لن نكون مبالغين إن
قلنا أن المجتمع الجزائري يُهدم من الداخل، ويكفي أن تلقي نظرة على ما تلبسه
نساؤنا أو ما يتفوه به شبابنا، أو ما يشاهده أبناؤنا، لتدرك حجم المأزق الأخلاقي
الخطير الذي نعيشه، وهو مأزق لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة لتراكمات، وثمرة خبيثة
لمخطط يعتمد فيه أعداء الداخل والخارج على ثلاثة معاول لتدمير البنية الأخلاقية
للمجتمع الجزائري، والأمة الإسلامية قاطبة..
يقول الأستاذ أحمد
الرفاعي: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة، فهناك طريقتان:
1- اهدم الأسرة
2- اهدم التعليم
لكي تهدم الأسرة:
عليك بتغييب دور
الأم واجعلها تخجل من وصفها بربة بيت
ولكي تهدم التعليم:
عليك بالمعلم لا
تجعل له أهمية في المجتمع، وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه..
ويضيف البعض طريقة
ثالثة لهدم حضارة الأمة هي: إسقاط القدوات والمرجعيات.
ولكي تسقط القدوات:
عليك بـ(العلماء) اطعن فيهم قلل من شأنهم، شكك فيهم حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم
أحد.
فإذا اختفت (اﻷم
الواعية) واختفى (المعلم المخلص) وسقطت (القدوة والمرجعية) فمن يربي النشء على
القيم؟!
حين نتابع المخططات
الهادفة إلى إخراج المرأة الجزائرية، على غرار نساء أمة الإسلام، من بيتها تحت
شعار وغطاء المساواة، وحين نتابع عمليات قصف المنظومة التربوية وتحطيم صورة
المعلمين، وحين نتابع عملية الهمز واللمز الجارية ضد أحد رموز علماء الأمة
الجزائرية، الشيخ عبد الرزاق قسوم، شيخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وغيره
من علماء الأمة، ندرك جيدا معالم مخطط هدم حضارتنا.. فهل إلى النهوض من سبيل؟..