قالت كتائب عز الدين
القسام الجناح المسلح لحركة «حماس»، إنها وصلت إلى مراحل متقدمة في كشف خيوط توغل
قوة صهيونية جنوبي القطاع الأسبوع الماضي. ونشرت كتائب القسّام، يوم الخميس 22 نوفمبر 2018، صوراً لأشخاص
بينهم سيدتان، قالت إنهم من أفراد القوة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت إلى مدينة
خانيونس.
وأكدت «القسام» في بيان
لها، أن «التحقيقات في إطار تسلل تلك القوة لمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، ما
زالت مستمرة»، ودعت الفلسطينيين إلى «تقديم أي معلومات تتوفر لديهم بخصوص الأشخاص
الذين تم نشر صورهم».
كما كشفت صوراً يُعتقد
أنها التقطت عبر كاميرات مراقبة، للمركبة والشاحنة اللتين استخدمتها القوة الخاصة
خلال وجودها في قطاع غزة.
كتائب القسام في بيانها
أطلقت على العملية «حد السيف»، ونشرت أرقام «واتساب» وبريدًا للجمهور من أجل
الإدلاء بمعلومات، عن أفراد الخلية التي نفذت عملية خانيونس الفاشلة، والتي أسفرت
عن مقتل قائدها، واستشهاد 7 مقاومين، واعترفت «إسرائيل» بفشل العملية، وأبقت تفاصيلها
طيَّ الكتمان.
وينتمي منفذو عملية
خانيونس الفاشلة لوحدة تسمى «سييرت متكال» أو «سرية الأركان»، وتعد أكثر وحدات جيش
الاحتلال نخبوية، ويكفي أن أشهر العسكريين الإسرائيليين ينتمون إلى هذه الوحدة
مثل: ايهود باراك، وامنون شاحاك، وبنيامين نتنياهو، وموشيه يعلون، وداني ياتوم
الرئيس الأسبق لجهاز الموساد.
وكانت «القسام» قد
أعلنت، في 11 نوفمبر الجاري، أن قوة إسرائيلية تسلّلت إلى مدينة خانيونس (جنوباً)،
واشتبكت عقب اكتشافها مع عناصرها، ما أسفر عن استشهاد سبعة أشخاص، وضابط إسرائيلي.
"إسرائيل"
تحذر من الترويج لصور أفراد قوتها الخاصة
حذر الجيش الإرهابي
الصهيوني الخميس وسائل الإعلام من نشر وتداول الصور اللتي نشرتها كتائب القسام،
الجناح العسكري لحركة حماس، لأفراد قوة إسرائيلية خاصة اشتبكت مع عناصر من حماس في
الحادي عشر من الشهر الجاري في قطاع غزة.
عنصر من فريق الاغتيالات
الإسرائيلي الخاص
وقال الجيش في بيان
«نطالبكم بالامتناع عن نشر الصور أو المعلومات الشخصية التي نشرتها حماس، لان
المشاركة بهذه الصور من شأنها أن تعرض حياة أشخاص للخطر وتضر بأمن الدولة، بغض
النظر عن مصداقية التفاصيل التي نشرتها حماس».
كما طالب الجيش «بعدم
نشر الصور عبر شبكات التواصل الاجتماعي، او أي منصة إعلامية أخرى»، مذكرا بضرورة
«التصرف بمسؤولية».
جدال وصدام داخلي
إسرائيلي بشأن العملية
أدَّت الحادثة إلى
جدالات سياسية كريهة عدوانية على الشبكات الاجتماعية، إذ تصادم الساسة والصحافيون
وروَّاد تويتر العاديون مع بعضهم البعض، فتبادلوا الاتهامات بخصوص مسؤولية الحكومة
عن العملية الفاشلة، وخيانة المعارضة، والطريقة التي يُلقي بها الحادث الضوء على
الجدل بشأن صياغات ما يُسمَّى بقانون الدولة القومية.
وعلَّقت ميخال كاستن
كيدار، التي قُتِل زوجها اللفتنانت كولونيل دوليف كيدار في عملية «الجرف الصامد»
في قطاع غزة عام 2014، وهي مُحِقة في ذلك، قائلةً إنَّ موت اللفتنانت كولونيل «م»
هو أمرٌ يخص أسرته، لا الساسة.
وانتقد رئيس الوزراء
السابق إيهود باراك غياب نتنياهو عن البلاد خلال عمليةٍ حساسة كتلك، لكن كما يعلم
باراك جيداً، وهو الذي أدان مئات العمليات المماثلة، فإنَّ نتنياهو جزءٌ من دورة
الموافقات الأولية المطلوبة لشنّ العمليات، لكنَّه لا يمكنه أن يكون حبيساً داخل
إسرائيل في كل مرة تحدث فيها عملية خاصة.
لكنَّ «هآرتس» ترى أن
هذا لا يعفي نتنياهو من مسألة أخرى؛ قلة الاحترام التي أظهرها لمنصب رئيس الوزراء
بالإنابة، بعد تعيينه وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف لتحلّ محله، في أثناء
وجوده بالخارج.
هناك خيطٌ مباشر بين
اختيار المُتملِّقة رقم واحد له في هذا المنصب المرموق المؤقت، وإرسال المُتملِّق
رقم 2 ممثلاً للحكومة إلى جنازة اللفتنانت كولونيل «م» شمالي البلاد. فوجود وزير
الاتصالات أيوب قرا جعل دم الكثير من المُشيِّعين يغلي. وكان أمراً جيداً أن جاء
وزير التعليم نفتالي بينيت أيضاً لتأبين الضابط.
انتقادات لإخفاء اسم
الضابط القتيل
اندلع خلافٌ آخر بشأن
إصرار الرقابة على إبقاء هُويتي الضابطين القتيل والجريح سرية، فالجيش الإسرائيلي
لم يفعل أمراً مماثلاً إلَّا بشأن نشر صورة الضابط اللفتنانت كولونيل إيمانويل
مورينو، في قوة العمليات الخاصة «سييرت متكال»، التي تُعَد من بين قوات النخبة، والذي
قُتِل في عمليةٍ في لبنان، بعد أسبوع من نهاية حرب لبنان الثانية.
وترى «هآرتس» أن الحظر
المُشدَّد كان غير مهم، ويُشبِه إغلاق باب الحظيرة بعد فترة طويلة من فرار الخيول،
فاسم الضابط الراحل وصورته ومعلوماته الشخصية نُشِرَت بالفعل على الشبكات
الاجتماعية، حتى في قطاع غزة.
ونُشِرَت كذلك تفاصيل
عن ضابط الاحتياط الجريح، ما ولَّد مشاعر مفهومة. وكان واضحاً أنَّ مساعي حماية
هذه المعلومات قد باءت بالفشل. وكان من الأفضل للمؤسسة العسكرية أن تُركِّز على الحفاظ
على سرية الأمور المهمة حقاً، وما يمكن فعلاً إبقاؤه بمنأى عن الجمهور الإسرائيلي،
خصوصاً حين تكون المعلومات بحوزة العدو بالفعل.