إذا لاحت في الأفق القريب بشائر عيد الفطر،
خفّت وطأة رمضان عن النفوس، وبدأ لص التسوّق في التسلّل لسلب أثمن الأوقات وتضييع
فرصة اغتنام الأجر ونيل فرحة الصيام..
وتزدحم الأسواق التجارية ومراكز التسوق
بالمتسوقين الذين يشترون، وبالذين لا يشترون، وإن كان التسوق أمرا مباحا لكن
الأفضل عدم تفويت هذه الأيام المباركة.
فإن المسلم الذي يضيع زبدة الشهر وخلاصته في
الأسواق، يضيع أثمن ماعنده، من أجل أهون ما عند الله، وهي الدنيا الفانية.. فلنحذر
في هذه الأيام كثرة ارتياد الأسواق، ولنحذّر نساءنا من كثرة الذهاب إلى معارك
الشيطان.
نعـم .. حقّ علينا أن نغالب أنفسنا في
استثمار ما تبقى من هذا الشهر، ونحرص على إتمام العدة، فالأعمال بالخواتيم.
عسى وعسى من قبل وقت التفرّق* إِلى كُلِّ ما
ترجُو من الخيرِ تَرْتقي
فيُـجْبَرُ مكسـورٌ ويُقْبلُ تـائبٌ *
ويُعْتقُ خَطَّاءٌ ويسْعَدُ من شـقِي
اللهم اجعل شهر رمضان شاهدًا لنا لا علينا،
وأعده علينا مرات عديدة وأزمنة مديدة، واجعلنا ممن يصومونه إيمانًا واحتسابًا يا
رب العالمين..
بقلم: الشيخ أبو إسماعيل خليفة