مازالت
إرهاصات "صدمة تيسير بيع الخمور" تصنع الحدث وتثير الجدل في الشارع
الجزائري، وعبر المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي، خصوصا بعد أن ألقى وزير
التجارة عمارة بن يونس الكرة في مرمى السلطات العليا للبلاد، وقال أن القرار
الفاصل في الموضوع هو بيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الأمر الذي جعل بعض
الجزائريين يرددون: اتق الله يا بن يونس.. تدخل يا بوتفليقة.
ويأتي
إعلان الشيخ عبد الفتاح زيراوي حمداش عن قرار مراسلة الرئيس بوتفليقة لإقالة وزيره
بن يونس والعدول عن "قرار العار" ليفتح شهية كثيرين من الجزائريين الذين
صدمهم القرار، والذين يأملون أن يُقدم الرئيس بوتفليقة، بصفته المسؤول والقاضي
الأول في البلاد على اتخاذ قرار تاريخي يضع به حدا لمهزلة "تيسير بيع
الخمور..
الشيخ علي عيّة: "تُب إلى الله يا وزير التجارة"
دعا شيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن الإمام علي عيّة وزير
التجارة عمارة بن يونس إلى "التراجع والتوبة"، على خلفية قرار
"تيسير تجارة الخمور"، كما طالب وزارة الشؤون الدينية ببرمجة خطبة موحدة
لإبراز مضار الخمر.
واستنكر الشيخ علي عيّة، وهو إمام أستاذ رئيسي بالمسجد
الكبير وشيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن والذكر وعضو مجلس العلمي وأمين مجلس
اقرأ بورقلة في بيان موجه للشعب الجزائري، مرفوق بطلب لوزير الشؤون الدينية
والأوقاف ونداء إلى المجالس العلمية، "ما أقدم عليه وزير التجارة عمارة بن
يونس بالترخيص على بيع الخمر الذي حرم الله شربه وبيعه وأمر بردع شاربه".
وذكر الشيخ عيّة أنه "مما يؤلم قلبي وقلب كل جزائري
قح حين سمعنا وزير التجارة عمــــارة بــــن يونس بقراره يلغي فيه العمل بنظام
الترخيص المسبق للحصول على سجل تجاري خاص بنشاط بيع ا لخمور بالجملة"، خاطبا
إياه قائلا:
أولا: إن القاصي والداني يعلمون أن الخمر لم تكن يوماً
من عادات وتقاليد هذا الشعب الكريم الذي جبل على القيم النبيلة والتدين بالفطرة.
ثانيا: أين أنت من قوله تعالى: "يا أيها الذين
آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم
تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم
عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون". وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم
في الخمر عشرة شاربها وساقيها وعاصرها... ولا خلاف بين المسلمين على ذلك وقال صلى
الله عليه وسلم من دعا إلى ضلالة كان له من الوزر كأوزار من تبعه لا ينقص ذلك من
أوزارهم شيئاً.
ودعا الشيخ عيّة بن يونس إلى التوبة والتراجع عن قرار
تيسير بيع الخمور قائلا: "إننا في هذا المقام لندعو الوزير إلى التراجع
والتوبة إلى الله عز وجل ومنع بيع الخمر كما أننا ندعو القائمين على هذا البلد
المبارك إلى القيام بالواجب عليهم من حماية الدين وشعائره واتخاذ كافة الإجراءات
الكفيلة بمنع الخمر وردع بائعه وشاربه. ونطلب من المجلسين مجلس الأمة ومجلس الشعب
والجهاز التنفيذ أن يعلنوا تبرأهم من هذا القرار وبمنع بيع الخمر كما أننا نقول
لكل أعضاء المجلسين لا يجوز التصويت لمثل هذا وندعو هم بأداء الأمانة الموكلة بهم
من حماية مقام الدين وحفظ ثوابت الأمة الطاهرة".
كما طلب الشيخ علي عيّة من وزير الشؤون الدينية والأوقاف
برمجة خطبة جمعة موحدة "نبرز فيها مضار الخمر في الأسرة وأنه المتسبب في تفشي
الطلاق الذي أصبح لا يطاق اليوم ويجعل من رب الأسرة التخلي عن الواجبات ثانيا
الخمر هو المؤدي إلى ارتكاب جرائم القتل واستفحالها فهو أم الخبائث ثالثا نبرز في
هذه الخطبة أن الخمر هو المتسبب في حوادث المرور المرعبة".
كما تساءل شيخ الزاوية العلمية عن "هذا السكوت
المطبق من طرف المجالس العلمية التي لم تحرك ساكنا أمام هذا القرار، وإن تعجب فعجب
كيف لهذا المجلس يعقد جلساته في زرع الأعضاء وسكنات عدل المفصول فيها ولا يستنكر
ويقول كلمته في الخمر وفي قانون المرأة وحماية الطفل".
الشيخ شمس
الدين: "من يريد أن يكون الجزائريون سكارى؟"
فتح
الشيخ شمس الدين بوروبي النار على وزير التجارة عمارة بن يونس، على خلفية قرار
تحرير بيع الخمور بالجملة، وخاطبه بنبرة حادة قائلا: "اتق الله يا بن يونس
فإنك ستموت"، مضيفا أنه يُشهد الله تعالى أنه بريء من هذا الوزير، واصفا
القرار المذكور بـ"القانون الظالم الجائر الفاسق الفاجر الذي يعلن الحرب على
الله".
وتساءل
الشيخ شمس الدين وهو يخاطب وزير التجارة بن يونس، في إطلاله له ضمن البرنامج الذي
يعده ويقدمه على قناة النهار الفضائية بعنوان "انصحوني"، قائلا:
"من من مصلحته أن يكون الشعب الجزائري شعبا سكرانا؟" وذلك في سياق
تعليقه على ما وصفه بالقانون الظالم الجائر الفاسق الفاجر الذي يعلن الحرب على
الله، وهو قانون يسمح حسبه بـ"تحرير 1664 تاجر جملة للخمور".
وقال
شمس الدين بنبرة ساخرة: "كنت أظن أنه يفكر في تحرير فلسطين فإذا به يحرّر
تجارة الخمور"! مخاطبا بن يونس بالقول: اسمع يا وزير التجارة إلى ما يقوله الله
تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، مشيرا إلى أن الآية صريحة، تؤكد أن الأمة لن تفلح
ما لم تجتنب الخمر.
وبخصوص
الادعاء بأن الهدف من تحرير تجارة الخمور بالجملة هو مطابقة القوانين الجزائرية مع
شروط منظمة التجارة العالمية، رد شمس الدين بأنه كان من المفروض مطابقة قوانيننا
مع أحكام الشريعة الإسلامية، فمنظمة التجارة ليست من بيدها النار والجنة.
وخاطب
شمس الدين وزير التجارة، مرة أخرى، قائلا: اسمع إلى قوله تعالى: "ولن ترضى
عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"، مضيفا: "اتق الله يا وزير
التجارة فإنك ستموت، ولا تخطن بيدك شيئا إلا شيئا يسرك يوم القيامة أن
تراه.." وحسب شمس الدين فإنه على مسؤولي البلاد أن يحسبوا حساب الله، فقد
يربحون منظمة التجارة لكنهم "يخسرون الله" بمخالفة أحكامه.
وختم
الشيخ شمس الدين بوروبي الجزائري كلامه قائلا: "اللهم إني أشهدك أني بريء من
وزير التجارة".
الشيخ حمداش يراسل
بوتفليقة لإبطال "قرار العار"
وفي
سياق الحرب على "قرار العار"، أعلن الشيخ عبد الفتاح زيراوي حمداش رئيس حركة
جبهة الصحوة السلفية ـ غير المعتمد ـ عن تشكيل خلايا محلية في مختلف ولايات القطر
الوطني لتحرير عرائض جماعية ضد إجراء فتح محال لبيع الخمور ورفعها إلى وكلاء الجمهورية
بالمحاكم ومجالس القضاء.
وذكر الشيخ
حمداش أن اللجان الشعبية التي دعا إليها أنصاره مهمتها "تحسيس المجتمع بخطر
فتح مخامر جديدة وبالتالي تحريك الضمائر الحية لرفض هذا الإجراء الحكومي"، واصفا
خطوة وزير التجارة عمارة بن يونس "بالإجراء السافر والجائر وغير المسؤول".
وأضاف
حمداش، حسب ما نقلته عنه مصادر إعلامية أن "السلوك الذي بدر من الوزير ليس من
قيم المجتمع الجزائري في شيء، علاوة على تعارضه المطلق مع الشريعة الإسلامية".
وحسب
المتحدث فإن الوزير بن يونس "شخص لا يهمه الصالح العام ومصالح شباب الجزائر
لا تعنيه"، مشيرا إلى أنه قرر مراسلة الرئيس بوتفليقة لإقالة وزيره، علاوة
على مباشرة التنسيق مع "القوى السياسية الوطنية والإسلامية لتدارس موقف حازم".