كورونا يُعقّد أوضاع الجزائريين وفتوى لتعجيل الزكاة

يواجه ملايين الجزائريين خطر تفاقم أوضاعهم المعيشية الصعبة، نتيجة انقطاع سبل حصولهم على القوت، حيث أن عددا غير قليل من أرباب العائلات، محدودي الدخل، قد فقدوا وظائفهم، ولو بشكل مؤقت، وضمنهم كثير من الأجراء اليوميين، الذين يشتغلون أعمالا حرة، ويتقاضو الأجر وفق خدمات معيّنة، أصبحت "مجمدة" بسبب كورونا الذي يفاقم بؤس كثير من "الزوالية".. فهل يبادر الميسورون إلى "نجدتهم"؟

وإذا كان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد حاول، في آخر لقاء صحفي، طمأنة مختلف فئات المجتمع، وخصّ بالذكر أصحاب المهن الحرة الذين تضرّروا كثيرا على وقع استمرار الحجر المنزلي وإتمديد إجراءات غلق محلات ومؤسسات وتوقيف كثير من الأنشطة للوقاية من انتشار كورونا، فإن تساؤلات تُطرح عن آليات تجسيد مسعى الدعم الحكومي الموجه للفئات الأكثر تضررا من هذا الوضع، وكذا بخصوص أصحاب المهن الحرة غير المصرّح بها لدى المصالح المختصة، كما هو شأن تجار الأسواق الفوضوية، وكثير من عمال قطاع النقل الخاص، وكثير من أصحاب المهن الحرة، وهؤلاء جميعا يواجهون أوضاعا بالغة التعقيد، في انتظار حلول رسمية لمعاناتهم، دون إغفال الحديث عن كثير من عمال المؤسسات الخاصة الذين أحيلوا على عطل غير مدفوعة الأجر، ما يمس بشكل مباشر بأقواتهم وأقوات عائلاتهم، وهو ما دفع متتبعين إلى دعوة الحكومة إلى التحرك باتجاه اتخاذ إجراءات دعم عاجلة، لإنقاذ هؤلاء العمال من البطالة وتلك الشركات من الإفلاس.

وبالموازاة مع التطلع إلى تحرك حكومي يساهم في تخفيف معاناة "البؤساء"، يتطلع المتتبعون إلى تحرك أهل الخير من الميسورين المدعوين إلى إغاثة إخوانهم، ولو من خلال التععجيل بإخراج زكاتهم.

وبهذا الصدد، أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، يوم الخميس 02 أفريل 2020، في بيان لها، عن "جواز التعجيل" بإخراج زكاة المال قبل بلوغ موعدها (الحول) بهدف مساعدة فئة من المواطنين على تجاوز "صعوبات" الحجر الصحي الذي فرض للوقاية من وباء فيروس كورونا المستجد العالمي.

وجاء في بيان الوزارة أنه "تماشيا مع هذا الظرف (جائحة كورونا) التي تسببت في تعطيل الكثير من المصالح وتضييق أسباب الرزق بسبب ظروف الحجر الصحي الكامل أو الجزئي، خصوصا لدى الفئات التي تعتمد أساسا على مداخيل الأعمال اليومية كأصحاب الحرف والصناعات البسيطة، اجتمع اعضاء لجنة الفتوى بمقر الوزارة "حيث أكدت هذه اللجنة أن "الأصل في إخراج زكاة الثروة النقدية والحيوانية يكون بعد بلوغ النصاب ودوران الحول (سنة)، غير أنه اذا عرضت حاجة تقتضي تعجيل الزكاة جاز تعجيلها".

وأوضحت الوزارة في نفس الاطار أنه "يجوز تقديم الزكاة وإخراجها قبل موعدها (الحول) وفي ذلك ما لا يخفى من المصلحة الظرفية التي تعود على فئة من المواطنين بمساعدتهم على تجاوز صعوبات الحجر الصحي الذي فرض بسبب الوضعية الاستثنائية ".

وأهابت اللجنة بهذه المناسبة بـ"أرباب العمل ومن وسع الله عليهم في الرزق أن يمدوا يد العون لإخوانهم المحتاجين" داعية من الله عز وجل أن "يرفع عنا هذا البلاء والوباء وأن يتحلى الجميع بقيم الصبر والتعاون والتضامن".