ـ الشيخ. ب ـ
بعد أيام قليلة ستنطفئ نشوة
المنتشين بتعيينهم وزراء جدد في حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال، وسيصدمون
بملفات ثقيلة جدا، تجعلهم يدركون ثقل المسؤولية الملقاة على عواتقهم.. حينها قد
يستمر بعضهم في الاعتقاد بأن استوزاره تشريف كبير له يعفيه من مغبة التفكير في حجم
ما هو ملقى على كاهله من مسؤوليات، وقد يدرك آخرون أنهم استلموا "قنابل
موقوتة" تستدعي أن يسخروا وقتهم لتفكيكها..
وبين هؤلاء وأولئك ينبغي أن
يعي الوزراء جميعا ـ وغيرهم من المسؤولين ـ أنه إن غفل الشعب عن محاسبتهم أو عجز
عن مراقبتهم، فإن الله، الحسيب الرقيب، ليس غافلا عما يعملون.. وأنهم سيُسألون عن
ما هم فاعلون في مناصبهم ومسؤولياتهم التي لو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم..
ولا شك أن البقاء لله وحده..
ومثلما كتب أحد الفضلاء: لا شيء يدوم.. لا منصب لا جاه ولا مال.. يفنى كل شيء ويبقى
وجه ربك ذو الجلال والإكرام.. على الأقل اترك بصمة تقابل ببسمة، ولو أن تترك كلمة طيبة
لمن كانوا تحت سلطتك يوما، حتى إذا دهمتك صروف الزمان ولقيتهم سلموا عليك ودعوا لك
بدل أن يبصقوا في الأرض ودعوا عليك...
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته.. يبقى الإله ويفنى المال والولد
لم تغن عن هــــــرمز يوماً خزائنه.. والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
و لا سليــــمان إذ تجري الرياح له.. والإنس والجن فيما بيـــنها ترد
أين الملوك التي كانت لعــــــزتها.. من كل أوب إليـــــــها وافد يفد
؟
حوض هنالك مـورود بلا كــــــذب.. لا بد من ورده يوماً كــــــما
وردوا..
أغلب الوزراء الجدد غير
معروفين إعلاميا وشعبيا، بعضهم يظهر على الساحة لأول مرة.. وبعضهم سبق له أن تبوأ
مناصب في الحكومة قبل سنوات.. تتباين مواقفهم ووجهات نظرهم، كما تتباين وجهات نظر
غيرهم فيهم..
وسواء ارتفع سقف آمالنا وتوقعاتنا
بخصوصهم، أم لم ننتظر منهم شيئا، فإنهم سيحاسبون على كل سنتيم صُرف بأمرهم أو
إذنهم.. وسيُحاسبون على كل قرار، صغر أم كبُر.. ومثلما سيحكمون بين الناس في
قطاعاتهم، فيصيبون حينا ويُخطئون حينا.. سيجتمعون يوم القيامة بين يدي الواحد
القاهر الذي "يمهل ولا يهمل".. ليحكم بينهم وبين الناس.. رعيتهم، وليت
كل وزير يحسب حساب الآخرة، ليصلح عمله وأمر وزارته.. عسى أن تستقيم أحوالنا..
ويكون وضعنا غدا أفضل من وضعنا اليوم.. فيا أيها الوزراء.. أحسنوا أحسن الله إليكم..