مات المغني هواري منار
ـ أو المنار ـ الذي شغل بعض الناس وصنع الحدث والجدل، وكان الإعلان عن موته أمسية
الإثنين 07 جانفي 2019، بمثابة زلزال ضرب الوسط الفني في الجزائر، وامتدت هزاته
الارتدادية إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجّت وملأها نشطاؤها صخبا ومراءً،
بين باك حزين ربما كان من معجبي المغني الراحل أو من المتأسفين على مساره.. ومتشف
مبتهج لم يتردد في التهجم عليه حتى بعد أن أسلم روحه إلى بارئها بداعي أنه كان
فاسدا مفسدا، و"مترفع" عن النقاش في ماضي "هواري"، يرى أن الراحل
ميّت كغيره من الموتى قد أفضى إلى ما قدم وهو بين يدي القدير، وهو القاضي الوحيد
الذي يفصل بشأنه.. إن يعذبه فإنه عبده، وإن يعفو عنه فإنه عفو كريم..
قد لا نختلف حول إصدار تقييم
سلبي لجزء من مسيرة الراحل هواري منار، ولكننا في النهاية مجرد بشر مثله، نصيب
ونخطئ، وليس بيدنا أن نقرّر وضعه في الجنة أو النار..
وكم علينا أن نتعظ بموت
الراحل وهو في عز شهرته وريعان شبابه.. فكفى بالموت واعظا، ولنسع لإصلاح أنفسنا،
ولنتوقف عن إصدار "تذاكر الجحيم وصكوك الجنة"، فلسنا نعلم مصيره ولا
مصيرنا.. ولولا ستر الله لافتضحنا..

