ناشونال إنترست: ما حقيقة اشتراء الجزائر لطائرات "الشبح الروسية"؟
هذه القاعدة يجب تذكرها جيداً أثناء البحث في قضية شراء الجزائر لمقاتلات الشبح الروسية، وفقاً لما أوردته صحيفة "القدس العربي"، نقلا عن تقرير نشرته مجلة “ناشيونال انترست” حيث سرت إشاعات في أواخر ديسمبر 2019 بأن الجزائر وقعت عقداً مع روسيا لتصبح أول عميل تصدير للمقاتلة الشبح سو- 57.
وعلى حد تعبير كاتب التقرير، ديفيد اكس، فإن الطائرة الشبح سو- 57 لم تنجح في بعض الاختبارات وهي تفتقر إلى الأنظمة الرئيسية، وقد ثبت أنه من الصعب إنتاج المقاتلة التي تستطيع الهرب من الرادار، مشيراً إلى أنه من المرجح أن تبذل سوخوي جهوداً كبيرة في محاولة لتنفيذ أوامر الحكومة الروسية بإنتاج هذا النوع في الوقت المحدد، ناهيك عن إنتاج الطائرات للجزائر.
وكشف التقرير أن منصة “مينا ديفنس”، المختصة بشؤون الدفاع والأمن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد ساعدت على الترويج لهذه الشائعات بنشر قصة أفادت بدون الاستناد على أدلة حاسمة بأنه قد أصبح من الرسمي تقريباً بأن الجزائر قد وقعت عقداً لشراء 17 مقاتلة شبح من طراز سو- 57 لتصبح أول زبون للشركة المصنعة “سوخوي” .
وأفاد التقرير أن سلاح الجو الجزائري وقع، ايضاً، على عقدين أخرين لشراء مقاتلات من طراز سو- 34 و14 والطائرة المتقدمة سو- 35، كما تم التوقيع على خيار لسربين آخرين من 14 طائرة للتعويض عن إحالة بعض المقاتلات على التقاعد من أسطول القوات الجوية في المستقبل القريب.
ومن المقرر أن ينتهي العقد بحلول عام 2025، ووفقا لما ذكرته المجلة، فإن الجيش الجزائري سينشر جناحين من طراز سو- 16 وسرب واحد من طراز سو- 57 وواحد من طراز سو- 35 وواحد من طراز ميغ- إم 29 .
والملاحظ هنا، أنه لم يتم تأكيد الصفقة المزعومة من أي مصدر روسي رسمي، وهذا سبب آخر يدعو للتشكيك في تلك التقارير والحذر من الشائعات، التي صدرت من الجزائر، وفقاً للخبير في الطائرات الحربية الروسية، توم كوبر.
ولاحظ كاتب التقرير أن وفاة اللواء أحمد قايد صالح في 23 ديسمبر 2019 ستقلل من احتمال الاستحواذ، حيث كان صالح أكبر مدافع عن حصول الجزائر على أحدث الأسلحة الروسية ولكن الصراع السياسي بعده سيقلل من هذا الحرص.
وأكدت ” ناشونال انترست” أن روسيا لن تسمح بإختبار سو- 57 في الجزائر، وهذا يعني أن الجزائر ستضطر إلى اختراق القانون من أجل الحصول على هذا النوع.
وعلى أية حال، وببساطة، مقاتلات سو- 57 ليست جاهزة للتصدير، والقوات الروسية نفسها لا تملك سوى 12 مقاتلة من هذا النوع، كما أشار التقرير إلى أن المقاتلة تعاني الكثير من العيوب، إذا أن أجهزة الاستشعار غير كافية وغير مكتملة، وكذلك أنظمة الحكم في الحرائق وأجنحة الحماية الذاتية، وعلى حد تعبير بعض الخبراء، فإنه لا يمكن الاعتماد على محركات المقاتلة.
وقد نشرت القوات الروسية هذه المقاتلات في سوريا في عام 2019 للمرة الثانية منذ نشرها لأول مرة في البلاد في عام 2018، ولكن هذه المقاتلات لم تستخدم حتى أي أسلحة حية خلال فترات توقفها القصيرة في سوريا.
وقال كوبر أن روسيا كانت تقامر بالفعل بحياة الطياريين، مشيراً إلى أن الكرملين ألغى إنتاج 28 نسخة من المقاتلة في 2018 لكن الرئيس فلاديمير بوتين أحيا البرنامج ثانية في منتصف 2019، معلناً عن خطة جديدة للإنتاج.
ولاحظ الكاتب أن تركيا أعربت عن اهتمامها بشراء هذا النوع بعد أن تم استبعادها من برنامج إف- 35 الأمريكية، كما تم وصف الإمارات باعتبارها زبون محتمل في هذه الدراما
وفي نهاية المطاف، يمكن الخروج بخلاصة هي أن احتمالات تصدير المقاتلات الروسية، التي تعاني من مشاكل كثيرة، إلى الجزائر أو أي بلد آخر تبدو ضعيفة للغاية.