"جنازة مليونية
تاريخية".. هذا أقل ما يمكن أن توصف به الجنازة الشعبية والرسمية التي ودّع
من خلالها الجزائريون الفريق أحمد قايد صالح، هذا الأربعاء، 25 ديسمبر 2019، القايد" الذي دُفن
قرب ثاني رئيس للجزائر المستقلة، هواري بومدين، في يوم سيبقى راسخا في ذاكرة
الجزائريين الذين هتف كثيرون منهم، وهم يشيّعون فقيدهم، "جيش شعب ـ خاوة خاوة..
والقايد صالح مع الشهداء"، مؤكدين أنهم على العهد باقون..
بمربع الشهداء في مقبرة العالية بالجزائر
العاصمة، وفي ضريح غير بعيد عن قبر الرئيس الراحل هواري بومدين، بات
"القايد" يرقد الآن، في مثواه البرزخي، ومعروف عن الفقيد قايد صالح أنه
كان معجبا بـ"الموسطاش" ويقدّره كثيرا، وهو التقدير الذي يكنه ملايين
الجزائريين لرئيس الأركان الراحل بعد أن بصم على حضور قوي في المشهد الجزائري خلال
الشهور العشرة الماضية التي تعد من أخطر المراحل التي عاشتها الجزائر عبر تاريخها..
وبعد جنازة مليونية حقيقية، وُري الثرى جثمان المجاهد قايد صالح بمربع الشهداء في مقبرة العالية بالعاصمة في جو مهيب ساده الحزن وطبعه
الخشوع وفي جنازة رافقها حشود غفيرة من المواطنين الذين ودعوا فقيدهم أثناء مرور
الموكب الجنائزي ببعض شوارع العاصمة باتجاه مثواه الأخير.
وحضر مراسم الجنازة كل من رئيس الجمهورية، عبد
المجيد تبون، ورئيس الدولة السابق عبد القادر بن صالح، ورئيس مجلس الأمة بالنيابة
صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين، ورئيس المجلس الدستوري كمال
فنيش والوزير الأول بالنيابة صبري بوقادوم، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي
بالنيابة اللواء سعيد شنقريحة وأعضاء من الحكومة وشخصيات سياسية وضباط سامين في
الجيش وأفراد من أسرته.
وبعد إقامة صلاة الجنازة على روح الراحل الذي
وافته المنية الاثنين الماضي اثر سكتة قلبية ألقى مدير الإيصال والإعلام والتوجيه
بوزارة الدفاع الوطني، اللواء بوعلام مادي كلمة تأبينية أكد فيها، أن الجزائر فقدت
برحيل الفريق أحمد قايد صالح "ابنا بارا من خيرة ما أنجبت، حمل دوما هموم
الوطن ولم يستكن يوما ولم يضعف أمام الهزات".
لحظة تسليم تبون العلم الوطني لأحد أبناء الراحل قايد صالح |