جاء تمديد
الحجر الصحي عبر 48 ولاية، ضمن الإجراءات المقرّرة بهدف كبح تفشي كورونا، ليمدّد
تلقائياً العطلة المدرسية عبر مختلف أطوار التعليم، بما في ذلك الجامعي، وهو ما يعزز
أكثر فأكثر فرضية نهاية الموسم الدراسي قبل الأوان، وفي انتظار القرار الرسمي الذي
قد يتم الإفصاح عنه مطلع شهر ماي القادم، ارتفعت بعض الدعوات لإلغاء امتحاني السانكيام
والبيام، والاكتفاء باحتساب معدل الانتقال وفق نتاج الفصلين الأول والثاني، وتأجيل
امتحان شهادة البكالوريا إلى توقيت مناسب.
وبمضي الأيام
وتشابهها، في ظل استمرار تفشي كورونا، يبدو أن غلق المدارس والثانويات، وكذا
الجامعات، سيتمر لأسابيع أخرى، وربما شهور، ما يُنذر باضطراب كبير في برنامج
الموسمين الدراسيين الحالي والقادم، ولا يستبعد متتبعون الإعلان عن نهاية الموسم
الجاري، قبل الأوان، مع اتخاذ حزمة من القرارات التي تسمح للتلاميذ "بعدم
خسارة عام دراسي"، وهو ما اقترححه مختصون نصحوا بإلغاء الفصل الثالث كاملا،
وكذات امتحاني نهاية المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، والإبقاء فقط على
البكالوريا، مع تأجيل موعده إلى ما بعد انزياح "هم كورونا".
وبهذا الصدد،
قدّمت النقابة الوطنية لعمال التربية مجموعة من الاقتراحات إلى وزارة التربية الوطنية،
تخص كيفية إنهاء الموسم الدراسي الحالي في ظل استمرار غلق المدارس بسبب الحجر الصحي.
وأشارت "الأسنتيو"
إلى أن "أفراد الأسرة التربوية وعلى رأسهم أولياء التلاميذ يعيشون حالة من التوتر
بشأن مصير الامتحانات الرسمية لنهاية السنة، خاصة البكالوريا، في ظل تفشي فيروس كورونا
وما أعقبه من قرار توقف الدراسة لمدة خمسة أسابيع مع احتمال تمديدها إلى مدة أطول في
حال استمرار تفشي الوباء خلال الأيام المقبلة".
وشدّدت النقابة
المذكورة على أن التعليم عن
بعد غير متاح للجميع، إضافة إلى أن الدراسة في فصل الصيف غير ممكنة خاصة في المدن الداخلية
والصحراوية.
وبعد الإشارة
إلى أن 80 في المائة من البرنامج الدراسي تم انجازه خلال الفصلين الأولينلهذا قدمت
النقابة، باعتبارها شريكا اجتماعيا، جملة من المقترحات لإنهاء الموسم الدراسي،
ومنها "حساب فصلين للانتقال لجميع المستويات، إعفاء المتمدرسين من امتحاني شهادة
التعليم الابتدائي وكذا شهادة التعليم المتوسط وتعويضهما بنقاط الفصلين الأول والثاني،
في الانتقال إلى الطور الموالي. أما فيما يخص
امتحان شهادة البكالوريا، اقترحت النقابة تأجيله إلى بداية شهر سبتمبر أو نهاية شهر
أوت حسب أوضاع البلاد جراء هذا الوباء، مع وضع عتبة الدروس لتلاميذ السنة الثالثة ثانوي
المقبلين على شهادة البكالوريا 2020".
وكانت وزارة التربية الوطنية قد أكّدت بأنها "لن تتخذ" أي قرار نهائي
بخصوص إعادة تنظيم وتوزيع الموسمين الدراسيين الجاري والمقبل وتغيير رزنامة الامتحانات
المدرسية الوطنية "دون إشراك" مختلف الشركاء الاجتماعيين من منظمات جمعيات
أولياء التلاميذ ونقابات معتمدة.
ونفت الوزارة في بيان لها "نفيا قاطعا" ما تم تداوله من أخبار
"مغلوطة" في بعض وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بخصوص اعادة تنظيم
وتوزيع الموسمين الدراسيين الجاري والمقبل وتغيير رزنامة الامتحانات المدرسية الوطنية،
داعية بالمناسبة الجميع --وفي هذه الظروف "العصيبة والاستثنائية والحساسة"
إلى "اليقظة وتقصي المعلومة من مصدرها الرسمي المتمثل في الموقع الإلكتروني للقطاع
وصفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك وتويتر) وكذا الاطلاع الدوري
على هذه المصادر للبحث عن المعلومة الصحيحة والتأكد منها قبل نشر أي منشور أو مقال".
وذكر ذات المصدر بالمناسبة بما التزم به وزير التربية الوطنية في رسالته إلى أفراد
الجماعة التربوية بتاريخ 04 أفريل الجاري، التي أشار فيها إلى إعداد مشروع مسودة تتضمن
مختلف الاحتمالات الواردة في حال تمديد الحجر الصحي أو رفعه بهدف إيجاد الحلول الملائمة،
لاسيما تلك المتعلقة بالامتحانات المدرسية، مؤكدا أن الوزارة "لن تتخذ أي قرار
نهائي دون إشراك مختلف الشركاء الاجتماعيين من منظمات وجمعيات أولياء التلاميذ ونقابات
معتمدة".
وحسب الوزارة الوصية فإن مثل هذا القرار "لن يكون انفراديا بل توافقيا يساهم
في اتخاذه كل الشركاء المؤسساتيين والاجتماعيين".
وأضافت وزارة التربية في بيانها بأنها "تترقب" تطورات الأوضاع يوما بيوم،
وبأنها ستتخذ القرارات "في حينها حسب المستجدات مما يخدم مصلحة التلاميذ"،
مشيرة أيضا إلى أن الفصلين الأول والثاني " مرا في ظروف جد عادية عبر كل الولايات
وتم تنفيذ المقرر الدراسي بنسية جد مرضية".
وبعد أن ذكرت الوزارة بأنها قامت باتخاذ مجموعة من الاجراءات "لمجابهة تعليق
دوام التعليم مستغلة كل الامكانيات المتاحة"، عبرت عن يقينها بأن تلك التدابير
"لا يمكنها بأي حال من الاحوال أن تحل محل التعليم الحضوري".
وخلصت وزارة التربية الوطنية في ختام بيانها إلى القول بأنها ستعمد على "إعلام
الجميع بما سيتخذ من قرارات -ستكون دائما في صالح التلميذ- بخصوص هذه المسألة في الوقت
المناسب".
كما قررت وزارة التربية الوطنية تأجيل امتحان إثبات المستوى (دورة 2020) الخاص
بالمتعلمين عن بعد، والذي كان مقررا يوم 21 أفريل الجاري إلى فترة ستحدد لاحقا.