يا لَلأسف الشديد، ويا للآلام والمصائب التي حلت بأمتنا، ويا لَواقع يعيشه مجتمعنا!.
كثير من الناس أصيبوا بشهوة الكلام ومرض الحديث ووباء اللغو والفضول، أصبح القيل والقال فيتامينا يتعاطونه لتقوية عضلة ألسنتهم، أو كسبا لكثير من الإعجابات..
فلا يتكلمون إلا اكتسابا للإثم، ولا يسكتون إلا إمساكا عن الخير، ولا يتكلمون إلا بالزور والكذب والنفاق والملق، ولا يتحدّثون إلا نميمة واغتيابا.. وخاصة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة النشر واستعمالها من قبل جميع فئات المجتمع.. الصغير والكبير.. المتعلم وغير المتعلم.. والذين في كثير من الأحيان ينشرون من غير التأكد من صحة الخبر..
نعم .. إن كثرة الأوهام والأخطاء في نقل بعض الأخبار عند بعض الناس، فهذا يثبت وهذا ينفي وهذا يؤكد وهذا يشكك، ويحصل التضارب وتتزاحم الأكاذيب، ويحدث التحوير والتغيير والزيادة والنقصان، حتى يصبح الخبر ككرة ثلج تتدحرج، وهذا ما يشيع بين الناس أموراً لا حقائق لها، أو أصلها صحيح لكنها مبتورة أو مغيّرة..
إن التأني والتروّي من دأب الصالحين، انظر إلى فعل نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا السلام، عند مجيء الهدهد إليه بخبر قائلا له: "وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ". النمل: من الآية22.. ما ذا فعل سيدنا سليمان، قال له، "سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ" النمل:27.
فعند قراءتك لخبر ما ـ أيها المبارك ـ أو سماعك له، لا بد من تطبيق هذه القاعدة، ولا تشاركه على صفحتك ولا تنشره حتى تتحقق منه، واحذر شهوة السبق الإعلامي والنشر قبل الآخرين، فإنها شهوة تدفع إلى التهور والتسرع، وتكون النتيجة آثار خطيرة مضاعفة. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم".
ألا وإن جماع الخير في قوله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه"، سواء كان كلاماً أو نظراً، استماعاً أو مشياً أو فكراً ونحو ذلك، والإنسان لا يقدر أن يشتغل باللازم فكيف يتعداه إلى الفاضل، ومن تكلّف مالا يعنيه ضيّع ما يعنيه، فميّز يا عبد الله ما الذي يعنيك ويهمك مما لا يعنيك ولا يهمك؟.
نسأل الله عز وجل أن يقينا شر ألسنتنا، ويهدينا للرشد، وأن يدلنا على الخير، وأن يرزقنا التقوى، وأن يجنبنا الإثم، أنه سميع مجيب.
كثير من الناس أصيبوا بشهوة الكلام ومرض الحديث ووباء اللغو والفضول، أصبح القيل والقال فيتامينا يتعاطونه لتقوية عضلة ألسنتهم، أو كسبا لكثير من الإعجابات..
فلا يتكلمون إلا اكتسابا للإثم، ولا يسكتون إلا إمساكا عن الخير، ولا يتكلمون إلا بالزور والكذب والنفاق والملق، ولا يتحدّثون إلا نميمة واغتيابا.. وخاصة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة النشر واستعمالها من قبل جميع فئات المجتمع.. الصغير والكبير.. المتعلم وغير المتعلم.. والذين في كثير من الأحيان ينشرون من غير التأكد من صحة الخبر..
* فكم أفسدوا من علاقات!.
* وكم خربوا من بيوتات!.
* كم من حيّ أماتوه!.
* وكم من مسئول أقالوه!.
* كم من فتاة حييّة جميلة جعلوها عانسا!.
* وكم من شاب مثقف جعلوه مهلوسا!.
* وكم من تاجر جعلوه مفلسا!.
* وكم.. وكم!..
* وكم خربوا من بيوتات!.
* كم من حيّ أماتوه!.
* وكم من مسئول أقالوه!.
* كم من فتاة حييّة جميلة جعلوها عانسا!.
* وكم من شاب مثقف جعلوه مهلوسا!.
* وكم من تاجر جعلوه مفلسا!.
* وكم.. وكم!..
نعم .. إن كثرة الأوهام والأخطاء في نقل بعض الأخبار عند بعض الناس، فهذا يثبت وهذا ينفي وهذا يؤكد وهذا يشكك، ويحصل التضارب وتتزاحم الأكاذيب، ويحدث التحوير والتغيير والزيادة والنقصان، حتى يصبح الخبر ككرة ثلج تتدحرج، وهذا ما يشيع بين الناس أموراً لا حقائق لها، أو أصلها صحيح لكنها مبتورة أو مغيّرة..
إن التأني والتروّي من دأب الصالحين، انظر إلى فعل نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا السلام، عند مجيء الهدهد إليه بخبر قائلا له: "وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ". النمل: من الآية22.. ما ذا فعل سيدنا سليمان، قال له، "سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ" النمل:27.
فعند قراءتك لخبر ما ـ أيها المبارك ـ أو سماعك له، لا بد من تطبيق هذه القاعدة، ولا تشاركه على صفحتك ولا تنشره حتى تتحقق منه، واحذر شهوة السبق الإعلامي والنشر قبل الآخرين، فإنها شهوة تدفع إلى التهور والتسرع، وتكون النتيجة آثار خطيرة مضاعفة. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم".
ألا وإن جماع الخير في قوله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه"، سواء كان كلاماً أو نظراً، استماعاً أو مشياً أو فكراً ونحو ذلك، والإنسان لا يقدر أن يشتغل باللازم فكيف يتعداه إلى الفاضل، ومن تكلّف مالا يعنيه ضيّع ما يعنيه، فميّز يا عبد الله ما الذي يعنيك ويهمك مما لا يعنيك ولا يهمك؟.
نسأل الله عز وجل أن يقينا شر ألسنتنا، ويهدينا للرشد، وأن يدلنا على الخير، وأن يرزقنا التقوى، وأن يجنبنا الإثم، أنه سميع مجيب.
* الشيخ أبو إسماعيل خليفة