-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

هل "أكلنا" يوما من رمضان؟

حادثة غريبة لم تقع منذ ثلاثين سنة


أصيب الجزائريون، وعموم المسلمين، بالدهشة، وهم يتابعون خبرا يقول أن المحكمة العليا السعودية قد دعت الجميع الي تحري رؤية هلال شهر شوال مساء يوم الثلاثاء وليلة الاربعاء 29 رمضان 1434 فإن لم يُر فيتم تحريه مساء الاربعاء وليلة الخميس 1 شوال 1434، في حادثة غريبة جدا لم تقع منذ ثلاثين سنة رمضان، حيث بالإمكان أن يكون 28 يوما فقط هذا العام في السعودية، وهو ما جعل كثيرين يتساءلون: "هل أكلنا يوما من رمضان"؟
وإذا كان الجزائريون غير معنيين بإمكانية "الاكتفاء" بصوم 28 يوما هذه السنة، فإن تصريحات العالم الفلكي لوط بوناطيرو التي قال فيها أن السلطات أخطأت في تقدير بداية رمضان، جعلت التساؤل حول إمكانية أن يكون الجزائريون أفطروا اليوم الأول "المفترض" من رمضان تساؤلا مشروعا، لا سيما بعد "اعتراف" السلطات السعودية بخطئها في تقدير بداية الشهر الكريم، من خلال "تقديم" ليلة الشك، أو ليلة تحري رؤية هلال شوال بيوم واحد.
وجاء نص إعلان المحكمة العليا السعودية المثير للجدل كما يلي:
" الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فأخذاً بالسنة المطهرة، واتباعاً للهدي النبوي، ونظراً لإكمال عدة شهر شعبان لهذا العام 1434هـ ثلاثين يوماً لعدم تقدم من يشهد برؤية هلال شهر رمضان المبارك لهذا العام بعد غروب شمس يوم الاثنين 29/ 8/ 1434هـ، فإن المحكمة العليا بالمملكة العربية السعودية ترغب من عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة تحري رؤية هلال شهر شوال لهذا العام 1434هـ، مساء يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء 29 - 30/ رمضان / 1434هـ، فإن لم يرَ فمساء يوم الأربعاء 30/ رمضان / 1434هـ ليلة الخميس 1/ شوال / 1434هـ حسب تقويم أم القرى، الموافقين 6 - 7 / أوت / 2013م.
وترجو المحكمة العليا ممن يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة إليه، وتسجيل شهادته لديها، أو الاتصال بأقرب مركز لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة.
وتأمل المحكمة ممن آتاه الله القدرة على الترائي الاهتمام بالأمر لما فيه من التعاون على البر والتقوى، واحتساب الأجر والمثوبة بالمشاركة فيه، والانضمام إلى اللجان المشكلة في المناطق لهذا الغرض.
والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين. "
وقد حظي بيان المحكمة السعودية باهتمام كبير، وفسره البعض على النحو الآتي:

مقدمات مهمة..
لتفهم الأرقام؛ لا تنظر للتاريخ من خلال التقويم المطبوع، بل من خلال عدد الأيام التي تم صيامها
الشهر الهجري قد يكون 30 يوما وقد يكون 29 يوما، ولا يمكن أن يكون 28 يوما ولا 31 يوما
إذا صام المسلمون 30 أو 29 يوما فقد أتمّوا ما عليهم
أما إذا صاموا 28 يوما فعلى كل مسلم قضاء يوم واحد بعد انتهاء العيد
العبرة في الصيام والفطر برؤية الهلال بالعين، والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمّ عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين يوما" رواه البخاري ومسلم
لا يُعتبر بالحساب الفلكي حتى مع احتمال أن يكون صوابا والدليل على عدم اعتباره هو وجود الحساب على وقت النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك علّق الحكم الشرعي برؤية العين لا بالحساب، بل قد نقل ابن عبدالبر وغيره؛ إجماعَ العلماء على عدم الاعتبار بالحساب الفلكي

شرح إعلان المحكمة
صدر الإثنين 27 رمضان إعلان من المحكمة العليا بتحري هلال شوال تضمن الإعلان؛ التحري ليومين اثنين، بناء على وجود الغيم في معظم مناطق المملكة أثناء تحري هلال رمضان، والذي ترتب عليه إعلان إكمال شعبان ثلاثين يوما..
دعت المحكمة لتحري هلال العيد مساء الثلاثاء 28 ومساء الأربعاء 29 وهذا من الاحتياط حتى في دخول شهر رمضان فجزى الله علماءنا خيرا لحرصهم على صيام المسلمين

الاحتمالات..
الاحتمال الأول
أن يُرى الهلال مساء الثلاثاء 28 رمضان
– فيكون العيد يوم الأربعاء
– ونكون صمنا 28 يوما
– ويكون دخول رمضان غير صحيح، مع أننا فعلنا ما بوسعنا شرعا؛ لأننا اعتمدنا الرؤية وتعذّرت مشاهدة الهلال بسبب الغيم، وهذا عذر شرعي وتطبيق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم
– ويلزم كل من صام على إعلان دخول رمضان السابق أن يقضي يوما بدلا عنه بعد أن يُفطر يوم العيد

الاحتمال الثاني
أن يُرى الهلال مساء الأربعاء 29 رمضان
– فيكون العيد يوم الخميس
– ونكون صمنا 29 يوما
– ولا إشكال في هذه الحالة ولا قضاء
الاحتمال الثالث
ألاّ يُرى الهلال لا مساء الثلاثاء ولا مساء الأربعاء
– فيكون العيد يوم الجمعة
– ونكون صمنا 30 يوما
– ولا إشكال في هذه الحالة ولا قضاء

ختاما..
وقع النقص في عهد علي رضي الله عنه.. قال الوليد بن عتبة: "صمنا في عهد علي على غير رؤية؛ ثمانية وعشرين يوما! فلما كان يوم الفطر؛ أمرنا أن نقضي يوما".. رواه عبدالرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي
افتى ابن باز بأنه في حالة النقص وصيام 28 يوما فعلى المسلمين قضاء يوم (الفتاوى 15/159)
قد يستغل هذا من في قلبه شيء على بلاد الحرمين فيسخر بها أو يطعن في شرعية القضاء فيها، وهذا كله باطل؛ فإن المسلم إذا عمل بحديث نبوي في حالة الغيم؛ فقد أدّى ما عليه، والباقي في تدبير الله الذي لا يملكه ابن آدم ولا يُلام عليه
قد يستغل بعض الفلكيين هذا الحدث في المطالبة بالحساب الفلكي وتجاهل الرؤية الشرعية، وهذا باطل، فنحن عباد لله لا نخترع في دين الله حتى ولو ثبت خطؤنا في الاجتهاد بالرغم من أن الحساب الفلكي اجتهادي كذلك وهو عُرضة للخطأ".

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020