ـ الشيخ. ب ـ
اتهمت مجموعة من ممثلي المجتمع
المدني الميزابي بالعاصمة قناة إقرأ الفضائية "الدينية" بتأجيج نار
الفتنة المشتعلة بغرداية، بعد أن تهجمت على الميزابيين، واصفة إياهم بالخوارج، ولم
تتردد في التحريض عليهم، ولو بشكل غير مباشر من خلال حصة مثيرة للجدل والفتنة
أيضا.
وجاء في بيان صادر عن مجموعة من
ممثلي المجتمع المدني الميزابي بالعاصمة بعنوان "تنديد بقناة إقرأ الوهابية
التي كانت وراء احداث غرداية" أن ولاية غرداية تعيش منذ أزيد من سنة على وقع
تطورات خطيرة، وتصعيد مستمر في وتيرة الاعتداءات على الأرواح والممتلكات، أخذت
أبعادا تهدد الوحدة الوطنيّة وتلاحم الشعب الجزائري، وخلّفت خسائر معتبرة في
الأرواح والممتلكات، إلى جانب آثار اجتماعية ونفسية جسيمة.
وأوضح أصحاب البيان أنّ من بين ما
أجّج هذه الفتنة الدّور الذي لعبته بعض وسائل الإعلام التي أعطت لهذه الأزمة بعدا
طائفيا ومذهبيا، مشعلة نعراتٍ الإسلام بعيد كل البعد عنها، ذلك بوصف الإباضية
بالخوارج؛ مشيرين إلى أن "آخر هذه المراوغات الحصة التي بثتها قناة إقرأ
الفضائية عن الخوارج منذ أزيد من شهر وأعادت بثها قبل أيام، وكانت عبارة عن ندوة
نشطها عدد من المحاضرين، من بينهم أستاذ جزائري يدعى محمّد حمّان، ناسبين
الإباضيّة إلى الخوارج ومحددين مكان تواجدهم في عُمان وغرب ليبيا وجزيرة جربة
بتونس وجنوب الجزائر، محلين دمهم ومالهم وعرضهم، كما كان من بين ردود الفعل
المباشرة لهذه الحصّة خروج مظاهرات في بلدية متليلي، ولاية غرداية تضم مشايخ
وفعاليات المجتمع المدني مرددين "لا إله إلا الله، الإباضي عدو الله"، فمتى
كان الإباضي الموحّد عدوا لله"!!
وندد أصحاب البيان "بشدّة "مثل
هذه الخطوات الهدامة التي تنخر وحدة الأمة الإسلامية المستهدفة ووحدة الشعب
الجزائري الأبي الذي حافظ على وحدته خلال العصور وتعاقب أشكال الاستدمار عليه، فكيف
له أن يتفرّق في عزّ استقلاله وقوّته"، كما طالبوا بالتدخّل الفوري لوزير
الشؤون الدينية والأوقاف لمحاربة هذه الأفكار المغلوطة، وكذا بسعي المجلس الإسلامي
الأعلى وجمعية العلماء المسلمين لتنظيم ملتقيات حول الفكر الإباضي وقربه من مشارب
مذاهب السنّة، وباستدعاء المحاضر الجزائري وتنبيهه بخطورة ما قام بالإقدام عليه.
إضافة إلى ذلك يطالب الميزابيون
الذين آلمتهم خرجة "إقرأ" كثيرا بتقديم السلطات الجزائرية لتنديد رسمي
لدى السلطات السعودية "لما تقوم به هذه القناة الدعوية التي من المفروض أن
تعمل على توحيد المسلمين لا على تفريقهم".
وفي الأخير أهاب أصحاب البيان "بكل غيور على الإسلام ووحدة المسلمين، وبكل
وطنِي غيور على وحدة الجزائر أن يقف رجلا واحدا ضد من يستهدف استقرار المجتمع
الجزائري ووحدته، هذا المجتمع الذي عاش عبر العصور وتعايش بفسيفسائه العرقية
والمذهبية، ويعمل بكل ما في وسعه لمحاربة هذه النعرات الطائفيّة المستوردة
والغريبة عن قيم المجتمع الجزائري وثوابته".