رد صفعة تلقاها والده فتعرض للقتل.. هذه الرواية الشائعة لمقتل عويس الراوي
الوالد القديس.. عويس الراوي و"مارتن لوثر كينغ"
عويس الراوي المصري الذي قتل في مصر، على الفور، بعدما صفع الشرطيّ الذي صفع والده أمام ناظريه، حسب الرواية الرائجة، قصة عظيمة عن مرتبة الأب في نفس وقلب من يقدّره حق قدره.. وأنا أحسب نفسي من هؤلاء مثل كثير منكم..
أرى والدي قدّيسا في محياه وأنا مطمئنّ وهو بين يدي رحمان رحيم.. لا أقبل أن يُهان أمام عيني ولو بحركة، وأذكر مرة وأنا مراهق في السن، أننا ذهبنا مع بعض إلى العيادة بعدما أحس بانقباض في صدره، وكان الممرّض صديق الوالد، لكني رأيته يتماطل في الاهتمام به أو هكذا خُيّل إليّ.. فورا صرخت في وجهه: ما بك.. يالله تحرّك.. ألا تراه تعِبا ..
لقد رأيت الخجل في وجه الممرض، إذ لم يشأ أن يردّها علي احتراما للوالد، لكن الوالد تدخّل فورا ونهرني وقرع ضميري بكلماته المعتادة، لكننا عندما خرجنا قال لي: واش خفت عليّ.. ما تخافش ما يصرا ولو بربي..
تذكّرت القصة فور اطلاعي على قصة مقتل عويس وزُلزل وجداني، وتذكّرت معها قصة مارتن لوثر كينغ، صاحب ثورة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
ما لا يعلمه كثيرون أن أحد أسباب ثورة الدكتور كينغ والدُه!؟ كيف ذلك؟
يقول الدكتور كينغ: كنت صغيرا وقد اصطحبني والدي معه في السيارة، وفي الطريق أوقفنا شرطي وأهان والدي أمامي بكلمات.. ثم تلاسنا.. ثم أنزل الشرطي والدي من السيارة وصفعه أمامي.. لقد انهار أمامي تمثال أبي في تلك اللحظة وأنا ضعيف لا أقوى على شيء.
وكلام الدكتور كينغ صحيح، الوالد تمثال تنظر إليه من أسفل إلى أعلى بتعظيم وإجلال وتقديس.. فدافع عن والدك وقدسه حيا وميتا
رحم الله والدي ورحم عويسًا ورحم والديكم جميعا ومتعكم بالأحياء منهم وألحقنا بهم في الصالحين.
الإعلامي الجزائري المقيم بأمريكا
مسعود هدنة في منشور على صفحته بموقع الفيسبوك