تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قصيدة جميلة للشاعر سليمان جوادي الذي
نثر الورود على حروفها، تعاطفاً مع البليدة في محنتها.. محنة "كورونا"..
ما للبليدة أوصدت أبوابها
وبكت على شرخ الشباب شبابها
من ذا الذي نشر الوباء بساحها
ورمى بسهم غادر فأصابها
جَلَّ المصاب فنكست أعلامها
وعن المسرة أعلنت إضرابها
هُجِرَتْ شوارعها ورِيعتْ سوقُها
فاستنفرت لغياثها أترابها
تلك الورود الضاحكات بدورها
ذبلت وألقت للثرى أهدابها
قد ودعت قبل الخريف بهاءها
واستبدلت بكآبة أثوابها
ما كنت أدري أن ساحة توتها
بعد المحبة تتقي أصحابها
وتشتت العشاق دون جريرة
وتُغيظ رغم وفائهم أحبابها
أبوابها السبع التي ما أغلقت
إلا لهول ضيعت أعتابها
وتغيرت سحناؤها فكأنها
بنت أضاعت بغتة ألعابها
وتفطّرت فرط الحنين لأهلها
وشكت لرب العالمين غيابها
لهفي على زين المدائن إنها
أخفت علي عجيبها وعجابها
وأنا الذي مذ زرتها وعشقتها
آنست فيها عذبها وعذابها
أسفي على سهل تكاثر خيره
ومتِيجة ما خيبت طلابها
من كل فاكهة تجود وتنتقي
للوافدين رحيقها ورضابها
ها قد غدت مهجورة متروكة
عن غير بخل أمسكت أطيابها
خبِر البليدة دورها وشعابها
ليقول يا قوم اصبروا لمصيبة
فلسوف يُجْلي ربُّكم أسبابها
ويعيد للأرض البهية سحرها
ويزيل بعد الاصطبار مصابها.