قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان". رواه الإمام مسلم.
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده) الرئيس في بلده، والمدير في إدراته، والقائد في جيشه، والرجل في أهل بيته، وكل مسؤول فيما تحت ولايته ومسئوليته، قال عثمان رضي الله عنه: (إن الله يزع بالسلطان مالايزع بالقرآن)، وقال بعض السلف: (ماقيمة حق لانفاذ له!).
هذا.. وإن تغيير المنكر باليد يكون في حق من استطاع ذلك، أما من لا يستطيع ذلك، أو إذا غيره بيده يترتب عليه فتنة أو مضرة، فإنه لا يغير بيده، بل ينكر بلسانه، كأن يقول: يا أخي، اتق الله، هذا لا يجوز، هذا يجب تركه، هذا لا يجب فعله، ونحو ذلك من الألفاظ الطيبة والأسلوب الحسن.
وهذا يكفيه لئلا يقع بإنكاره باليد ما هو أنكر من المنكر الذي أنكره، كما نص على ذلك أهل العلم.
جاء في سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد وغيرهما ـ رحمهما الله ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ: "إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ لَا يُحِبُّهَا اللَّهُ ". وفي سنن ابن ماجه عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ عَلَى بَطْنِي، فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: "يَا جُنَيْدِبُ، إِنَّمَا هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ".
فإذا كان إنكاره صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة مناسبا لحاله ومكانته، فإنه ليس بمناسب لآحاد الناس أن يقوم بتغيير المنكر بهذه الطريقة، ويقول هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فلا يستساغ لأي شخص يريد أن يُنكر على آخر نومه على بطنه فيركضه برجله وهو نائم، وينتظر أن يستيقظ هذا الشخص ويقبل منه ذلك، ثم يشكره.
قال الله سبحانه: "ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" النحل:125. الحكمة هي الصواب في القول والعمل، بمعنى أن الإنسان إذا غيّر المنكر بطريقة غير مناسبة فليس حكيماً، فليس من الحكمة أن تجعل من يرتكب منكرا ينكسف أو يشعر بالمهانة، فهذا من شأنه أن يجعله يُصرّ ويستمرّ في هذا وبالتالي.. يكون حاله على حدّ ما قال ابن رزيق:
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ لا تَعذَلِيه فإن العَذلَ يُولِعُهُ
ألا.. إن إنكار المنكر يحتاج إلى فنّ ورؤية وروية ومقدرة وحكمة، فيجب أن نكون مبشرين لا منفرين، كما جاء بالحديث: ّبشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا". علينا أن نبشر الناس وأن نبذل جهدا في هذا العصر الذي أصبح الإنسان فيه أنانيا وعصيّاً على الكسر، وعلينا أن نبحث على وسائل جديدة للتعامل مع قلوب هؤلاء الناس حتى نصل إلى بغيتنا وهي إشاعة الأخلاق الفاضلة في المجتمع.
هذا ولتعلموا -جميعا- أن هناك فرقًا بين الإنكار والنصيحة، فالنصوص دلت على هذا الفرق، فالإنكار له مقامه، والنصيحة لها مقامها، والخلط بين المقامين منكر يجب معرفته. فاتقوا الله، والتزموا بآداب النصيحة، لئلا تنقلب إلى عناد وفضيحة. قال سفيان الثوري رحمه الله: "لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إِلا من كان فيه خصال ثلاث: رفق بما يأمر، رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر، عدل بما ينهى، عالم بما يأمر، عالم بما ينهى".
أسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا ويجعلنا سببا لمن اهتدى، وأن يجعلنا من الناصحين له ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين، وأن يجعلنا من الناصحين الموفقين، ومن المحبين للناصحين. والحمد لله رب العالمين..
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده) الرئيس في بلده، والمدير في إدراته، والقائد في جيشه، والرجل في أهل بيته، وكل مسؤول فيما تحت ولايته ومسئوليته، قال عثمان رضي الله عنه: (إن الله يزع بالسلطان مالايزع بالقرآن)، وقال بعض السلف: (ماقيمة حق لانفاذ له!).
هذا.. وإن تغيير المنكر باليد يكون في حق من استطاع ذلك، أما من لا يستطيع ذلك، أو إذا غيره بيده يترتب عليه فتنة أو مضرة، فإنه لا يغير بيده، بل ينكر بلسانه، كأن يقول: يا أخي، اتق الله، هذا لا يجوز، هذا يجب تركه، هذا لا يجب فعله، ونحو ذلك من الألفاظ الطيبة والأسلوب الحسن.
وهذا يكفيه لئلا يقع بإنكاره باليد ما هو أنكر من المنكر الذي أنكره، كما نص على ذلك أهل العلم.
جاء في سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد وغيرهما ـ رحمهما الله ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ: "إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ لَا يُحِبُّهَا اللَّهُ ". وفي سنن ابن ماجه عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ عَلَى بَطْنِي، فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: "يَا جُنَيْدِبُ، إِنَّمَا هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ".
فإذا كان إنكاره صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة مناسبا لحاله ومكانته، فإنه ليس بمناسب لآحاد الناس أن يقوم بتغيير المنكر بهذه الطريقة، ويقول هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فلا يستساغ لأي شخص يريد أن يُنكر على آخر نومه على بطنه فيركضه برجله وهو نائم، وينتظر أن يستيقظ هذا الشخص ويقبل منه ذلك، ثم يشكره.
قال الله سبحانه: "ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" النحل:125. الحكمة هي الصواب في القول والعمل، بمعنى أن الإنسان إذا غيّر المنكر بطريقة غير مناسبة فليس حكيماً، فليس من الحكمة أن تجعل من يرتكب منكرا ينكسف أو يشعر بالمهانة، فهذا من شأنه أن يجعله يُصرّ ويستمرّ في هذا وبالتالي.. يكون حاله على حدّ ما قال ابن رزيق:
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ لا تَعذَلِيه فإن العَذلَ يُولِعُهُ
ألا.. إن إنكار المنكر يحتاج إلى فنّ ورؤية وروية ومقدرة وحكمة، فيجب أن نكون مبشرين لا منفرين، كما جاء بالحديث: ّبشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا". علينا أن نبشر الناس وأن نبذل جهدا في هذا العصر الذي أصبح الإنسان فيه أنانيا وعصيّاً على الكسر، وعلينا أن نبحث على وسائل جديدة للتعامل مع قلوب هؤلاء الناس حتى نصل إلى بغيتنا وهي إشاعة الأخلاق الفاضلة في المجتمع.
هذا ولتعلموا -جميعا- أن هناك فرقًا بين الإنكار والنصيحة، فالنصوص دلت على هذا الفرق، فالإنكار له مقامه، والنصيحة لها مقامها، والخلط بين المقامين منكر يجب معرفته. فاتقوا الله، والتزموا بآداب النصيحة، لئلا تنقلب إلى عناد وفضيحة. قال سفيان الثوري رحمه الله: "لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إِلا من كان فيه خصال ثلاث: رفق بما يأمر، رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر، عدل بما ينهى، عالم بما يأمر، عالم بما ينهى".
أسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا ويجعلنا سببا لمن اهتدى، وأن يجعلنا من الناصحين له ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين، وأن يجعلنا من الناصحين الموفقين، ومن المحبين للناصحين. والحمد لله رب العالمين..
* الشيخ أبو إسماعيل خليفة