فتح الإعلامي المخضرم حبيب راشدين
النار على الوزير الأسبق للتجارة نور الدين بوكروح، على خلفية دعوته
"الغريبة" إلى إعادة النظر في ترتيب سور القرآن الكريم، وقال أنه منخرط
في "برنامج عالمي منهجي، قد قسّمت فيه الأدوار بين مثقفين عرب ومسلمين
وغربيين، يشتغل على زرع البذور الفكرية التي تحضّر المسلمين لـتقبل "فاتكان ثان"
يجهز على الإسلام، كما أجهز الأول على المسيحية".
وساءل راشدين، في مقال نشرته صحيفة
الشروق اليومي، يوم الأربعاء 22 أفريل 2015، من بوكروح وممن يشتغل مثله على نسف الإسلام من
الداخل: كيف يكون موقفه وموقف من يؤيده في دعوى "إعادة جمع القرآن" من
ثلاث آيات محكمات حسمت الجدل منذ البداية، فأثبتت أن جمع القرآن توقيفيٌ بنص
الآيتين من 16 و17 من القيامة: "لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ"..
"إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ".. وأنه ذكرٌ محفوظ إلى يوم
القيامة، بنص الآية 9 من الحجرات:
"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".
وقال حبيب راشدين أنه "ليس
للسيد بوكروح وأمثاله من خيار سوى الجرأة جهارا على "تكذيب" الله
ورسوله، أو اتهام الصحابة بالتزوير والتدليس، وما سوى ذلك محض سفسطة وشغب فكري،
يريد فتنة المسلمين في دينهم بدعاوى ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قبله العذاب".
وفيمايأتي النص الكامل لمقال راشدين:
"مستدرك" بوكروح على الله ورسوله
لم ألتفت إلى المقال السابق للسيد نور الدين بوكروح حول الدعوة إلى إعادة جمع المصحف الشريف وفق ترتيب نزول الآيات، حتى اطلعت على المقال الثاني له، وقد كشف فيه "تلميذ" بن نبي عن البعد السادس في أطروحة يدعو فيها إلى أمرين خطيرين:
الأول: دعوة المسلمين إلى مراجعة تصوّرهم لله (هكذا) وللكون، ولأسباب الخلق، وعلاقاتهم مع الشعوب "حتى يمكن للإسلام أن يُري العالَمَ وجها مختلفا، ونوايا جديدة تتماشى مع مسيرة التاريخ".
الثاني: أنه اقترح على المسلم الأخذ بمصادر غير ما في الثقلين: فأفتى لهم بنبوة سقراط، فيثاغوريس، وكونفوشيوس، يفترض بعد الإيمان بهم كأنبياء أن ينهل المسلم من علمهم، وحكمتهم، ونواميسهم الأخلاقية، بل هم في "مستدرك" بوكروح أفضل من إبراهيم عليه السلام، ومن جاء بعده من الأنبياء والرسل وإليكم نصه:
"منذ إبراهيم الخليل عليه السلام، تتمثل الحجة عند الرسل في الرسالة الربانية التي يحملونها، أما عند الأنبياء والحكماء، وكل من لم يحمل كتابا سماويا، فإن الرسالة توجد في العلم الخارق السبَّاق لعصره، لحامله المُختار، وفي الحكمة أو العلم اللذين يُمَيّزانه".
ما صدمني ليس هذه الترّهات الفكرية، المركّبة بقدر واضح من السذاجة والسطحية، بل فاجأتني ردود القراء التي رأت في دعوات بوكروح "محض هذيان، وخروجا عن العرف طلبا للشهرة". والأمر ليس كذلك، لأن مثل هذه الدعوات لم تصدر عنه وحده، بل هي جزءٌ من برنامج عالمي منهجي، قد قسّمت فيه الأدوار بين مثقفين عرب ومسلمين وغربيين، يشتغل على زرع البذور الفكرية التي تحضّر المسلمين لـتقبل "فاتكان اثنين" يجهز على الإسلام، كما أجهز الأول على المسيحية.
لم ألتفت إلى المقال السابق للسيد نور الدين بوكروح حول الدعوة إلى إعادة جمع المصحف الشريف وفق ترتيب نزول الآيات، حتى اطلعت على المقال الثاني له، وقد كشف فيه "تلميذ" بن نبي عن البعد السادس في أطروحة يدعو فيها إلى أمرين خطيرين:
الأول: دعوة المسلمين إلى مراجعة تصوّرهم لله (هكذا) وللكون، ولأسباب الخلق، وعلاقاتهم مع الشعوب "حتى يمكن للإسلام أن يُري العالَمَ وجها مختلفا، ونوايا جديدة تتماشى مع مسيرة التاريخ".
الثاني: أنه اقترح على المسلم الأخذ بمصادر غير ما في الثقلين: فأفتى لهم بنبوة سقراط، فيثاغوريس، وكونفوشيوس، يفترض بعد الإيمان بهم كأنبياء أن ينهل المسلم من علمهم، وحكمتهم، ونواميسهم الأخلاقية، بل هم في "مستدرك" بوكروح أفضل من إبراهيم عليه السلام، ومن جاء بعده من الأنبياء والرسل وإليكم نصه:
"منذ إبراهيم الخليل عليه السلام، تتمثل الحجة عند الرسل في الرسالة الربانية التي يحملونها، أما عند الأنبياء والحكماء، وكل من لم يحمل كتابا سماويا، فإن الرسالة توجد في العلم الخارق السبَّاق لعصره، لحامله المُختار، وفي الحكمة أو العلم اللذين يُمَيّزانه".
ما صدمني ليس هذه الترّهات الفكرية، المركّبة بقدر واضح من السذاجة والسطحية، بل فاجأتني ردود القراء التي رأت في دعوات بوكروح "محض هذيان، وخروجا عن العرف طلبا للشهرة". والأمر ليس كذلك، لأن مثل هذه الدعوات لم تصدر عنه وحده، بل هي جزءٌ من برنامج عالمي منهجي، قد قسّمت فيه الأدوار بين مثقفين عرب ومسلمين وغربيين، يشتغل على زرع البذور الفكرية التي تحضّر المسلمين لـتقبل "فاتكان اثنين" يجهز على الإسلام، كما أجهز الأول على المسيحية.
ولك أن تلاحظ كيف أن الدعوة لم تُوجّه إلى الفقهاء والعلماء بل خاطبت "أصحاب القرار" من رجالات الدولة، فحثتهم على التكفل بمهمة "مراجعة وإصلاح الدين الإسلامي" الذي وصفه عزمي بشارة بـ"دين البداوة" لأن مشكلة الجهة التي تدير الحملة عن بُعد هي أن المسلم "عبدٌ لله حرّ مخيّر" قد ألزمه الله بطاعة أولياء أمره ما أطاعوا الله فيه، وليس للمسلم كنيسة مستبدّة، محتكرة للنص المقدس: قراءة، وتفسيرا، وتأويلا، وتعدّله متى اقتضت الحاجة.
بقي أن يطلب من السيد بوكروح وممن يشتغل مثله على نسف الإسلام من الداخل، كيف يكون موقفه وموقف من يؤيده في دعوى "إعادة جمع القرآن" من ثلاث آيات محكمات حسمت الجدل منذ البداية، فأثبتت أن جمع القرآن توقيفيٌ بنص الآيتين من 16 و17 من القيامة: "لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ".. "إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ".. وأنه ذكرٌ محفوظ إلى يوم القيامة، بنص الآية 9 من الحجرات: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".
والحال ليس للسيد بوكروح وأمثاله من خيار سوى الجرأة جهارا على "تكذيب" الله ورسوله، أو اتهام الصحابة بالتزوير والتدليس، وما سوى ذلك محض سفسطة وشغب فكري، يريد فتنة المسلمين في دينهم بدعاوى ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قبله العذاب.
بقي أن يطلب من السيد بوكروح وممن يشتغل مثله على نسف الإسلام من الداخل، كيف يكون موقفه وموقف من يؤيده في دعوى "إعادة جمع القرآن" من ثلاث آيات محكمات حسمت الجدل منذ البداية، فأثبتت أن جمع القرآن توقيفيٌ بنص الآيتين من 16 و17 من القيامة: "لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ".. "إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ".. وأنه ذكرٌ محفوظ إلى يوم القيامة، بنص الآية 9 من الحجرات: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".
والحال ليس للسيد بوكروح وأمثاله من خيار سوى الجرأة جهارا على "تكذيب" الله ورسوله، أو اتهام الصحابة بالتزوير والتدليس، وما سوى ذلك محض سفسطة وشغب فكري، يريد فتنة المسلمين في دينهم بدعاوى ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قبله العذاب.