-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

فرنسا تفتح ملف جرائمها بالجزائر ولكن..!

استقبل الرأي العام الوطني، بكثير من "الانشراح" والترحيب، قرار السلطات الفرنسية باستعدادها لمناقشة إمكانية تعويض ضحايا تجاربها النووية في الجزائر، فهذه الخطوة غير مسبوقة في علاقات البلدين، وهو ما دفع بعض المتتبعين إلى الجزم بأن فرنسا على وشك الإعلان عن قرار يقضي بتعويض هؤلاء الضحايا، وأنها ما كانت لتفتح الملف لولا أنها تنوي ذلك..
والحقيقة، يقول متتبعون آخرون، أن فتح الملف المذكور لا يعني بالضرورة أن فرنسا ستعوّض هؤلاء الضحايا، وغيرهم كثير، فـ"فافا" لها تاريخ طويل من الغدر، ولا يُستبعد أن يكون ما قامت به مجرد "مناورة سياسية بأبعاد اقتصادية"، قد يكون الهدف منها انتزاع المزيد من المصالح التي تعود عليها بالفائدة المالية في ظل أزمتها الخانقة، ولن يكون غريبا أن يفضي الاجتماع المقرر حول تعويض الضحايا الجزائريين للتجارب النووية الفرنسية في الصحراء إلى "لاشيء"!..
ورغم ذلك، يمكن القول أن فرنسا قررت، أخيرا، فتح ملف جرائمها المروعة في الجزائر، ولو على استحياء، حيث اتفقت الجزائر وفرنسا عقب الدورة الثانية للجنة الحكومية المشتركة الرفيعة المستوى التي جرت بالعاصمة الفرنسية باريس مطلع ديسمبر 2014 على عقد اجتماع حول تعويض الضحايا الجزائريين للتجارب النووية الفرنسية في الصحراء، وهو ما يمكن اعتباره تقدما كبيرا في الرؤية الفرنسية إزاء ما قام به الاستدمار في بلادنا، حيث أنها المرة الأولى التي لا تجد باريس حرجا في إبداء استعدادها للخوض في المسألة.
 وجاء في البيان المشترك الذي توج الدورة الثانية للجنة الحكومية المشتركة الرفيعة المستوى ان " الطرفين اتفقا على اجتماع فريق العمل المشترك لتبادل الاراء حول شروط تقديم ملفات تعويض الضحايا الجزائريين للتجارب النووية الفرنسية في الصحراء أو ذوي الحقوق قبل نهاية الثلاثي الاول من سنة 2015". كما أعربا عن ارتياحهما لعقد خلال الثلاثي الاول من سنة 2015 اجتماع مراسلي (2) الوزراة الفرنسية للدفاع والوزارة الجزائرية للمجاهدين من اجل " تسهيل تبادل المعلومات التي من شانها السماح بتحديد اماكن دفن مفقودين جزائريين وفرنسيين خلال حرب الجزائر".
 كما اعرب الطرفان عن ارتياحهما للاعمال المشتركة التي انجزت خلال سنة 2014 في اطار احياء ذكرى الصراعين العالمين وبصفة خاصة للمشاركة الجزائرية في احتفالات 14 جويلية بباريس بمناسبة مئوية الحرب الكبرى واحتفالات 15 اوت في تولون بمناسبة الذكرى الـ70 لإنزال دو بروفانس بحضور الوزير الاول الجزائري و"التي سمحت بتاكيد الدور الذي لعبه المحاربون الجزائريون في تحرير فرنسا والاشادة بهم".
للإشارة، فقد أعربت الجزائر وفرنسا عن ارتياحهما عقب الدورة الثانية للجنة الحكومية المشتركة الرفيعة المستوى الجزائرية الفرنسية لتطابق وجهات نظرهما حول كافة المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
 وجاء في البيان المشترك الذي توج الدورة الثانية للجنة الحكومية المشتركة الرفيعة المستوى الجزائرية الفرنسية ان البلدين اعربا عن ارتياحهما لـ"تطابق وجهات نظرهما" حول كافة المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك "لا سيما حول الأشواط التي قطعتها المفاوضات المالية بقيادة الجزائر التي تتراس الوساطة الدولية".
كما أكدت الجزائر وفرنسا ارادتهما في رفع مستوى الشراكة الاقتصادية والصناعية بين البلدين وارادتهما في تعميق حوارهما السياسي الى اعلى مستوى.
 كما اكد الطرفان ارادتهما في تعميق حوارهما السياسي إلى " اعلى مستوى" و اعربا عن ارتياحهما لـ"نوعية والانعقاد المنتظم للقاءات بين الحكومتين".
من جانب آخر، أعربت الجزائر وفرنسا عن عزمهما على تعميق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
 وأبدى البلدان "عزمهما" على مواصلة حوارهما و"تعميق" تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب كما سجلا "بارتياح" تكثيف المبادلات وتطوير التعاون الثنائي في مجال الأمن".
 وأعربت الجزائر وفرنسا عن أملهما في مواصلة هذه الحركية لا سيما في مجال التعاون العملياتي وتبادل المعلومات والتكوين.
 وأشار البلدان إلى أن تعاونهما الثنائي يتمتع "بقدرات معتبرة من حيث النمو تقوم على تصور متطابق للتحديات الأمنية".
وفي سياق آخر، التزمت الجزائر وفرنسا ببحث اتفاق حول تسهيل تنقل الأشخاص بين البلدين. وجاء في البيان المشترك أن الطرفين التزما ببحث اتفاق حول تسهيل تنقل الأشخاص بين البلدين.
 وفي هذا الصدد أعرب البلدان عن ارتياحهما "للتقدم" المحرز بشأن الشروط العملية لتنقل وإقامة "الجزائريين بفرنسا والفرنسيين بالجزائر كما اتفقا على عدم ادخار اي جهد من أجل "تحسينها أكثر فأكثر".
 والتزم البلدان بتكثيف الحوار في هذا المجال "قصد ايجاد حلول دقيقة للصعوبات الملموسة التي يواجهها رعاياهما".
 وفيما يتعلق بالاتفاقيات الثنائية المتعلقة بتنفيذ الاحكام القضائية والمساعدة والتسليم القضائيين أعرب الطرفان عن ارتياحهما "للتقدم الملحوظ" الذي تم تحقيقه خلال المفاوضات السابقة. كما اتفق الطرفان على الالتقاء في مطلع 2015 بباريس لبحث آخر النقاط العالقة.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020