارك لسنة
1434 هجرية وذلك لعدم ثبوت رؤية الهلال في أي نقطة من أرض الوطن يوم الاثنين.
للاشارة فإن
اللجنة الوطنية للاهلة والمواقيت الشرعية لديها فروع على مستوى 48 ولاية تتشكل من
علماء في الشريعة الاسلامية وخبراء في علم الفلك.
ويتوافق ما أعلنته وزارة غلام الله مع الحسابات الفلكية،
حيث كانت جمعية "سيريوس" المختصة في علم الفلك، قد أكدت أنه من المنتظر
أن يصادف أول رمضان 1434 هـ يوم الأربعاء 10 جويلية، إن شاء الله تعالى، نظرا
لاستحالة رؤية هلال الشهر القمري.
وأشارت الجمعية إلى أن "وزارة الشؤون الدينية
والأوقاف تبقى وحدها المؤهلة لإصدار فتوى حول التاريخ الفعلي لبداية الشهر
المعظم".
وأوضح نفس المصدر أنه "ستستحيل رؤية هلال رمضان
1434 ليلة 29 شعبان الموافقة ليوم الإثنين 8 جويلية 2013 على كافة التراب الوطني
لأن القمر سيختفي في نفس وقت غروب الشمس".
وأضافت الجمعية أنه "نظرا لاستحالة رؤية هلال رمضان
سيبدأ الشهر المعظم يوم الأربعاء 10 جويلية بالاعتماد على رؤية الهلال بالعين
المجردة".
بداية رمضان
تربك مسلمي فرنسا
انقسمت الجالية الإسلامية في فرنسا إزاء صيام شهر رمضان
المبارك، بين جهات دينية أعلنت بداية الشهر الكريم يوم الثلاثاء، فيما اختارت
أطراف أخرى أن يكون الصيام مثل أغلب الدول الإسلامية يوم الأربعاء.
وأعلن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، في بيان له،
بأن غرة الشهر الفضيل بدأت يوم الثلاثاء، وفق الحسابات الفكية التي أجراها، مخالفا
بذلك معظم البلدان الإسلامية التي أعلنت استيفاء شهر شعبان الثلاثين يوما، وبداية
رمضان يوم الأربعاء.
ويعتزم المجلس إعداد جدول زمني سنوي لجميع الأعياد
الدينية بتواريخ محددة، وهو ما اعتبره الكثيرون أمرا "غير منطقي" يجعل
الشهر الهجري مثل الميلادي، وذلك بالنظر إلى اختلاف مطالع الأشهر الهجرية التي
تسير وفق عملية رصد الأهلة كل نهاية شهر من السنة الهجرية.
وبالمقابل أعلنت العديد من المساجد والمراكز الإسلامية،
ومن ضمنها مسجد باريس، ومجلس أئمة فرنسا، بالإضافة إلى أكبر المساجد بفرنسا كمسجد
تولون ومارسيليا وغيرهما، عن كون فاتح رمضان هو يوم الأربعاء، انسجاما مع إعلان
عدد من الدول الإسلامية، علاوة على أن مشاهدة الهلال مساء الاثنين كان متعذرا.
المرضى مطالبون
بالحذر
غير أنه وبالمقابل
يتعين على أصحاب الأمراض المزمنة التحلي بالحذر واستشارة طبيبهم الخاص الذي يعد
المخول الوحيد لتحديد قدرتهم على الصوم من عدمها خاصة وأن فترة الصيام ستمتد إلى
16 ساعة متتالية وتحت درجات حرارة مرتفعة.
وبالجزائر وتحسبا
لهذا الشهر الكريم أولت الحكومة أهمية خاصة للجانب المتعلق بأسعار المواد الغذائية
التي تشهد منذ أيام ارتفاعا كبيرا نتيجة المضاربة حيث كرست لهذا الملف اجتماعين
متتاليين في ظرف شهرين منهما الإجتماع الذي ضم الوزير الأول عبد المالك سلال
بالولاة وأعضاء من الجهاز التنفيذي.
وفي هذا الإطار تعهد
كل من وزيري الفلاحة والتجارة بأن تكون كل المواد الغذائية متوفرة وبكميات كافية
خلال شهر رمضان.
أما فيما يتعلق
بالجانب الأمني فقد أكدت وزارة الداخلية والجماعات المحلية استمرار ضمان سلامة
وأمن المواطن إلى ساعات متأخرة وهذا تماشيا مع طبيعة وعادات الشهر الكريم فيما
أعدت مصالح الدرك الوطني مخططا أمنيا خاصا بهذا الشهر لتأمين المناطق الحضرية وشبه
الحضرية وكذا شبكة الطرقات الواقعة ضمن إقليم اختصاصها.
ولتمكين
المواطنين من التمتع بسهرات رمضان وتسهيل تنقلاتهم تم إتخاذ العديد من الإجراءات
مثل تمديد مواقيت عمل مختلف وسائل النقل الحضري إلى غاية الساعة الواحدة صباحا بدل
الساعة الحادية عشر ليلا.
