اجتمع
صباح يوم السبت 25 جمادى الثانية 1440 موافق 02 مارس 2019 بنادي الترقي (ساحة
الشهداء ) الجزائر العاصمة المكتب الوطني الموسع لجمعية العلماء المسلمين
الجزائريين (المكتب الوطني + الهيئة الاستشارية العليا ) لمناقشة عدد من القضايا
وفي صدارتها الوضع المتعلق بالشأن العام الوطني، وبعد نقاشات صريحة وتدخلات معمّقة
..انتهى الاجتماع إلى إصدار البيان التالي:
ـ بيان ـ
قال تعالى:
( وَلْتَكُن مِّنكُمْ
أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران 104
" الحق فوق كل أحد
والوطن قبل كل شيء".
أيها الشعب الجزائري
المسلم
ها أنت ذا مع موعد
تاريخي جديد من مواعيدك الخالدة ، تكتب صفحات المجد والسؤدد وتسطّر للأجيال
القادمة دروب العزة والإباء وتلقّن العالم دروس الشرف والرفعة.
وهاهي ذي جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين تقف معك محيية لحراكك السلمي الوطني الشامل العظيم الذي وضع
حدا لسنوات من الانسداد في كل المجالات وهو ما حذرنا منهم مرارا وتكرارا دون ان
يسمع احد.
وإننا إذ نحيي حراكك
السلمي العظيم التوّاق للإصلاح والتغيير الشامل فإننا نحيّي بذات المناسبة كافة
الأسلاك الأمنية على احترافيتها وحرصها على راحة المواطنين والمواطنات أثناء
ممارسة حقهم الدستوري في الاحتجاج، وندعو القائمين على الشأن الوطني إلى الاصغاء
إلى رسالة الشعب جيدا، والتفاعل معها بجد وإيجابياتة، بدل الاجابات القديمة..
وندعو مؤكدين على مطلب الأمة بالعدول عن العهدة الخامسة.
وإن جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين من منطلق إدراكها لأسباب الاحتقان الحقيقية متمثلة في غياب
الحوار وحرية الإعلام، وإضعاف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني ، وغياب الحريات
السياسية والمدنية وانتشار الفساد، ومحاربة القيم، وإدراكها أن الاحتقان نتيجته
الانفلات ـ لا قدر الله ـ ...إن لم تُرفع أسبابه،
فإنها تدعو إلى الفتح
العاجل لحوار شامل يؤسس لمرحلة جديدة ؛ عن طريق فتح الإعلام وإفساح مجال الحريات ؛
وتولي عقلاء الأمة ونخبتها قيادة الشعب وتوجيهه نحو الحل الشامل و الانفراج
السياسي الذي يؤدي إلى انتخابات حقيقية يكون الفائز فيها أجيرا عند الشعب وخادما
له وخاضعا لرقابته ومساءلته.
وإن جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين لتؤكد لكل الأطراف، في الداخل والخارج أن شعبنا يعيش أزمة
سياسية عادية ، كما تعيش سائر الشعوب أزماتها، وأنه سيتجاوزها ـ بإذن الله ـ سريعا
، كما تحذّر كل من يريدون ركوب الموجة أن الجزائر عصية على الفتنة و الاختراق
وأنها ستتصدى لكل من يعبث بأمن الشعب الجزائري وسيادته ووحدته.
إن جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين لتدعو كافة الجزائريين مواطنين وسلطة إلى إدراك أننا بازاء
لحظة تاريخية فارقة، قد تؤدي بنا إلى انزلاقات خطيرة، إن لم نتدخل بالحل العاجل
النافع، وتركنا المجال لأعداء الأمة.. كما قد تؤدي إلى فتح صفحة جديدة وانطلاقة
مباركة نحو أفق عظيم من التقدم والحضارة والرقي في ظلّ أمة جزائرية واحدة موحدة
متآلفة منسجمة تعتز بدينها وتنطلق نحو المستقبل.