-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

بيان رئاسة الجمهورية حول الرسائل المجهولة

 

هذه تعليمة رئيس الجزائر لأعضاء الحكومة ومسؤولي الأجهزة الأمنية بخصوص الرسائل المجهولة

رئاسة الجمهورية الجزائرية: "مكافحة الفساد أمر لا رجعة فيه.. لكن الرسائل المجهولة لا تؤخذ بعين الاعتبار"



قامت رئاسة الجمهورية في الجزائر ، هذا الجمعة، 18 سبتمبر 2020، بإصدار بيانبخصوص ما يسمى بالرسائل المجهولة، يمكن القول إنه يضع نهاية رسمية لعهد تلك النوعية من الرسائل، حيث شدّدت العليمة على عدم أخذها بعين الاعتبار في الملاحقات القضائية، مع الإشارة ـ في الوقت نفسه ـ إلى أن مكافحة الفساد "أمر لا رجعة فيه"، والتشديد على ضرورة التمييز بين أخطاء التسيير الناجمة عن سوء في التقدير والتصرفات العمدية، حتى لا يقع الظلم..

النص الكامل لبيان رئاسة الجمهورية الذي يُنهي عهد الرسائل المجهولة في الجزائر:

"سبق لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن أعلن في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في اللقاء الثاني للحكومة مع الولاة لهذه السنة المنعقد بتاريخ 12 – 13 أوت الماضي، عن عدم الإعتداد بالرسائل المجهولة في الملاحقات القضائية".
ومباشرة بعد هذه الكلمة، وجه رئيس الجمهورية تعليمة إلى أعضاء الحكومة ومسؤولي الأجهزة الأمنية، هذا نصها:
"أبرزت تقارير واردة إلى رئاسة الجمهورية أن عددا من إطارات الدولة والمسؤولين على مختلف المستويات تمت متابعتهم قضائيا بناء على مجرد رسائل مجهولة، غالبا ما كانت عارية من الصحة، تم توجيهها إلى مختلف الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة.
وقد أدى ذلك إلى حرمان عدد من هؤلاء الإطارات من حريتهم وخلف حالة من الشلل في نشاطات الإدارات والمؤسسات العمومية بسبب الخوف والخشية من الوقوع تحت طائلة المتابعة بناء على مجرد رسائل مجهولة حتى أن العديد من المسؤولين الآخرين أصبحوا يقتصرون على الحد الأدنى من التزاماتهم ويمتنعون عن أي مبادرة، مما أسفر عن تأجيل معالجة ملفات هامة، تكتسي أحيانا الطابع الإستعجالي، إلى تواريخ لاحقة، متسببة في إلحاق أضرار بليغة بسير هذه المؤسسات.
وبناء على ما سبق، فإنه من الضروري التمييز بين أخطاء التسيير الناجمة عن سوء في التقدير والتصرفات العمدية التي لا تخدم سوى القائمين بها أو أطراف أخرى تحركها نوايا سيئة. إن الإدارة القضائية تمتلك للقيام بذلك، كل الوسائل القانونية لإجراء التحريات اللازمة في هذا الشأن.
إذا كانت مكافحة الفساد أمرا ضروريا ولا رجعة فيه، فإن ذلك لا يجب أن يأخذ مهما كان الأمر، مجرى حملة للمساس باستقرار وسائل إنجاز وتجسيد مهام الدولة ومختلف هياكلها التنفيذية.
إن الشائعات التي غالبا ما يروج لها أصحاب المال الفاسد تغذي هذا الجو العكِر، وغايتهم المساس، بأي ثمن كان، باستقرار الدولة وهياكلها والإفلات من مصيرهم المحتوم.
بهذا الصدد، يجب، وبمجرد تلقي هذه التعليمة، التمييز بين:
أ - الأعمال الناجمة، رغم طابعها المدان، عن عدم الكفاءة أو سوء التقدير، والتي لا تنم عن أي نية أو إرادة في الفساد الإيجابي أو السلبي، ولا تجلب أي امتياز لشخص العون غير الكفء، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولا لعائلته أو أصدقائه أو معارفه. إن هذه الأفعال ستعاقب بشكل صارم على المستوى الإداري.
ب - الأفعال التي خلفت خسائر اقتصادية ومالية للدولة بهدف منح امتيازات غير مستحقة للغير، منتهكة القوانين والتنظيمات ودون أي استشارة مكتوبة للسلطة السلمية. في هذا الإطار، فإن الشك مسموح به ووجب توجيه التحقيق نحو البحث عن الأدلة الملموسة التي تفضح الفساد السلبي أو الإيجابي.
وبالمقابل، فإن أي مساعدة يقدمها المواطن مباشرة أو عبر وسائل الإعلام مقرونة بالأدلة الضرورية، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار خلال التحقيقات المحتملة. ومن البديهي أن واجب الدولة في هذه الحالة هو حماية المواطن ضد كافة أشكال الانتقام.
في هذا الصدد، فإن كل شخص يحوز معلومات حول الفساد مدعو إلى التقرب من السلطات المؤهلة، وفقا للإجراءات المعمول بها، أو إن تعذر ذلك، التوجه صراحة إلى وسائل الإعلام التي يكرس الدستور حريتها.
وبناء عليه، سيتم إسداء تعليمات لوزير العدل ومسؤولي الأجهزة الأمنية، المشرفين على الإجراءات الأولية والقضائية، كل في حدود اختصاصاته، بعدم أخذ رسائل التبليغ المجهولة بعين الإعتبار من الآن فصاعدا، لأنها لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال دليلا قطعيا لنسب وقائع تكتسي صفة الجريمة أو الجنحة.
إنني أولي الأهمية البالغة للتنفيذ الصارم لهذه التعليمة".

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020