صدّق أول لا تصدّق.. لبنانيون "يتمنون" عودة الاحتلال الفرنسي لبلادهم!
الشيخ. ب
لا شك أن الوضع في لبنان، وغالبية بلاد العرب مُحبط جدا وبائس بشدة ومُقرف بشكل مؤلم.. لكن ليس إلى درجة المطالبة بعودة الاحتلال الإرهابي الفرنسي، كما حصل في بيوت قبل ساعات.. فرنسا الإرهابية لم تكن أقل بشاعة من هذه الأنظمة، وهي التي قتلت ملايين الجزائريين، مثلا، وكانت مستعدة لإبادتهم جميعا ـ بمن في ذلك عملاؤها من الخونة ـ فقط ليستمر تواجدها وتدنيسها للأرض والعرض..
"تحيا فرنسا".. ودعوات عودة "الانتداب الفرنسي" للبنان..
هكذا عنونت صحيفة "رأي اليوم" التي يديرها الإعلامي المخضرم عبد الباري عطوان تقريراً لها، قالت فيه إن زيارة الرئيس الفرنسي، بدت لمُعاينة وضعٍ كارثيٍّ، وتقديم المُساعدة للبنان، وهو أوّل رئيس يزور البلد المنكوب، بعد ثلاثة أيّام على الكارثة (الثلاثاء)، التي خلّفت وراءها، 137 قتيلاً، وإصابة 4 آلاف بجروح، وهي حصيلة لا تزال قابلة للارتفاع، في ظل وجود أشخاص مفقودين.
لم تقتصر زيارة ماكرون على تفقّد مكان الانفجار، وتحديدًا شارع الجميّزة، بل أصرّ الرئيس الفرنسي، وفي مشهدٍ خارجٍ عن الأعراف وفق مُعلّقين، الوقوف والاستماع لمطالب المُواطنين اللبنانيين بعد الانفجار ومُعاناتهم، وهو كأنّما يُمثّل أحد المسؤولين اللبنانيين في الحُكومة، يُحاول ماكرون هُنا استغلال النقمة الشعبيّة على الحكومة الحاليّة، والسبب أنّها حكومة محسوبة على «حزب الله»، في المُقابل التحقيقات لا تزال جارية، ولم يصدر ما يرجّح حتى الآن، أنّ الحادثة وقعت بفعل فاعل، ليُصار أنّ الفاعل هو حركة المُقاومة الإسلاميّة اللبنانيّة.
وأضاف التقرير يقول:
يَعِد الرئيس الفرنسي في تصريحات للصحفيين كذلك الأمر، بأنّه يُريد تنظيم مُساعدات دوليّة للبنان، لكنّه يُعاود اشتراط الإصلاحات كشرطٍ للدّعم، التي من دونها كما قال (الإصلاحات) سيُواصل لبنان الغرق، الدول الغربيّة كانت قد اشترطت وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكيّة، أن يُقدّم حزب الله تنازلات، كانت قد اختزلتها هذه الدول بمسؤوليّة الحزب عن الفساد، وما وصل إليه الحال من تردّي اقتصادي، كان الغرض استثمار هذه الحالة ضد حزب الله وأمينه العام، وسلاحه الذي كان مصدر قلق تلك الدول، والدولة العبريّة على وجه الخُصوص.
الرئيس ماكرون، لا يحلّ ضيفاً، حين مُراقبة مشهديّة زيارته، بقدر ما يُعيد التذكير بحقبة الانتداب الفرنسي للبنان، بل ليس عابرًا أن يختار أن يكون أوّل رئيس زائر لبلاد الأرز، رغم جائحة فيروس كورونا، وإمكانيّة تعرّضه للإصابة بالفيروس القاتل، تحت عُنوان التضامن مع لبنان المنكوب بعد انفجار المرفأ، يُمعن الرئيس الفرنسي بمشهد التضامن المُفترض، وأمام عدسات الكاميرات، يحرص على احتضان سيّدة لبنانيّة مُرتديًا الكِمامة، ويُؤكّد أنّ بلاده تقف إلى جانب الشعب اللبناني.
ومن الجميّزة قالها الرئيس الفرنسي صراحةً: لست هنا لتقديم الدعم للحكومة أو للنظام بل جئت لمساعدة الشعب اللبناني، أنا هنا لأعبّر عن تضامني معكم وجئت لأوفّر لكم الطعام والأدوية، وجئت لأبحث بموضوع الفساد وأريد مثلكم شعباً حُرّاً ومُستقلّاً، بل ويذهب بعيدًا حين يتحدّث ماكرون عن «ميثاق جديد»، وذلك حين طالبه أحد اللبنانيين بدعمهم ضدّ الطبقة السياسيّة، وهو ما يطرح تساؤلات حول طبيعة وشكل هذا الميثاق، وحقيقة ما يُحضّر للبنان، فبعد الانفجار الغامض، ليس كما قبله، يقول مراقبون.
النوايا الفرنسيّة المُبيّتة وغيرها، رافقها، مشاهد اعتبرها جمهور محور المُقاومة، مشاهد مُؤسفة، وغير مُبرّرة، وتُعيد لبنان إلى التبعيّة، وسيطرة المُستعمر الفرنسي، بعد أن نال استقلاله العام 1943، وانسحبت القوّات الفرنسيّة تماماً من أراضيه العام 1946 بدماء الشّرفاء المُضحّين لأجله، فخلال جولة ماكرون في الأشرفيّة، هتف اللبنانيّون هُناك: «تحيا فرنسا» باللغة الفرنسيّة، وهي الهتافات التي ترافقت مع دعوات على المنصّات بعودة الانتداب الفرنسي، بديلاً عن النظام اللبناني الحالي بزعم فساده، وقد شاركت في هذه الدعوة الممثّلة اللبنانيّة كارمن لبس، وهي الحملة التي برّرها البعض بكارثيّة الوضع اللبناني المحلّي.
فرنسا الشر.. والشر فرنسا |