أمرت النائبة العامة الاستئنافية في جبل
لبنان، القاضية غادة عون، بإخلاء سبيل فادي الهاشم، زوج المغنية اللبنانية نانسي
عجرم، ومنعه من السفر، عقب توقيفه في قضية قتل مقتحم لمسكنه، في منطقة السهيلة في
محافظة جبل لبنان، في وقت متأخر من يوم الأحد قبل الماضي.
ووسط التباسات كثيرة وتفاصيل متناقضة، يطالب
الجمهور بفتح تحقيق نزيه في القضية التي احتلت عناوين الصحف، وجاءت في روايتين
مختلفتين.
الرواية الأولى
بعد الحادثة مباشرة، تداولت وسائل الإعلام
مقطع فيديو لبعض اللحظات التي سجلتها كاميرا المراقبة في فيلا نانسي، ويظهر فيها
رجل يغطي وجهه يتجول في أنحاء الفيلا وكأنه يبحث عن شيء ما، قبل أن يفاجئه زوج
نانسي، فادي الهاشم، الذي تبدو عليه علامات الخوف، فيحمل كرسيًا لحماية نفسه، في
اللحظة التي يشهر فيها الملثم ما يبدو أنه مسدس. وفي لقطة أخرى تظهر مجموعة من
حراس الفيلا، ما يدفع الملثم للهرب، فيتبعه الهاشم ويقتله.
ويعلق الهاشم على الفيديو راويًا تفاصيل ما
جرى تلك الليلة بأنّ لصا اقتحم المنزل، وكان مسلحا بمسدس شهره بوجهه عندما اكتشف
أمره، ثم طلب منه إعطاءه كل ما بحوزته من أموال، وقال له: "ما تجبرني إئذيك
أستاذ فادي"، قبل تدخل الحراس.
وأضاف: "كنت أجلب المسدس عندما قال لي
أحد الحراس إنه دخل غرفة البنات، فجننت وتبعته وأردت تقطيعه حتى لو كان سيطلق
النار عليّ، وعندما شهر المسدس في وجهي أطلقت النار عليه"، وتداولت الصحف تلك
الرواية كما نشر بعضها صورًا لجثته "شبه عارية" في وقت لاحق، كما نُشرت
صور لعجرم وقد تعرضت لإصابة في ساقها.
بدورها، صرحت ماغالي فاضل، مديرة مكتب عجرم، في
لقاء معها، بأنها كانت موجودة خلال التحقيق، وأوضحت أنّ الشاب كان موجودًا في نطاق
الفيلا قبل بضع ساعات من اقتحامها في الساعة 2 ليلًا، وأنه دخلها من الشرفة متخطيًا
الحراسة، وصعد إلى الطابق العلوي وهدد العائلة بالسلاح، الذي تبين لاحقًا أنه غير
حقيقي، وأنه كان مصرًا على سرقة كامل الأموال والمجوهرات. وأضافت أنّ نانسي كانت
في غرفتها لحظة حدوث "تبادل إطلاق النار" بينه وبين الهاشم، وأنها أصيبت
بشظايا رصاص، كما نفت أن يكون الهاشم قد أردى الشاب بـ16 رصاصة، كما يشاع.
وكشفت بعض وسائل الإعلام أنّ الشاب الذي
اقتحم منزل عجرم هو محمد حسن الموسى (31 عامًا)، النازح من منطقة كفرنبل في محافظة
إدلب السورية منذ عام 2010، وركز بعضها على جنسيته من دون الإسهاب بذكر التفاصيل، محولا
القضية إلى عنصرية وممعنا في إذلال الشاب الذي فارق الحياة، بنشر صوره بطريقة لا
تتناسب مع حرمة الموت، وبالتشفي من السوريين بشكل عام.
وكان من بين من تعاملوا مع القضية بعنصرية
واضحة الفنانة اللبنانية هيفا وهبي، التي غردت على "تويتر" قائلة:
"ألف حمد لله على سلامتك حبيبتي، أنت وعيلتك وزوجك البطل، يحميكم الرب من كل
شر، ويا ريت كل هالأشكال المجرمة يفلوا بقى من لبنان".
الرواية الثانية
بعيدًا عن وجود أي سبب يبرر اقتحام شخص لمنزل
شخص آخر، إلا أنّ احترام المصداقية الإنسانية والإعلامية دفع بعض وسائل الإعلام
لتقصي جانب آخر من القصة، من خلال لقاءات مع أسرة الموسى، ومن بينهم أمه، التي
كشفت أنّ القتيل كان يعمل في الزراعة والصيانة لدى عائلة عجرم، وأنّه كان يطالب
بمستحقات مالية لم تُدفع له.
وأجرى "أنا العربي" اتصالا مع
والدة القتيل المكلومة، التي وصفت رواية الهاشم بالمفبركة، مؤكدة أنّ المسدس الذي
كان بحوزة ابنها كان خلبيًا، كما نفت نفيًا قاطعًا أن يكون ابنها لصًا، وأشارت إلى
أنه كان يعمل في فيلا الهاشم يومين في الأسبوع، وأنه ذهب في المرة الأخيرة ليطالب
بمستحقاته التي كان يائسًا من تحصيلها، وقالت: "كيف يمكن للص أن يعرف مكان زر
الضوء؟"، وأضافت: "قالت مديرة أعمال نانسي أنه كان ينتظر 3 ساعات في
الخارج، لو أنه لص ألم يكن الحراس ليسألوه ماذا تفعل هنا؟".
وأشارت والدة القتيل إلى أنّ مقطع الفيديو تم
التلاعب به وقصّه، مستدلة على ذلك بأنّ كاميرات المراقبة أظهرته داخل الفيلا بسترة
لونها مختلف عن التي كان يرتديها في الصور بعد مقتله، وتساءلت عن سبب عدم وجود
كاميرات مراقبة في غرفة الأطفال.