أظهر تقرير مصور تم
عرضه على موقع فرانس ثقافة، هذا الأربعاء 26 ديسمبر 2018، تعليقا على تصنيف «موقع
بوشريط» الواقع في ولاية سطيف، كأقدم تواجد بشري في العالم، مشاهد غريبة تصور
أفراد المجتمع الذي كان يسكن المنطقة قبل 600 ألف سنة على أنهم قردة، وهي إهانة
صريحة للجزائريين، حتى ولو كانت بغطاء علمي "مزعوم".
وحسب ما أورده موقع "كل شيء عن الجزائر"، يقدّم التقرير الذي تضمن تحاليل أستاذة علم الحفريات في المتحف الفرنسي للتاريخ الطبيعي «بريجيت سينوت»، لتقرير فريق البحث الخاص بموقع بوشريط، صور لمجتمع «قردة كان يسكن المنطقة» خاصة وأن الخبيرة تستعمل عبارة «أشباه البشر»، وهي المشاهد الذي تثير الكثير من التسؤلات حول خلفيات هذه الصور، وما إذا كانت تحيل المتابعين إلى نظرية كون الانسان كان قردا وهو ما يتناقض بالمطلق مع أفكار ومعتقدات المجتمع الجزائري. أو ما إذا كان التقرير يحمل تأكيد على النظرة العنصرية اتجاه سكان افريقيا.
وأعاد تحليل بريجيت
سينوت، فيما يتعلّق بالحرفيات الأثرية للباحثين الجزائريين والفرنسيين والإسبانيين
الذين قاموا ببحوثهم على المنطقة منذ سنوات، إلى التأكيد على حركات الهجرة التي
دأب عليها الإنسان بين إفريقيا وأوروبا منذ الأزل، بحثا عن الجغرافيا الملائمة
للعيش، وهو ما تؤكده الأدوات القديمة التي تم اكتشافها في منطقة عين بوشريط في
ولاية سطيف ـتؤكد ذات المختصة ـ.
وتؤكد ذات المختصة على
فكرة مجتمع «اشباه البشر» الذي يصورهم التقرير في شكل قردة، بأنهم سكنوا في مناطق
منتشرة في قارة افريقيا، مؤكدة بان البحوث لم تثبت لحد الساعة طبيعة هؤلاء
المخلوقات وكيف ماتوا، غير انها تؤكد بان اكتشاف عين بوشريط يؤكد حقيقة هجرة
الانسان منذ ذلك الزمان وعدم استقراره في مكان واحد.
للإشارة فقد كان فريق
بحثي أثري من الجزائر وإسبانيا وأستراليا وفرنسا قد أعلن عن اكتشاف «أقدم» أدوات
حجرية وبقايا عظام حيوانات تحمل آثار جزارة بموقع «عين بوشريط» يعود تاريخها إلى «مليونين
وأربعمائة ألف عام» تؤكد على أن هذا الموقع هو «أقدم تواجد بشري في شمال إفريقيا»
و»ثاني أقدم تواجد بشري في العالم».