ما لا تعرفه عن سد النهضة الإثيوبي
قدّم الباحث محمد معوض رؤية مغايرة عن #سد_النهضة_الإثيوبي ضمنها سلسلة من التغريدات على حسابه الخاص بموقع "تويتر"، وفيما يلي ترصد "مدونة أخبار الجزائر والعالم" أبرزها:
يمكنك أن تستخلص أن البعد الاقتصادي الاستراتيجي أكبر بكثير من الأمن المائي وأن السد يعني لأديس أبابا أكبر من مجرد تنمية، ما لا تعرفه وكيف ستستفيد الصين وتتضرر الإمارات من سد النهضة في هذه السلسة من التغريدات..
أكبر شركة اسند إليها مهام الحفر والتشييد هى شركة سالينى Salini we build الإيطالية التى حصلت على العقد بالتراضى ودون مناقصة وضع تحت دون مناقصة ألف خط وخط وانتبه فقد حاولت إثيوبيا بذلك الحصول على تمويل الاتحاد الاوروبي للسد لكن الأمر فشل في النهاية وعلى الأقل كسبت دعم الاتحاد
لكن تمويل الاتحاد الاوروبي قائم هنا وإن بصورة غير مباشرة إذ سبق لبنك الاستثمار الأوروبى أن أقرض إثيوبيا 44 مليون يورو فى الفترة من 1998 و2005 وهى مدة المرحلة الأولى من السد والتى استنفدت فى دراسات الجدوى وأعمال مصاحبة لانطلاق المشروع..
من حيث الآثار البيئية والمائية ليست مصر هى الدولة الوحيدة المتضررة من السد الاثيوبى إذ إن كينيا التى يعتمد جزء كبير من سكانها على الصيد من بحيرات نيلية مهددة بموت الاسماك جراء انحسار منسوب المياه الذى من المتوقع ان يخلفه السد فور تحويل المجرى النيلى.. وهو ما بدأ بالفعل..
لاحظ هنا أن موضوع البحيرات النيلية في كينيا له خلفيات علمية معقدة. وأن سد النهضة الذي سيغير المجرى النيلي سيكون له تأثير كبير على"منظومة النيل" وأن نهر السوباط وأومو وغيرها من الانهار الاثيوبية مرتبطة جيولوجيا بمنظومة المياه الجوفية النيلية بغض النظر عن السدود الصغيرة على نهر أومو
لكن اتفاقا للتجارة الحرة ومنطقة حرة على حدود اثيوبيا وكينيا حول الأخيرة من المتضرر الأكبر من المشروع إلى غض الطرف تماما عن أي ضرر والتعامل معه كأمر واقع طالما أن الحوافز التجارية ستغطي هذه الخسارة وستفتح بابا لتجارة وصناعات أخرى..
يمكنك أن تستخلص من هذه الارتباطات بمشروع سد النهضة دوليا وإقليميًا وكيف أن إثيوبيا ليست وحدها في هذه المعركة وأن لديها من سيوفر لها غطاء حتميا مع أي فرصة للتدويل وأن الحق العادل في توزيع حصص المياه لن يقنع وحده قوى كبرى تسعى للهيمنة كالصين، التي تسابق الزمن لتوسيع نفوذها..
إنها مفردات هذا العصر..طالما أن لديك مشاريع واقتصاد ومصالح تزنها بميزان المصلحة الذاتية المباشرة فقط، ستنجح.أما إذا فقدت حضورك التاريخي والسياسي والاقتصادي مع تجمعات كبرى كالاتحاد الاوروبي والدول العظمى فلن ينقذك قطعا الاتحاد الافريقي وستخرج فقط باتفاق هزيل يفرض عليك الأمر الواقع
حتى وإن كان سد النهضة ضربة استراتيجية لمصالح مصر المائية وحتى وإن كان لإسرائيل مشاريع توسعية تجارية في إفريقيا عموما، فإن هذا لن يدفعها قطعا لزعزعة أمن مصر المائي لأن مصر الحالية هي مصر المهادنة التي تريدها ولا تريد سواها..