بقلم: العربي
بن ستالة
صورة رمزية
أعتذر في بداية
الحديث عن العنوان الصادم ولكن جثثا استرقت النظر إليها وقت حملها من غرفة الإنعاش
أبقتني مفقود العزم أحاوله.
اشتّد المرض وتعاظمت
الأعراض فالأوجاع.. كيف لا وأنا الذي أعاني أصلا من مشكل سابق في الجهاز التنفسي، وزاد
تعامل بعض الأطباء والممرضين ـ الخائفين أيضا من الاقتراب ـ من الحيرة والخوف.
حدثني طبيب في
بداية الجرعات الأولى للعلاج أني سأشعر بالتحسن بدءاً من اليوم الخامس، وقبل أن تحين
تلك الساعة كانت أوقات النوم المسروقة في كل الأوقات تأتي، والهذيان معها.. أخال ما
لا أستطيع الآن وصفه ولا تخالونني مبالغا إن قلت أن ملك الموت استشعرت حضوره لحظة.
كان تدحرج الأوقات
يطول ومع الحجر التام بالغرفة أصبحت لا أفرق بين الأيام.. كان الأذان وحده الونيس؛
صليت صلاة المودع بكل محاولات الصبر فيها؛ هل ستكون هاته آخر صلاة من على السرير مستحيياً
من عدم القدرة على السجود بل مشككا أحيانا أخرى في قبولها.
يكسر الملل وصراع
رحلة الذهاب والعودة طرق الباب من قبل كثيرين تسبق الابتسامة أي عمل سيقومون به تنظيفا
أو حقنا أو مداواة.. مرحباً أنا اسماعيل..
أعرف أن الكمامة وهندام الوقاية قد أخلط عليك ألوان العباد..
عندما علمت أن
اسماعيل وكثيرا من جنود الله بالمصلحة متطوعون للعمل فيها رغم خطورة احتمال العدوى
بالفيروس اللعين أدركت أن في الدنيا الخير وأدركت معها في لحظات قوة أني سأعود للحياة
بمشيئة الرحمان..