واغربتاه مُضاعً هاجرَتْ مُدُني عني * وما أبْحرَتْ منها شراعات
نُفيتُ وأستوطنَ الأغراب في بلدي * ودمّروا كل أشيائي الحبيباتٍ
.
شاعر يتأوه من غربته التي يحيا فيها بعد أن رحلت عنه حبيبته ويتوجع بشده من تلك الغربة.. ويستعمل لفظ (مضاع). والمضاع كالضائع.. إلا أن الضائع يحتمل أن يكون ضاع بفعل نفسه أو بفعل غيره .. أما المضاع فقد قام أحدهم بإضاعته. قام الفاعل بإضاعته عامدًًا بينما هذا المسكين المضاع لا حيلة له في الأمر فهو يشعر بالضياع وكأنه واقفًا في الصحراء تائهًا بعد أن هاجرت مدنه عنه ولم يهاجر هو عن مدنه..
.
إنها قصيدة: "أنا وليلى" في أكثر من ثلاثين بيتا، تضجّ بالأنين للشاعر حسن المرواني الذي كان مجنون ليلى ابن زمانه، بمفرداته وفصاحته وتصويره المعاناة في الحب، استقى كلماته وقصيدته على بحر البسيط من حالة سابقة... يقول في مطلعها:
.
شاعر يتأوه من غربته التي يحيا فيها بعد أن رحلت عنه حبيبته ويتوجع بشده من تلك الغربة.. ويستعمل لفظ (مضاع). والمضاع كالضائع.. إلا أن الضائع يحتمل أن يكون ضاع بفعل نفسه أو بفعل غيره .. أما المضاع فقد قام أحدهم بإضاعته. قام الفاعل بإضاعته عامدًًا بينما هذا المسكين المضاع لا حيلة له في الأمر فهو يشعر بالضياع وكأنه واقفًا في الصحراء تائهًا بعد أن هاجرت مدنه عنه ولم يهاجر هو عن مدنه..
.
إنها قصيدة: "أنا وليلى" في أكثر من ثلاثين بيتا، تضجّ بالأنين للشاعر حسن المرواني الذي كان مجنون ليلى ابن زمانه، بمفرداته وفصاحته وتصويره المعاناة في الحب، استقى كلماته وقصيدته على بحر البسيط من حالة سابقة... يقول في مطلعها:
دَعْ عَنكَ لَوْميْ وَاعزفْ عَنْ مَلامَاتيْ * إنيْ هَويتُ سَريعاً مِنْ مُعَانَاتي
دينيْ الغَرَامُ وَدَارُ العِشقِ مَمْلَكتيْ * قَيسٌ أنَا وَكتابُ الشِعْرِ تَوْرَاتي
مَا حَـرمَ اللهُ حُباً فِيْ شَريعَـتِهِ * بَلْ بَارَكَ اللهُ أحلامِيْ البَريئَاتِ
.
بدأت قصة القصيدة في سبعينات القرن الماضي حين كان "المرواني" في كلية الآداب جامعة ببغداد، ووقع في حب فتاة من كركوك تدعى «سندس»، وكان هو من الزعفرانية ينحدر من أسرة فقيرة، وقرر مصارحتها بمشاعره، لكن ردها لم يكن كما أراد، وصدته ولم ييأس، وعاد ليكرر حديثه عن حبه لها بعد عامين، لتصده مجددًا، إلا أن الأدهى من ذلك كان خطبتها بعدها لشاب آخر غني من نفس الكلية، ليسحب «المرواني» أوراقه وأقلامه، ويترك العنان لمشاعره، ويبدأ قصيدته بكلمة "ماتت"، ليؤكد حزن الأغنية وأضاف إليها "محراب عينيكِ ابتهالاتي" ليرسخ المعنى أن الموت موت شاعريا وليس موت حقيقا.. ماتت بمحرابِ عينيكِ ابتهالاتي * واستسلمت لرياح اليأسِ راياتي
جفّت على بابكِ الموصودِ أزمنتي * ليلى وما أثمرتْ شيئاً نداءاتي
دينيْ الغَرَامُ وَدَارُ العِشقِ مَمْلَكتيْ * قَيسٌ أنَا وَكتابُ الشِعْرِ تَوْرَاتي
مَا حَـرمَ اللهُ حُباً فِيْ شَريعَـتِهِ * بَلْ بَارَكَ اللهُ أحلامِيْ البَريئَاتِ
.
بدأت قصة القصيدة في سبعينات القرن الماضي حين كان "المرواني" في كلية الآداب جامعة ببغداد، ووقع في حب فتاة من كركوك تدعى «سندس»، وكان هو من الزعفرانية ينحدر من أسرة فقيرة، وقرر مصارحتها بمشاعره، لكن ردها لم يكن كما أراد، وصدته ولم ييأس، وعاد ليكرر حديثه عن حبه لها بعد عامين، لتصده مجددًا، إلا أن الأدهى من ذلك كان خطبتها بعدها لشاب آخر غني من نفس الكلية، ليسحب «المرواني» أوراقه وأقلامه، ويترك العنان لمشاعره، ويبدأ قصيدته بكلمة "ماتت"، ليؤكد حزن الأغنية وأضاف إليها "محراب عينيكِ ابتهالاتي" ليرسخ المعنى أن الموت موت شاعريا وليس موت حقيقا.. ماتت بمحرابِ عينيكِ ابتهالاتي * واستسلمت لرياح اليأسِ راياتي
جفّت على بابكِ الموصودِ أزمنتي * ليلى وما أثمرتْ شيئاً نداءاتي
إنها قصة حب دمرتها المادة، فحين يقع البطل الفقير في حب فتاة، تختار هي أن تتزوج شابا غنيا، وتدير ظهرها للمسكين الفقير، يقول:
لو كنتُ ذا ترفٍ ما كنتِ رافضةً حبي * ولكن عسرَ الحالِ مأساتي ..
فليمضغ اليأس آمالي التي يبست * وليغرق الموج يا ليلى بضاعاتي
أمشي وأضحكُ يا ليلى مكابرةً * علّي أُخبي عن الناس أحتضاراتي
فليمضغ اليأس آمالي التي يبست * وليغرق الموج يا ليلى بضاعاتي
أمشي وأضحكُ يا ليلى مكابرةً * علّي أُخبي عن الناس أحتضاراتي
ويختم القصيدة متمنيا أن لو يختفي اسمها الجميل الرائع الذي أحبه طويلاً
.. ليس من حياته وحدها ولكن من لغته أيضًا، ومن قاموس مفرداته. بل من اللغة
العربية كلها، في هذه الحالة يمكنه أن يتوقف عن التفكير في (ليلى):
من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي* إذا ستمسي بلا ليلى حكاياتي
.
قصة أليمة جرت أحداثها في سنة 1979.. ورحل حسن المرواني وسافر.. أما القصيدة فقد خُطّت على جدار جامعة بغداد وهي موجودة إلى الآن تخليداً لذلك الحب الرائع المحزن.. لجمالها ادّعى كثير من الشعراء أنها له لتحقيق مكاسب مدية أو أدبية.
وغناها كثيرون، لكنها لم تكتسب شهرة إلى بعد أن غناها كاظم سنة 1998م، وكان مبدعا عند ما أتى بالمقدمة الشبيهة للموال البطيء وضرب آلة السرلان العازفة فقط.
.
قصة أليمة جرت أحداثها في سنة 1979.. ورحل حسن المرواني وسافر.. أما القصيدة فقد خُطّت على جدار جامعة بغداد وهي موجودة إلى الآن تخليداً لذلك الحب الرائع المحزن.. لجمالها ادّعى كثير من الشعراء أنها له لتحقيق مكاسب مدية أو أدبية.
وغناها كثيرون، لكنها لم تكتسب شهرة إلى بعد أن غناها كاظم سنة 1998م، وكان مبدعا عند ما أتى بالمقدمة الشبيهة للموال البطيء وضرب آلة السرلان العازفة فقط.
وحصلت الأغنية على المركز الأول عربيًا والسادس عالميًا في استفتاء هيئة الإذاعة البريطانية BBC لأفضل أغنية في القرن العشرين.
بقلم: أبو إسماعيل خليفة/ المصدر: صفحته الفيسبوكية