قبل مدة، انتشر خبر طريف يقول أن لاعبا تركيا اسمه كريم
ديميرباي تعرض للطرد من قبل حكمة ألمانية وقبل أن يخرج من أرضية الملعب قال لها: "النساء
مكانهن في المطبخ وليس الملاعب"، وتسببت جملته هذه بإيقافه من قبل الاتحاد
الألماني 5 مباريات وإجباره على تحكيم إحدى المباريات النسائية لكي يتعلم احترام
المرأة، وبالفعل هذا ما حدث.. غير أن اللاعب ديميرباي قام بطرد ثماني لاعبات وسئل
بعدها: لماذا كل هذه الورقات الحمراء؟ فرد قائلاً: "النساء مكانهن المطبخ"!.
واتضح فيما بعد أن هذا الخبر "محرّف" تماما، حيث
أن اللاعب طُرد فعلا، لكن الحقيقة أنه قال: "لا يوجد للنساء مكان في كرة قدم
الرجال" ولم يذكر "المطبخ"، ولم يتأكد خبر تحكيمه مباراة نسوية
وطرده ثماني لاعبات.
تذكرت هذه "القصة الطريفة"، وأنا أتابع أرقاما
قدمتها وزيرة التضامن في بلادي #الجزائر، تؤكد "اكتساح" المرأة
الجزائرية لكل المجالات والقطاعات تقريبا، وبأرقام "كبيرة"، منها أن 36
بالمائة من موظفي الدولة وقرابة 45 بالمائة من عمال القضاء.. نساء، وأكثر من نصف
الطلبة الجامعيين إناث.. إضافة إلى أن أكثر من 31 ألف امرأة استفادت من القروض
المصغرة خلال سنة 2017 وهو ما يمثل نسبة تتجاوز 74 بالمائة من مجموع القروض
الممنوحة..
وفي مقابل هذه الأرقام التي تؤكد "غزو" النساء
لمختلف ميادين الشغل، يعرض البعض أرقام تشير لارتفاع معدلات الطلاق، وتراجع
الإقبال على الزواج، وزيادة الرسوب المدرسي والانحراف بين الأطفال والشباب.. بسبب
تخلي كثير من الأمهات عن وظيفتهن الأكثر قداسة..
..قد تبدع المرأة وتتألق، بل وتتفوق على أخيها الرجل، في
كثير من الحالات، والشواهد عديدة لاسيما في قطاعي التربية والصحة، ودون أي تقليل
من شأن عمل وإبداع المرأة هنا وهناك.. يبقى واضحا ـ على الأقل من وجهة نظرنا
المتواضعة ـ أن أعظم خدمة يمكن أن تقدم المرأة للمجتمع هي تربية وتنشئة الأجيال
القادمة.. وهي خدمة يغفل أو يتغافل عنها كثيرون وينسون أو يتناسون جهد و"جهاد"
أمهاتنا وأخواتنا الماكثات في البيوت.. لـ"صناعة الإنسان".. وبالتأكيد
ذلك أهم من قيادات السيارات والبواخر وحتى الطائرات والمركبات الفضائية.. وأهم
طبعا من الطبخ..
وكل عام وأنتن بألف خير..
الشيخ بن
خليفة