صدق لأستاذ أحمد
الرفاعي حين قال:
"إذا
أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك طريقتان:
١- اهدم
الأسرة
٢- اهدم
التعليم"
وأضاف: "لكي
تهدم الأسرة:
عليك بتغييب دور
الأم واجعلها تخجل من وصفها بربة بيت
ولكي تهدم التعليم:
عليك بالمعلم لا
تجعل له أهمية في المجتمع، وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه..
إذا اختفت الأم
الواعية، واختفى المعلم المخلص فمن يربي النشء على القيم؟!"
هذا الكلام للرفاعي
يلخص الأسباب الرئيسية لهدم حضارة الجزائر، ويضع يده على الجرح تماما، حيث لا
يختلف اثنان حول التراجع الكبيرة لدور الأسرة في تربية الأبناء، ويبدو جليا أن
الأسرة الجزائرية قد قدمت "استقالتها" من مسؤولية تربية أبنائها،
"مسلمة" إياهم إلى الشارع، و"غابة الأنترنت"، كما أن المدرسة
لم تعد ذلك المكان الذي يقوم بدور تهذيب أخلاق التلاميذ، والإشراف على تربيتهم
تربية سليمة، فالمنظومة التربوية في انحدار مستمر، انحدرت معه أخلاق كثير من
التلاميذ الذين باتوا أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام.
فعلا، أيها السادة
والسيدات، لقد نجح أعداء الجزائر، في الداخل والخارج، في هدم جزء كبير من صرح
الأسرة، وجزء كبير من مؤسسة التعليم، والنتيجة هي هذه الهاوية الأخلاقية التي
نعيشها..
ولحن الحظ أنها
هاوية تثير استنكار وغضب وسخط الخيّرين من أبناء الجزائر، وهي نقطة ضوء وسط كل
الظلام الأخلاقي الذي نعايشه..