ياااااه .. كم أصبحت يا لغتي العزيزة غريبة مستهجنة!
خلال أسبوع صحبت عائلتي إلى حديقة الألعاب، وأثناء
الطابور لدخول لعبة من الألعاب كانت بنتاي تتحاوران معي حول اهتماماتهما الطفولية
وبلغة عربية فصيحة، لم يكن الأمر بالنسبة لي مستهجنا فقد تعودنا على ذلك في حياتنا
اليومية، وإذ بسيدة كانت بالطابور أمامنا رفقة ولديها لم تطق صبرا لتلتفت إلي
سائلة:
- هوما ديما يتكلمو
هكذا؟
* واه، ديما يتكلمو
باللغة العربية.
- هذه اللغة مشي لغتنا،
نتعلموها غي كي الواحد يبغي يعلم ولاده الدين.
* واش رأيك سيدتي؟ بزاف
عايلات يحبو يعلمو ولادهم اللغة الفرنسية.
- هي لغة لازم نتكلموا
بيها (ولم تقل نتعلموها)، على خاطر نستعملوها بزاف في حياتنا.
- ننصحك خويا تديهم عند
psychologue، المركز انتاعنا وين نخدم يجونا
بزاف بالـ cas انتاع بناتك، عندهم
مشكلة يتكلمو بهذي اللغة، على خاطر يتبعوا les dessins animés في la télé.
* هوما ما يتفرجوش la télé بزاف، عندهم une demi-heure par
jour aux maximum.
- آآآه ... بصح حساب ما
راني نشوف صاعبة عليهم الحياة، كيفاش يقدروا يعيشو حياتهم لبرا مع الناس.
* راهم معانا وتقدري
تتكلمي معاهم بالعامية ويتكلموا معاك عادي.
- آآآه ...
التفتت السيدة إلى حيث كانت وجهتها، بينما واصلت مع
بنتاي الحديث عن أمورهما الطفولية ...
هي لغتنا العزيزة كيف أصبحت في أوساطنا مستهجنة غريبة.
هذا النص الحواري المليء بالدلالات نشره "إطار
جزائري" على جدار صفحته الفايسبوكية، يُظهر مشهدا من حياتنا اليومية التي
باتت فيها لغتنا العربية الفصحى "غريبة" رغم أنها اللغة الوطنية
والرسمية الأولى!..
لا حول ولا قوة إلا بالله.
