أسبوع دراماتيكي، أسبوع
شهد سيناريوهات هيتشكوكية، تراوح مكانه بين المركز التقني سيدي موسى وملعب مصطفى
تشاكر، وكان أبطاله ما يسمون بكوادر المنتخب الوطني، وضحيته التقني الصربي ميلوفان
راييفاتس، الذي غادر أو أُرغم على الخروج من الباب الخلفي صوب بلاده بعد 3 أشهر
فقط من تنصيبه، وسط تساؤلات حول الأسباب والدوافع التي هزت استقرار الخضر.
هذا ما كتبه موقع
"الميدان" المتخصص، الذي قال أنه تحصل، عبر مصادره الخاصة، على الحقيقة
الكاملة لما جرى منذ تربص شهر سبتمبر إلى أكتوبر، وكانت نتيجته حدوث لما شبِّه
بالانقلاب.
وحسب المصدر نفسه، فإن
ما حدث خلال تربص مباراة الكاميرون، يمكن القول على أنه كان يطبخ على نار هادئة أو
الهدوء الذي يسبق العاصفة، وهذا خلال التربص الأول لميلوفان راييفاتس على رأس
الخضر الشهر الفائت، فالعلاقة الباردة كانت السمة البارزة خلال تحضيرات مباراة
لوزوتو، التي بينت ان التيار لا يمر بشكل جيد بين الصربي وكوادر المنتخب الوطني، سواء
لانعدام التواصل أو حتى طريقة عمله التي لاقت انتقادات فيما بينهم (اللاعبون).
ويضيف موقع الميدان
أن الكثير من اللاعبين عبروا عن استيائهم لطريقة عمل راييفاتس من عديد الجوانب، وتبقى
من اهمها العمل البدني، إذ أن لاعبي المنتخب تحيروا حول طريقة تحضيره لهذا الجانب،
وتهكموا بوصفه انه يريد ان يكون حليلوزيتش (2) بحكم أن البوسني معروف عليه الإطناب
في التحضير البدني، مما جعله عرضة العديد من الانتقاد لعل أبرزها ما حدث في
روستنبورغ سنة 2013 أين عبر لاعب واست هام سفيان فيغولي، صراحة للإعلام عن استيائه
لحجم العمل الذي خضعوا له، واعتبره من أسباب الوجه المخيب في "كان" جنوب
إفريقيا.
انعدام التواصل.. سبب آخر
استياء اللاعبين من
هذا المدرب لم يقتصر فقط على طريقة العمل، بل تعداه إلى نقطة بارزة أيضا وهي طريقة
التواصل وهو ما ساهم مثلما أشرنا في برودة العلاقة بينهم، إذ لم يكن يسمع له صوت
إلا بقول "Good" الانجليزية، في حين يتكفل مساعده المترجم كريتسيان بجيفيتش،
بتوصيل باقي التعليمات، وهي نقطة نالت تذمر اللاعبين الذين كانوا يرون أن ما يقوله
المترجم السويسري غير كاف ومختصر كثيرا، على ما يريد ايصاله الصربي لأشباله.
ولم تكن الامور
عادية خلال إعلان مدرب غانا السابق عن أسماء التشكيلة الاساسية التي ستواجه
الكاميرون، إذ أن الكثير من اللاعبين أو بمن يطلق عليه اسم "الكوادر"
عبروا عن غضبهم الشديد لهاته الخيارات، ومنه حدوث القطيعة النهائية بين اللاعبين
ومدربهم الراحل، وهو ما أثر أيضا على كامل المجموعة وتركيزها قبل تلك المباراة
الهامة، وساهم في الوجه الشاحب الذي ظهرت عليه عناصر الخضر.
فوضى عارمة في غرفة تغيير الملابس!
زيادة على نتيجة
التعادل المخيب ضد الأسود غير مروضة يوم الأحد 9 أكتوبر 2016، لم تكن الأجواء
عادية في غرفة تغير الملابس بعد نهاية المباراة، إذ كانت ملامح اللاعبين تدل على
أن شيئا سيحدث وان الوضع مهدد بالانفجار، ففي وقت كان المدرب يهم لرفع معنويات
لاعبيه وتحضيرهم نفسيا لما هو قادم، حتى وجد ثورة في وجهه من بعض اللاعبين الذي لم
يتقبلوا خيارات راييفاتس، ووجهوا له انتقادات لطريقته في تسيير هذا اللقاء، وتأثرا
وخوفا من تضييع حلم التواجد في مونديال روسيا 2018.
أمور لا أساس لها من الصحة
وحسب ما اكدته مصادر
الموقع المذكور، فإن الأخبار التي انتشرت بقيام أحد اللاعبين رميه بالحذاء وكذلك
توجيه له عبارات السب والشتم لا أساس لها من الصحة، بل ان الأمر لم يتجاوز رفع
الاصوات والانتقاد للمدرب داخل غرفة تغيير الملابس، الخاصة بملعب مصطفى تشاكر.
وفي ظل ارتفاع
الأصوات وانعدام وسيلة للتواصل مع المدرب الذي كان يقف كالمتفرج وهو يشاهد غليان
لاعبيه، توجه له الحارس رايس مبولحي بطلب المغادرة وترك اللاعبين يجتمعون فيما
بينهم قصد الوصل لحل وإنقاذ مستقبل الخضر، وهنا خرجوا بضرورة عقد اجتماع عاجل
وضروري مع رئيس "الفاف" محمد روراوة بالمركز التقني، سيدي موسى.
اللاعبون لروراوة: "الكارثة
ستكون مع هذا المدرب"
وخلال الاجتماع كشف
لاعبو الخضر للرجل الأول في الكرة الجزائرية، ان الكارثة وتضييع ورقة الترشح
المونديال ستكون النتيجة مع راييفاتس، لأن مشكلة التواصل تسببت في مشاكل كبيرة ومن
بين أسباب التعثر ضد الكاميرون، محاولين إقناعه بأن طريقة عمل المدرب قديمة، ولا
تمت لكرة القدم الحديثة، وحتى حصص الفيديو لم تكن في مستوى مكان في عهد المدرب
السابق كريستيان غوركوف وسابقه البوسني وحيد حليلوزيتش.
"رأس المدرب مقابل نقاط
نيجيريا"
اللاعبون لم يترددوا
في مطالبة روراوة في التخلص من هذا المدرب في أقرب فرصة، ففي وقت كان رئيس
"الفاف" يصر على بقاء راييفاتس إلى ما بعد لقاء نيجيريا، إلا أن اصرار
اللاعبين وكلمتهم كانت اكبر، أين أكدوا له أنهم مستعدين للموت في نيجيريا والعمل
على حصد النقاط 3 نقاط مقابل تسريح صاحب (62 سنة) لبلاده.
راييفاتس يقدم استقالته
وكمحاولة لتبرئة
نفسه ومواجهة الاتهامات الي وجهت له، وبعد نيله لنظرة وافية لما حدث عبر مترجمه
الخاص، طلب ميلوفان الاجتماع بروراوة أين تقدم الصربي باستقالته واضعا رئيس الهيئة
الكروية امام الأمر الواقع، مؤكدا انه يرفض العمل مع لاعبين وطاقم هو غير مرغوب
فيه بينهم، مؤكدا أيضا انه لا يستطيع البقاء ولا يمكن تقديم شيء في مثل هذه الظروف،
وهو ما كان حيث تقرر رسميا ذهاب الصربي لبلاده دون رجعة.
روراوة يستعجل البحث عن مدرب جديد
كشف رئيس الاتحادية
الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة أن هناك إمكانية لكي يكون المدرب المقبل للمنتخب
الوطني الذى سيخلف الصربي ميلوفان رايفاتش حاضرا في بنك الاحتياط في المواجهة
المقبلة امام نيجيريا يوم 12 نوفمبر ضمن الجولة الثانية من تصفيات مونديال 2018.
وصرح روراوة للتلفزيون الجزائري قائلا "نبحث
عن مدرب جديد في المستوى والذي يتمتع بالخبرة سيما من جانب الاتصال. ومن الممكن ان
يكون حاضرا في بنك الاحتياط امام نيجيريا".
وأضاف "لدينا
منتخب كبير، والمدربين هم من يبحثون عنه وليس العكس. لقد نصبنا لجنة لدراسة جميع الملفات
وسنقدم المقترحات للمكتب الفيدرالي الذي سيبث في اختيار المدرب المقبل
للخضر".
وأوضح مسؤول الفاف أن "مشكل اتصال عجل
برحيل المدرب راييفاتش، ولا نلقي المسؤولية على اللاعبين فيما يخص استقالته. صحيح
ان بعض الامور تحدث في غرف تغيير الملابس في العالم، لكن كل شيء عاد إلى مجراه بعد
لقاء الكاميرون".
واختتم روراوة حديثه "من جهة رأى المدرب أن
علاقته كانت صعبة مع الفريق ومن جهة اخرى طالبنا منه الكثير من الامور. حاولنا
الحفاظ على الاستقرار مع الطاقم الفني لضمان نجاح المنتخب. لكننا قبلنا قراره
بالاستقالة".
هذا ما قاله دراجي عن رحيل راييفاتس..
في تعليق له على قضية رحيل
المدرب الصربي ميلوفان راييفاتس عن المنتخب الوطني، قال الإعلامي ومعلق قنوات “بي
إن سبورت” القطرية، حفيظ دراجي، أن فسخ عقد مدرب المنتخب الوطني، ميلوفان راييفاتش،
هو قرار شجاع وطبيعي بل وعادي، خاصة في هذا الظرف.
وتابع حفيظ دراجي في تصريحاته
لموقع "الجزائر والعالم" قائلا: “لو كنت في مكان رئيس الاتحاد الجزائري
محمد روراوة لأقلت المدرب الصربي من منصبه، ليس بسبب النتيجة والأداء فقط، ولكن
بسبب كل الاضطرابات التي حدثت على مستوى المنتخب، لأنه لو بقي ميلوفان على رأس
المنتخب الجزائري لأدى ذلك إلى حدوث نتائج كارثية في الاستحقاقات القادمة التي
تنتظر محاربي الصحراء”.
وأوضح المعلق الجزائري أن قرار
فسخ عقد المدرب الصربي راييفاتس شجاع جدا، خاصة في هذا الظرف، مشددا على أنه مع
هذا القرار تماماً، كما أن كل اللاعبين معه.
