-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

هذه حقيقة علاقة هواري بومدين بالصحافة والصحفيين



نشر الإعلامي محمد يعقوبي، مدير صحيفة الحوار اليومية الخاصة تدوينة على صفحته الفايسبوكية قال فيها:
اتخذ الرئيس بومدين لنفسه صديقا حميما واحدا من الصحفيين، هو مراسل جريدة لوموند في الجزائر بول بالطا، الذي تعرف عليه على هامش قمة عدم الانحياز بالجزائر سنة 73 وذهل بول بالطا عندما وجد بومدين ومن أول لقاء، يعرفه معرفة دقيقة ويعرف أمه المصرية ووالده الفرنسي، ويتذكر كل المقالات التي كتبها الرجل عن علاقة فرنسا بالعرب..
يقول بول بالطا أن بومدين قربه اليه وصار يطلب مجالسته بشكل دوري ولم يعط حوارات لفرنسيين الا له وتحولت العلاقة من صحفي محاور إلى صديق يستشير ويستشار.. لست أدري ماذا وجد بومدين في بول بالطا لم يجده في حسنين هيكل أو انيس منصور أو بعض الأقلام الصحفية الجزائرية على قلتها، لكن هذه الثقة وهذه الصداقة جعلت بول بالطا يتخصص في بومدين وربما أصبح خزانا لأسراره إلى اليوم، إلى درجة انه ألف فيه كتابين.. استراتيجية بومدين ولقاءاتي مع هواري بومدين..
قال لي عميد الاعلاميين في فرنسا صاحب النكتة سعدي بوزيان، أن ما يملكه بول بالطا عن بومدين لا يملكه أي صحفي آخر، وأن ما نشره الرجل في كتابيه ليس سوى نزر قليل مما لديه من أسرار، خاصة حول نظرة الرجل لفرنسا ولزعماء فرنسا وأيضا علاقات بومدين مع النخبة المثقفة عربيا..
بول بالطا يعيش حاليا مشلولا مقعدا في باريس ومستغرب أن الزملاء الصحفيين المغتربين لم يفكروا إلى الان في استنزاف ذاكرته، حول شخصية بومدين لعلنا نكتشف شخصية أخرى غير التي قرأناها في كتب الدكتور المثقف محي الدين عميمور..

شهادة الدكتور عميمور
وتعليقا على هذه التدوينة، نشر المستشار الإعلامي للرئيس الراحل هواري بومدين الدكتور محيي الدين عميمور "شهادة مثيرة" عن علاقة هواري بومدين بالصحافة والصحفيين، حين كتب على صفحته الشخصية بموقع الفايسبوك قائلا:
الرئيس بومدين لم يكن يخفي ثقافته الفرنسية لكنه كان يُعطي المثال لكل المسؤولين الجزائريين بالحرص على استعمال اللغة الوطنية في مداخلاته العلنية خصوصا تلك التي تنقلها وسائل الإعلام، وكان لبومدين أصدقاء كثيرون من الصحفيين الفرنسيين من بينهم جان دانيال وجورج مونتارون وروبرت لامبوط وفرانسيس جونسون وجيرار صباغ وأنيا فرانكوس وبيير برنارد (سندباد) وأخرون نسيت أسماؤهم، وكان بالطا أكثرهم إتصالا، لأنه كان المراسل المعتمد لصحيفة "لوموند" بالجزائر، وكان يصر عند استقباله من قبل الرئيس أحيانا على ارتداءالبرنوس (في الصورة أيضا جيرار سيباغ إلى اليمين ودانييل جنكا إلى اليسار والعبد الضعيف يتابع ما يقال وما سوف يقال، ويلاحظ أن الجلوس كان على شكل حلقة ولم يكن الرئيس وحيدا في الصدارة، وهو امر مقصود وذلك لخلق جو من الألفة مع الضيوف))
وكان الرئيس يستعمل الصحفيين الأصدقاء في إرسال رسائل للجانب الآخر وفي استكشاف آفاق الآخرين، لأن بومدين كان يؤمن بدور الإعلام في الاتجاهين، ويشتري الكثير بدون أن يبيع الكثير كما يقال، لكن ثقته في الأجانب كانت محدودة، ولست في حلّ من استعراض رأيه الحقيقي في بالطا لأن هناك مجالسا بالأمانات، لكن القول بأنه كان يستشار، هو أو غيره، هو ادعاء مبالغ فيه، لأن محاولة التعرف على الأجواء عند الطرف الآخر أو إرسال الرسائل نحو الجهة الأخرى شيئ واستشارة المحاور الأجنبي شيئ آخر، وبالنسبة للصحفيين العرب يمكن أن أقول أن الرئيس خاب ظنه في لطفي الخولي بعد قضية الحوار مع النهار (وقد تناولته بالتفصيل في كتابي "أنا وهو وهم" ) ومقال لطفي عن المدرسة الساداتية، ولم يكن يثق كثيرا في كتابات هيكل، خصوصا بعد أن عتم على حوار دام أكثر من ثلاث ساعات، ولم يجد بومدين في كتابات أنيس منصور بعد أن استقبله العمق الذي كان ينتظره بعد قراءته لكتاب أنيس عن العقاد، وكان بالطا يمر بمكتبي قبل أن أصطحبه للقاء الرئيس، وكان إلى جانبي أحيانا الأخ إسماعيل حمداني أو رفقاء آخرون مثل الحاج يعلا ونابي بلقاسم،، وبالطبع، فإن بعض ما يقال من بعض الهواة حول هذه القضايا هو آراء شخصية تحسب على قائليها، ولا أتوقف عند خلفيات يمكن تصورها في هذا الزمن الرديء، ولقد استعرضت أهم ما عشته إلى جانب الرئيس بالكلمة وبالصورة، ولم أدّعِ يوما أنني كنت ذا حظوة خاصة أو متميزة بل تركت كلا يتعرف على الحقيقة بذكائه ووعيه، وإذا كان هناك من كان ولا يزال ينزعج من موقعي بجانب الرئيس، لغاية في نفس جاكوب، فذلك شأنه، وعليه أن يقدم ما يؤكد مزاعمه إذا أراد أن يصدقه الناس وأن ينزع عن نفسه صفة لا يقبلها عن أنفسهم المثقفون الحقيقيون.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020