افترض الله تعالى على بني إسرائيل يوم الجمعة ليعظموه
فخالفوا إلى
السبت فعظموه وتركوا ما أمروا به، فلما أبوا إلا
لزوم السبت ابتلاهم الله
فيه فحرم عليهم ما أحل لهم في غيره وكانوا في قرية
بين آيلة والطور
يقال لها مدين فحرم الله عليهم في يوم السبت صيد
الحيتان(الأسماك)
وأكلها، وكانوا إذا كان يوم السبت أقبلت إليهم شرعا
إلى ساحل بحرهم
حتى إذا ذهب السبت ذهبن فلم يروا حوتا صغيرا ولا
كبيرا حتى إذا كان
يوم السبت أتين سرا حتى إذا ذهب السبت ذهبت الحيتان
فكانوا كذلك
حتى
طال عليهم الأمد
فعمد
رجل منهم فاخذ حوتا سرا يوم السبت فحزمه بخيط ثم أرسله في
الماء و أوتد له وتدا في الساحل فأوثقه ثم تركه حتى
إذا كان الغد جاء
فأخذه فانطلق به فأكله حتى إذا كان يوم السبت الآخر
عاد لمثل ذلك
ووجد
الناس ريح الحيتان فقال أهل القرية والله لقد وجدنا ريح الحيتان
ثم عثروا على صنيع ذلك الرجل قال ففعلوا كما فعل
وصنعوا سرا زمانا
طويلا لم يعجل الله عليهم العقوبة حتى صادوها علانية
وباعوها في
الأسواق فقالت طائفة
منهم من أهل البقية ويحكم اتقوا الله
ونهوهم
عما
كانوا يصنعون فقالت طائفة أخرى لم تأكل الحيتان ولم تنه
القوم
عما
صنعوا
{ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ
مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا
قَالُوا مَعْذِرَةً
إِلَى رَبِّكُمْ }
بسخطنا أعمالهم
{ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
},
فبينما
هم على ذلك أصبحت تلك البقية في أنديتهم ومساجدهم فقدوا
الناس فلم يروهم قال فقال بعضهم لبعض إن للناس شأنا
فانظروا ما هو
فذهبوا ينظرون في دورهم فوجدوها مغلقة عليهم قد
دخلوها ليلا فغلقوها
على أنفسهم كما يغلق الناس على أنفسهم فأصبحوا فيها
قردة وإنهم
ليعرفون الرجل بعينه وإنه لقرد والمرأة بعينها وإنها
لقردة والصبي بعينه
وإنه لقرد -
قال بن عباس- فلولا ما ذكر الله أنه نجى الذين
نهوا
عن
السوء لقد أهلك الله الجميع منهم .
تفسير
ابن كثير
قال تعالى :
{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ
فِي السَّبْتِ
فَقُلْنَا لَهُمْ
كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ{65}
البقرة