"وقعنا في الفخ
الذي صوّر لنا بأن الفرنسية هي "غنيمة حرب"، وهو تعبير يعيد إلى الذاكرة
قرونا خلت، كان المُقاتل فيها يخوض غمار حرب شرسة، فإذا ظفر فإنه يعود بغنائم، ربما
كان من بينها سبيّةً يجعل منها محظيّة أو خليلة إذا كانت شابة وجميلة ومتألقة، أو
يكلفها بمهام الخادمة أو ما دون ذلك، إذا كانت غير ذلك.
لكننا عشنا العجب العُجاب، فالسبيّة، التي لم تكن
"بريجيت باردو" أمس ولا "نانسي عجرم" اليوم، استولت على عقل
مالكها وخلبت لبّه، فسلمها لحيته وأسلم لها قيادَه، ولأنها لم تكن تؤمن بالتعددية
وكانت ترفض المساواة فقد طردت زوجه وأبناءه، وجاءت بأهلها فأسكنتهم المنزل وسلمتهم
مفاتيحه، وأرغمت بعلها "الجايح" على أن يكتب كل أملاكه باسمها، وتعطفت
عليه في نهاية الأمر فخصصت له غرفة مهجورة يلفظ فيها أنفاسهُ الأخيرة، وراحت تقضي
نهارها هائمة ومساءها راقصة وليلها عاشقة لأي عابر سرير.
وهكذا سادت في بلادنا لغة "سانت آرنو وبيجار
ولاكوست"، التي كان مولود قاسم رحمه الله يردد بأنها أصبحت لغة متخلفة، مقارنة
باللغات الأخرى كالإنغليزية، والتي هي اليوم لغة العلم وأداة العلماء، والإسبانية
التي تتحدث بها نحو ثلاث قارات، والصينية التي يتعامل بها خمس سكان العالم، والألمانية
التي تشق طريقها نحو العالمية".
هكذا شخّص الدكتور
محيي الدين عميمور "الداء الفرونكفوني" بالجزائر ـ في حوار تشرفت بإجرائه معه ـ حيث لم يتردد "مستشار
الرؤساء" في وضع يده على الجرح، معبّرا بصراحة عن وضع مزر يجد بعضنا صعوبة في
تشخيصه، وتوصيفه، ويجد آخرون حرجا في الإقرار به..
وإذا كان تشخيص
الداء مهما جدا، فإن توصيف الدواء أكثر أهمية.. أما ما يهم أكثر فهو استخدام هذا
الدواء لإصلاح وضع طال انتظار إصلاحه..