تشرّف
صاحب هذه المدونة المتواضعة "الشيخ بن خليفة" بنزوله ضيفا على موقع
"الجزائرية للأخبار"، وفيما يلي النص الكامل للأسئلة والإجابات..
1- كيف دخل" الشيخ بن خليفة "عالم الصحافة؟
الصحافة كانت حلمي المهني منذ أن كنت
تلميذاً في المتوسطة.. حينها تواصلت مع بعض وسائل الإعلام كمتابع للصحف
والإذاعات.. وحين حصلت على البكالوريا سنة 1997 لم أتردد في اختيار تخصص
"علوم الإعلام والاتصال"، رغم أني كنت أدرس شعبة "علوم الطبيعة
والحياة"، وحزت معدلا كان يؤهلني لاختيار أي تخصص أريد، بما في ذلك الطب..
ولم أنتظر حتى أتخرج لألج المجال الإعلامي،
حيث بدأت الكتابة في صحيفة "كرنفال" الساخرة ـ التي توقفت فيما بعد ـ
أواخر سنة سنة 1999، وفي السنة الموالية أصبحت صحفيا في أسبوعية اسمها "كل
الدنيا".. ليبدأ مساري الحقيقي، واشتغلت بعدها في العديد من الصحف، من
"الجيل" إلى "الوسط" إلى "الشروق العربي" و"السؤال" و"الطبيب"،
وغيرها، قبل أن ينتهي بي المطاف سنة 2007 بـ"أخبار اليوم" التي أتشرف
برئاسة تحريرها منذ 2008.
2- هل قدمت نوعا
من التنازلات في بداية مشوارك الصحفي؟
الحمد لله الذي
مكّنني من دخول هذا المجال دون تقديم تنازل من أي نوع..
التنازلات أنواع
مختلفة.. شخصيا لم أقدم منها سوى نوعا واحدا.. هو التنازل ـ في بعض الأحيان ـ عن
بعض حقوقي المادية.. اشتغلت مثلا في مؤسسة إعلامية سبع سنوات دون تأمين.. وفي
أحيان أخرى عن حقي في الراحة، فلم أحصل على عطلة سنوية كاملة منذ أكثر من عشر
سنوات، لأسباب مختلفة..
أما فيما يتعلق
بالتنازلات المهنية والأخلاقية والمبدئية، فلا استعداد لي لذلك، وأسأل الله الثبات..
3- هل ستطغى الصحافة الالكترونية في يوما ما عن نظيرتها
الورقية؟
هذا الأمر حصل فعلا.. ولن نبالغ إن قلن إن الصحافة
الورقية تحتضر، ليس في بلادنا فحسب، بل عالمياً.. العالم انتقل بسرعة إلى تبني
الصحافة الإلكترونية، وصحافة الهاتف المحمول..
مع ذلك تقاوم الصحف المطبوعة، على أمل أن يطول عمرها إلى
أبعد حد ممكن، فـ"المكتوب" يبقى له دائما "سحر خاص".. ومن
الجيد أن غالبية الصحف الورقية تجتهد لمواكبة الثورة الإلكتروينة، من خلال العمل
على تطوير مواقعها، وحضورها على وسائط التواصل الاجتماعي..
4- ما المنهج الذي
كنت تحرص على إتباعه عندما توليت رئاسة تحرير صحيفة أخبار اليوم؟ أو ما هي سياستك كرئيس تحرير؟
رئيس التحرير ليس
من يصيغ سياسة التحرير، دوره الحرص على تنفيذها.. طبعا يُفترض أنه لا يقبل ذلك
وينسحب إن كانت تخالف قناعاته..
بشكل عام صاحب ـ
أو أصحاب ـ المؤسسة الإعلامية هم من لديهم الحق والسلطة في اعتماد منهج تحريري
معيّن..
والحمد لله أني
وجدت المنهج الذي تبناه الأستاذ محمد قروش، صاحب صحيفة "أخبار اليوم"،
منسجما مع قناعاتي وأفكار، وهذا التناغم سهّل مهمتي كثيرا.. علما أن الرجل ـ مثلي
ـ يؤمن بأن الإعلام رسالة، وبأن دورنا ـ إضافة إلى نقل الأخبار بأمانة ـ تنوير
الرأي العام، والدفاع عن ثوابت الأمة، وهو ما حرصنا عليه، رغم أننا في العديد من
الفترات دفعنا الثمن بشكل مباشر أو غير مباشر..
5-
ما هي الموضوعات والأعمال التي كنت
تمنعها من النشر ؟
حين يكون التواصل
جيدا مع الصحفيين لا تضطر لمنع موضوعات من النشر، فهم "يحفظون" السياسة
التحريرية، ويعرفون المنهج المتبع جيدا..
وربما اضطررنا في
بعض الأحيان لمطالبة صحفيين بتعديل مواضيع تحمل قذفا أو مخالفات قانونية.. أو ـ في
أحيان نادرة ـ قمنا بحجب بمواضيع تخالف سياستنا التحريرية، وهو أمر وارد في كل
مؤسسات الإعلام.
على العموم ليس هناك
أدنى إشكال في نقل الموضوعات ذات الطابع الإخباري الصرف، فالخبر مقدس، وعلينا التعامل معه بحيادية.. الإشكال قد
يُطرح على مستوى بعض المواضيع التي قد يُخلط فيها الخبر بالتعليق والتقرير
بالرأي..
وكثيرا ما يخض
الأمر للتقدير الشخصي، وهو تقدير نسبي، يصيب ويُخطئ..
شخصياً، أؤمن بأنه
حين تلتبس الأمور، يمكن إخضاعها لقاعدة "درء المفاسد أولى من جلب
المنافع"..
6- هل أنت مع
مقولة أسوأ من يعمل في الصحافة هم خريجي كلية الإعلام؟
مع احترامي لرأي
صاحبها، ومن يقاسمه الرأي ذاته، أراها مقولة ظالمة كثيرا، ليس لكوني خريج كلية إعلام،
بل لكونها مقولة معممة، والتعميم ظالم غالبا.. صحيح أن كثيرين ممن درسوا الإعلام
لا يفقهون فيه شيئا.. لكن كثيرين من دارسيه تفوقوا فيه، وهناك نماذج كثيرا، وبعضهم
برع في الجمع بين التلقين الأكاديمي ـ يشتغلون أساتذة في الجامعة ـ والعمل
الصحفي..
في المقابل هناك
كثير من المبدعين في الإعلام ممن لم يدرسوا يوما في كليات ومعاهد الصحافة، وهذا لا
يُنقص أبدا من قيمة عملهم المتميز..
في تقديري
المتواضع، الإعلام مجال مفتوح لكل من يمكنه أن يبرع فيه أو يقدّم الإضافة، أياً
كان تخصصه وتكوينه، لكن تبقى دراسة الإعلام والتحكم في آلياته من الأدوات التي
تُقوّي الممارسة الإعلامية..
7- كيف يحقق
الصحفي الامتلاك الكامل للأدوات؟
لا أتصور أن هناك
امتلاكا كاملا للأدوات، لكن يمكن للصحفي أن يقترب من درجة "الكمال في الأداء
الإعلامي"، من خلال الاجتهاد الدائم، والاستفادة المستمرة من تراكم التجارب..
صحفيون قضوا عشرات
السنين وهم يكرّرون الأخطاء نفسها، وآخرون احتاجوا إلى شهور أو سنوات قليلة
ليتحولوا إلى محترفين بمعنى الكلمة.. المهم أن يدرك أي صحفي أنه بحاجة دائمة إلى
التعلم والتطور، نحن في ميدان حيوي يحمل الجديد في كل حين.. وعلينا أن نحسن
استخدام الأدوات المتاحة، ونتعلم استعمال أي أداة جديدة..
8-
كلمة ختامية لموقع "الجزائرية للأخبار"..
شكرا لكم على إتاحة هذا الفضاء لمخاطبة زوار موقعكم المحترم، مع خالص
الأمنيات لكم بمزيد من الرقي والارتقاء بأداء رسالتكم النبيلة إلى آفاق أكبر، ولعموم
القراء الكرام بكل خير، وللجزائر والأمة جمعاء بأن يكون يومها خيراً من أمسها،
وغدها خيراً من يومها..
حاورته: فلوح صباح
المسار باختصار..
الشيخ بن خليفة.. صحفي جزائري من مواليد 25
نوفمبر 1979 بولاية تيارت
-
1999: صحفي متربص، ثم متعاون بأسبوعية كرنفال
- 2000: صحفي بأسبوعية كل الدنيا
- 2002: صحفي بيومية الجيل
- 2003: مدقق لغوي بأسبوعية المنتخب
- 2005: منسق تحرير بيومية الوسط
- من 2003 إلى 2006: صحفي متعاون بأسبوعية الشروق
العربي
- 2007: نائب رئيس التحرير بيومية "أخبار
اليوم"
- من 2008 إلى يومنا: رئيس التحرير بيومية
"أخبار اليوم"
- إضافة إلى تجارب مهنية بصحف ومجلات أخرى: المرمى..
أخبار الأسبوع، الطبيب..
- ..ومساهمات في بعض المواقع العربية، وبعض المحاولات
الأدبية المتفرقة..
ـ مدوّن.. يمكن الوصول إلى مدونته بالكتابة
في خانة البحث "مدونة الشيخ بن خليفة".
ـ البريد الإلكتروني: benkhlifa@gmail.com
====
يمكن الاطلاع على نص الحوار من مصدره عبر
الرابط: